العدد 816 - الإثنين 29 نوفمبر 2004م الموافق 16 شوال 1425هـ

الموسوي والحياة الفطرية

جعفر الديري comments [at] alwasatnews.com

اهتمام الفنان البحريني بالبيئة جزء من مشروعه الذي يسعى اليه، ولعله لم تخلُ تجربة فنية في البحرين من ذلك الحس الانساني. وتكاد تكون تجربة الفنان البحريني بهذا الخصوص مترادفة مع ذكرياته وحياته الطفولية وصباه الأول، حين تظل هذه الصور حاضرة في ذاكرته ومؤثرة في مسيرته الفنية.

والفنان عباس الموسوي وعلى رغم تعدد عطاءاته فإن لوحاته التي عبر بها عن بيئته كانت مهمة في تجربته. فلم يكن من الغريب في شيء في محاضرته الأخيرة بالملتقى الثقافي الأهلي والتي تحدث فيها عن تجربته التشكيلية وحين أشار أحد الحضور الى أهمية «النعيم» في مشواره الفني وهي المنطقة التي عاش فيها وتشرب منها حبه الأول للفنون، لم يكن من الغريب أن يستحسن ذلك السؤال ليتحدث عن خصوصية المكان الذي ولد فيه وتلك النزهات البريئة التي كان يقوم بها وتأمله لكل ما حوله، تلك الملاحظات التي جعلته قادرا على تصور كل شيء جميل وعلى خلق لوحات بديعة من وحي خياله وتأملاته. والأمر ذاته كان مع اشارة شخص آخر من الحضور الى مرحلة مهمة في مشواره الفني وهي تلك اللوحات التي رسمها للبيئة الطبيعية في البحرين، والتي كانت تعبر عن واقع الحياة البحرية في خصوصيتها التي تعكس الحياة الفطرية، فكانت هناك لوحات للبحر والسواحل والطيور التي توجد في البحرين ما يجعلنا نؤكد أن تلك الرسومات كانت لوحات علمية، استطاع الموسوي من خلالها انتاج أعمال تمتاز الى جانب دقتها بشاعرية واستخدام الألوان التي توضح تلك الحرفية التي ميزته.

إذاً فالموسوي الذي تشرب لغة الألوان منذ حداثة سنه كان حريا بالالتفات الى الحياة الفطرية البحرينية والانفتاح على عوالم شتى ربما لم يلتفت اليها الكثير من الفنانين والتشكيليين، فالحياة الفطرية في مملكة البحرين لها خصوصيتها وأبعادها التي لم تكن تستعصي على ملاحظات وريشة الفنان عباس الموسوي. وعلى رغم أن هذه اللوحات رسمت في أوقات معينة فإنها أصبحت ضمن مقتنيات محبي الفن ومن التجارب التي قدر لها أن تكون جزءاً من الذاكرة التشكيلية في البحرين

العدد 816 - الإثنين 29 نوفمبر 2004م الموافق 16 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً