العدد 789 - الثلثاء 02 نوفمبر 2004م الموافق 19 رمضان 1425هـ

حسنًا فعلت يا بن رجب...

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

الجو العام في البحرين هذه الأيام متوتر إلى درجة يصعب فيها على الفرد حتى التحليل أو التنظير... كثرة الحوادث وتضادها وصلت إلى مستوى أنها جعلت أنه لا وقت حتى للحدث أيا كان أن يأخذ وقته وكذلك الحال ينطبق على الشائعات أيضا، كثيرون فقدوا بريقهم «وبروبجنداتهم» التي يحرصون على أدائها في شهر رمضان وبشكل سنوي وبإعلام مفرط، لكن وبسبب الأزمات الكثيرة والمتلاحقة التي نبتلى بها في فاصل زمني قصير جدا من اعتقال ناشط حقوقي هناك وإغلاق مركز هنا واستقالة قاض من جهة واعتصام آخر من جهة أخرى، ومطالبة غريبة من رئيس مجلس النواب باستخدام البلدوزرات وكأننا وصلنا بالعلاقة بين المواطن ورجل الشرطة بتلك العلاقة السيئة بين الفلسطيني والجندي الإسرائيلي الذي يستخدم البلدوزر في مثل هذه المهمات! فكل مشكلة «تقول الزود عندي» وللأسف فقد بدأها أناس أجندتهم واضحة وصريحة ودخل على الخط من لا نعلم أجندتهم أصلا.

إن لجنة مركز البحرين لحقوق الإنسان (المنحل) والتي نشطت بشكل ملفت للنظر إذ كانت أهدافها واضحة للقاصي والداني ومعلومة للعارف والجاهل بالمطالبة بالإفراج عن المعتقل عبدالهادي الخواجة وإعادة فتح مركزهم، وهذه حقوق مشروعة والأكبر من ذلك نشاطهم في ممارسة اعتصاماتهم وتجمعاتهم أيضا مشروعة بالحدود والضوابط التي هم يدعون ويعلنون عنها من سلمية في التعاطي وعدم الاستفزاز من كلا الطرفين الشرطة والمعتصمين وهذا أيضا بند معلوم ومعلن، ولكن أن يدخل أناس على الخط لا يعلم بأهدافهم إلا الله، فهذا غير صحيح.

وفي هذه العجالة لا يسعني إلا أن أثني على موقف لجنة المركز ممثلة في نبيل رجب بتجميد بعض أنشطته التي ستقطع الطريق على (المندسين) في الوصول إلى أهدافهم في جر وانحراف للموقف السلمي مطبقين بذلك «لينقلب السحر على الساحر» فبهذه الطريقة الذكية ستحافظ اللجنة على هيبتها واحترامها اللذين بنتهما في فترة وجيزة بدأت منذ اليوم الأول من اعتقال الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة، فهي بنت ثقافة اسمها المطالبة السلمية، وبنت ثقافة اسمها النفس الطويل، وبنت ثقافة اسمها اللعبة السياسية، كل هذه الثقافات التي بنتها هذه اللجنة لا أعتقد أنهم يريدون أن يهدموها وبهذه السهولة، هذا ولا ننسى أيضا تعاطف الكثير من الدول والمنظمات العالمية التي تساندهم بل هي تساند عبدالهادي على وجه الخصوص.

إننا بصفتنا مواطنين بحرينيين صرنا مثل حب الشعير الذي يوضع في الطاحونة، إذ تظل الطاحونة تلف وتلف حتى تطحن «الأولي والتالي»... فلا نحن عارفون مستقبلنا كم هو مظلم ولا نحن مستطيعون أن نتبع قياداتنا الذين اخترناهم لينوروا الطريق أمامنا ونتبعهم... فهم أيضا تائهون أكثر منا... عجيب أمرنا!... فماذا عسانا فاعلون في مثل هذه الحال؟! أنظل ننظر «ونتطمش» على مصيرنا كيف لبعضهم أن يلعبوا به... أم نساهم في الإصلاح الذي ننشده كل بحسب الطريقة التي يريدها ويرى أنها صحيحة؟... أنا عن نفسي... لا أعلم!

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 789 - الثلثاء 02 نوفمبر 2004م الموافق 19 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً