العدد 813 - الجمعة 26 نوفمبر 2004م الموافق 13 شوال 1425هـ

المطالبة بتشكيل هيئة لحماية الآثار

عن وضع الآثار في البحرين وما تتعرض له من تخريب وتشويه مستمر... سألت «الوسط» عددا من علماء وخبراء الآثار البحرينيين والفرنسيين عن ذلك ناقلة للقارئ تجاربهم فيما واجهوه من تحديات في سبيل حماية ودراسة المواقع الأثرية بشكل عام في البحرين. وعن ذلك قال باحث الآثار علي أكبر بوشهري ونبرة التحسر غلبت على كلامه في سرد للحوادث والفترات المختلفة «أذكر الجرائم التي اقترفت بحق المواقع الأثرية في أرجاء البحرين ومن بينها موقع الدراز الأثري الذي يبلغ عمره 3800 سنة وهو الموقع الذي اندثر». وما تبقى منها اليوم بعدما استطلعت «الوسط» سوى بقايا لايزال هذا الباحث وغيره يتحسر عليها، أما عن قلعة البحرين فقد أوضح بوشهري أن موضوع أراضي القلعة وردم البحر في منتصف الثمانينات كان قائما بل كان في طريقه للنشر عبر الصحافة المحلية الا ان ذلك لم يتم بسبب قرار المنع الصادر من وزارة الاعلام نذاك. وأضاف «لقد حاولت مع الخبيرة الفرنسية «مونيك كارفران» حماية هذا الموقع وحماية الشاطئ المقابل له، لكن جهودنا باءت بالفشل». «وللعلم فإن أقدم المدن الدلمونية ليست المدينة القريبة من القلعة حاليا، بل أكثر الاحتمالات بحسب ما جاء في تقارير الباحثين في البعثات السابقة من بينهم «برونو» و»محمد رفيق مغول» و»جان فرانسو» و»بيير لومبارد» و»مونيك كارفران» إلى أن مدينة دلمون الأولى كانت موجودة تحت مياه البحر المقابلة للقلعة اضافة الى المرفأ التجاري الذي يعود للفترة الاسلامية من القرن الثالث عشر». وأوضح بوشهري أن «الشاطئ المقابل للقلعة كان يبعد بمسافة 200 متر تقريبا، أما المدينة الأولى فبنيت على الشاطئ القديم والتي لاتزال أنقاضها موجودة تحت البحر، مشيرا إلى أن خبراء الآثار أصروا في السنوات الماضية على عدم ردم هذه المنطقة لأنها تحتاج إلى الدراسة والبحث والتنقيب المختص بعلم «الآثار البحرية». وأضاف «الدليل على ذلك هو العثور على بقايا أثرية محروقة وقريبة من الشاطئ القديم من قبل علماء وباحثي الآثار في منتصف الثمانينات». وعن المشكلة التي سببها ردم البحر العشوائي لموقع القلعة قال بوشهري إن «الردم سبب نوعا من الضغط على أرض البحر بسبب دفنه بالكميات الثقيلة من الرمل والأحجار، ما أدى إلى ارتفاع مستوى المياه الموجودة تحت القلعة، إذ ارتفعت عدة أمتار وهو ما أدى إلى أن يتحول الموقع الأثري المدفون بالأحجار وغيرها من أحجار جافة إلى أحجار رطبة». وأوضح أن ذلك قد يؤدي في المستقبل القريب إلى انهيار القلعة بالكامل، وهو ما أكدته البعثات الأجنبية في تقاريرها في فترات مختلفة. وأضاف «لقد كان بالإمكان الاستغناء عن هذا الجانب، فببساطة نحمي القلعة وندع ذلك للدراسة والبحث لخبراء الآثار». وأضاف معلقا: «إزالة أو انهيار القلعة معناه القضاء على تاريخ بلادنا بأيدينا... وهو ما حدث لأكثر من موقع». وطالب بوشهري «تشكيل هيئة وطنية لحماية الآثار ولفت نظر المسئولين إلى أن هذه المشكلة التي هي ليست قضية اليوم فما بال موقع القلعة المهم»؟ وأضاف متأثرا «إن من بين الأشياء التي خسرتها البحرين ذلك «الحجر البازيلي» «البركاني» الذي كانت عليه كتابة ارامية كتابة الآشوريين القديمة فقد تحطمت بفعل الجرافات وما عاد هذا الحجر موجودا... وهي حادثة يبلغ عمرها أكثر من 15 عاما»

العدد 813 - الجمعة 26 نوفمبر 2004م الموافق 13 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً