العدد 808 - الأحد 21 نوفمبر 2004م الموافق 08 شوال 1425هـ

كلمات بوتين النووية

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي، دهشة في أوساط المعنيين بشئون الحد من التسلح، بإعلانه أن بلاده تعمل على تطوير قدرات نووية «غير موجودة ولن توجد في السنوات المقبلة لدى القوى النووية الأخرى في العالم». والمثير للدهشة أن بوتين ركز على المجالات العسكرية في استخدام الصناعات النووية، علما بأن مصادر عسكرية روسية، كانت أشارت مرات عدة إلى برامج تطوير القدرات النووية، لكنها ربطتها بمشروعات مدنية.

اعترف بوتين في كلمة ألقاها أمام القيادة العسكرية بأن الخطر الأساسي الذي تواجهه بلاده يتمثل حاليا في الإرهاب الدولي، لكنه اعتبر أن «تهديدات جديدة وكثيرة، ستظهر إلى جانب الإرهاب، في حال أبدينا تهاونا في قدراتنا الدفاعية أو تراجع مستوى الدرع الصاروخية النووية التي تحمي بلادنا». تلك التصريحات تركت أصداء واسعة داخل روسيا وخارجها وتبوأت مكان الصدارة في اهتمام وسائل الإعلام في العالم أجمع من اليابان وحتى أميركا. لكن الغريب في الأمر، لماذا تأتي هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات؟

من الواضح أن هذا الكلام ليس موجها إلى الجمهور الروسي فحسب، ومما له دلالته أن كلماته النووية أعلنت عشية انعقاد قمة رؤساء بلدان منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي التي افتتحت في تشيلي أمس الأول، ويشارك فيها قادة مجموعة من الدول الكبرى في العالم ومنها أميركا والصين واليابان وأخذا في الاعتبار حوادث الأيام الأخيرة التي شهدت إعلانات متبادلة ومتناقضة بين روسيا واليابان بشأن عائدية جزر الكوريل المتنازع عليها بين الجانبين. ومن هنا يبدو أن إعلان الأسلحة سيزيد من وزن موسكو السياسي الخارجي في هذا الظرف المعقد. كما أن الرئيس جورج بوش أظهر بعض الإشارات الدالة على أنه سيكون في ولايته الثانية أكثر تشددا إزاء روسيا. ما الذي يتخوف منه بوتين، أو ما «الحرب الجديدة» التي سيصبح ويمسي عليها العالم، أهي حرب «القوى العظمى»؟

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 808 - الأحد 21 نوفمبر 2004م الموافق 08 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً