العدد 795 - الإثنين 08 نوفمبر 2004م الموافق 25 رمضان 1425هـ

على كيفك... ولو بعد حين؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والزمان ونحن الآن في العام 5012م، كان هناك أب غني لمجموعة من الأبناء والبنات، ولكن المشكلة التي هو واقع فيها أنه يمارس عليهم بعضا من التمييز بحيث يحب واحدا أكثر من الثاني ويغدق على الآخر أكثر من الباقي ويصرف على ناس ويحرم آخرين، ما خلق له جوا متوترا في البيت الواحد، جعل مجموعة - هي الغالبية - تحس بالغبن والنقص والحساسية من فرط التعامل مع بقية الإخوان. ظل مجموعة من الإخوان وعلى مر السنين وإلى أن كبروا وفهموا يطالبون أباهم بالعدل في التعامل والمميزات والمصاريف، كما ويطالبونه بالحرية في التفكير واتخاذ القرار والمشاركة في تحديد المصير المشترك في البيت على الأقل، كما وطالبوه بشراء سيارة تساعدهم وتسهل عليهم الطريق من وإلى الجامعة وتقضي لهم أعمالهم، وحاولوا أن يدخلوا الأهل والخلان كوسائط لكي يساعدوهم في حل معضلتهم مع أبيهم ولكن من دون جدوى، وعلى مر السنين فكر أبوهم وراجع نفسه ووافق على أن يعطيهم شيئا من المطالب التي كانوا يريدونها في حرية التفكير والسيارة، وصار لزاما عليهم أن يثبتوا أن ما كانوا يطالبوا به صحيحا وبديهيا ويحصل عليه أقرانهم وجيرانهم. فرح الاخوان كما فرح وبارك لهم أقرانهم وجيرانهم... واشترى لهم أبوهم الغني سيارة... وأية سيارة... إنها سيارة قديمة (كحيانة) سرعتها لا تتجاوز الستين كيلو مترا في الساعة! وكفاءة مكنتها سيئة للغاية وتوجد في أروقة الكراجات أكثر من وجودها على باب البيت، إضافة إلى ذلك انها تصرف وقودا بشكل مبالغ فيه، ولن أحدثكم عن إطاراتها فهي خطيرة وغير صالحة للاستخدام، إذ قسمت هذه السيارة الرديئة الإخوان إلى قسمين... قسم فرح بها على رغم سوئها وهم على أمل مطالبة أبيهم بتصليح عيوبها فيما بعد... في حين رفض بعض الإخوان الآخرين هذه السيارة من البداية متذرعين بأنك أب غني وتستطيع شراء سيارة أحسن حالا من هذه... ولا داعي لأن نوافق على هذه السيارة بل الأجدى أن نحصل على السيارة الجديدة الصالحة على رغم شروطنا من البداية... وظلوا مضطهدين على سابق عهدهم إلا ما ندر! وظل الإخوان الموافقون على استخدام هذه السيارة (القرنبع) يستخدمونها بل إنهم كانوا متمتعين بها وبسواقتها ويتفاخرون بها، ويوما بعد يوم صار مستواهم العلمي يتأخر كونهم يصلون إلى الجامعة متأخرين، وينشغلون بمتابعة أمورهم وأمور سيارتهم المتوقفة تارة على أرصفة الشوارع وتارة على أبواب الكراجات، وظل الناس والجيران والأصدقاء يتذمرون منهم وينتقدونهم على هذه المشورة (المهببة) الذين هم واقعون فيها، إذ صارت تخذلهم عند الحاجة، وبدأت تظهر عدم كفاءتها للاستخدام في وقت مبكر من شراء أبيهم لها.

وفي ظل هذه الحال لم يجد الإخوان الذين كانوا مميزين عند أبيهم الغني، بدا من أن يثبتوا لأبيهم ويلحوا عليه بأن هذا القرار الذي اتخذه لهم كان خاطئاً ولم يكن هناك داع لشراء السيارة لهم، فهم لا يعرفون سواقتها ولا يعرفون التحكم والتعامل معها، وما برحوا من الاستمرار في الإلحاح كونهم لم يفقدوا التمييز السابق ولكنهم لا يستطيعون أن يروا بعضا من إخوانهم في حال من التفكير المستقل، بل ومشاركة أبيهم قراراته التي تتعلق بهم، ولكن أباهم أصر على مواصلة المشوار وهو يحتفظ بالأولاد المؤيدة والأولاد المعارضة والمتذمرة و... و... و... إلى هنا وبعدها لا أعلم... هل طالب أصحاب السيارة (القرنبع) بتعديل سيارتهم، أم مازالوا فرحين بها! وهل حصل الآخرون على السيارة التي يريدون أباهم أن يشتريها لهم... أم هم مازالوا يطالبون بها؟! ولا أعلم مصير الإخوان المتميزين والمترفين، هل هم مازالوا على حرب مع إخوانهم أم تسالموا مع بعضهم بعضا وهذا شيء صعب؟!... أترك لكم باقي القصة تكملونها كل بحسب رأيه

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 795 - الإثنين 08 نوفمبر 2004م الموافق 25 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً