العدد 808 - الأحد 21 نوفمبر 2004م الموافق 08 شوال 1425هـ

وكالة الطاقة الدولية وتأجيج الصراع في المنطقة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم تكن وكالة الطاقة الدولية قادرة على إخفاء قلقها ومخاوفها بشأن نسبة كبيرة من احتياجات العالم النفطية التي ستأتي في الثلاثين عاماً المقبلة، من منطقة الشرق الأوسط. والسبب الذي حاولت الوكالة أن تخفي تلك المخاوف وراءه هو عدم الاستقرار الجيوسياسي الذي يجتاح المنطقة. فالطلب المتزايد من الهند والصين ودول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة واليابان سيرتفع الى 90 مليون برميل يوميا خلال 5 سنوات والى 121 مليون برميل يوميا خلال 20 عاماً. ويبلغ الطلب الحالي 82,4 مليون برميل يومياً. ويمثل انتاج أوبك 35 في المئة من الانتاج العالمي الذي وصل في شهر سبتمبر/ أيلول 84 مليون برميل. وشككت الوكالة بمقدرة روسيا على الاستمرار في زيادة انتاجها. وتقدر الوكالة أن انتاج روسيا سيبدأ بالانخفاض بعد العام 2010. وروسيا هي أكبر منتج خارج إطار أوبك.

ومن المتوقع ألا يواجه النفط سوى منافسة ضعيفة من البدائل التي تحاول الولايات المتحدة استخدامها، وخصوصاً في مجالات النقل. كما أن أي استثمار في وسائل الطاقة البديلة يتطلب معلومات ودراسات شاملة عن احتياطات الغاز والنفط. وقبل عدة شهور أعادت «شلا» تقديرات الاحتياط المتوافرة لها وانخفضت التقديرات بنسبة 20 في المئة. ومن ناحية أخرى قالت الوكالة إن الطلب على الغاز الطبيعي سيتضاعف بحلول العام 2030 وسيحل محل الفحم الحجري خلال 10 سنوات. وسيزداد الطلب للغاز من آسيا وأميركا اللاتينية.

لسنا ضد تلك المخاوف ولا يمكن التقليل من تأثيراتها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بسلعة استراتيجية مثل النفط. كما أنه من الطبيعي التحذير من عدم الاستقرار السياسي الذي يلف المنطقة ليس الآن فحسب وإنما لما يزيد عن نصف قرن، وتحديداً منذ تأسيس دولة «إسرائيل»، لم تعرف دولها خلاله الهدوء. الأمر الجديد الذي تحاول وكالة الطاقة الدولية ان تربط بينه وبين مخاوفها هو ما تطلق عليه صفة «الإرهاب». إذ تحاول الوكالة ومعها الكثير من مؤسسات الإعلام الغربية ان تثبت أن شعوب منطقة الشرق الأوسط أو بالأحرى العرب ومعهم في سلة واحدة دولهم هم المسئولون عن الإرهاب.

لقد عشنا مرحلة الحرب الباردة، وشهدنا الكثير من الإجحاف الذي ألحق بالمنطقة العربية تحت شعار «محاربة الاتحاد السوفياتي». واليوم يعاد عزف المقطوعة ذاتها لكن تحت يافطة جديدة هي «الإرهاب».

إن دول وشعوب المنطقة تدرك ذلك وتدرك أيضا المصيدة التي تحاول الوكالة الدولية ان تدفعها نحوها وهي يقظة لذلك ولهذا نجد أن بعض تلك الدول قد اتخذ إجراءات من شأنها ان تثبت للوكالة الدولية حسن النوايا العربية. فهل تنصت الوكالة وبشيء من الموضوعية لمثل هذه التحولات العربية لإبقاء النفط وسيلة للتعاون وليس للصراع أم أنها تصر على موقفها وتكون بالتالي أحد عناصر تأجيج الصراع بدلاً من تهدئته؟ وعندها لن نكون الخاسر الوحيد

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 808 - الأحد 21 نوفمبر 2004م الموافق 08 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً