فرضت أسئلة كثيرة وكبيرة في الأوساط المحرقاوية الحديث مع نائب رئيس نادي المحرق رئيس جهاز كرة القدم الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة وأبرزها خروج الفريق الكروي من الموسم الحالي دون حصاد للمرة الأولى، وكذلك صفقة انتقال هداف المحرق البرازيلي ريكو إلى غريمه الرفاع أمس بعدما قضى 4 مواسم ناجحة مع المحرق، بالإضافة إلى الكثير من الأمور المتعلقة بالفريق الكروي الموسم المقبل.

وبداية تحدث الشيخ راشد عن خبر الصفقة المثيرة بانتقال ريكو وإلى الرفاع، إذ قال الشيخ راشد: «أعتقد أن هذا أمر طبيعي لأن ريكو لاعب محترف وجاء للعب في المحرق البحريني كمصدر عمل وليس لسواد عين أو طيب خاطر للمحرق، ونحن نعرف ونحترم ذلك، ومن حق الاخوة في نادي الرفاع التعاقد معه بعدما قدموا له عرضاً يفوق بكثير العرض المقدم له من نادي المحرق واللاعب محترف وله الحق في اختيار العرض الأنسب».

وأضاف «عقد ريكو مع المحرق انتهى بنهاية الموسم، ولكن وفق القانون فاللاعب له الأحقية في التفاوض مع أي نادٍ قبل 3 أشهر من نهاية عقده، ونحن في المحرق قدمنا له عرض التجديد للموسم الخامس على التوالي وهو بمميزات العرض السابق نفسها، وهو لا يصل إلى نصف المبلغ المقدم من الرفاع بحسب ما نشر، ونأمل أن يكون ذلك صحيحاً لأنه وضع طبيعي في عالم الاحتراف».

واستدرك الشيخ راشد قائلاً: «تحفظنا الوحيد في هذا الشأن يكمن في الطريقة التي ذهب بها ريكو إلى الرفاع، إذ إنه لا أعتقد أن الاتصالات والمفاوضات بدأت بعد لقاء المحرق والرفاع في ختام الدوري الاثنين الماضي، بل إنها بدأت قبل فترة من المباراة، وكان يتوجب على ريكو إخطارنا بذلك وتحديداً الجهاز الفني للفريق والذي على ضوئه يتخذ المدرب قراره المناسب بشأن اللاعب قبل لقاء المحرق والرفاع، لأنه ليس من المعقول أن يلعب لاعب مع ناد وهو متفق مع النادي المنافس في مباراة حاسمة، وذلك ليس مقبولاً من لاعب محترف مثل ريكو، ولكي لا يشعر المشجع العادي بأن ريكو أشبه بـ «الخائن»، ونستشهد هنا بأن اللاعب الفرنسي هنري طلب من مدرب برشلونة عدم إشراكه في لقاء فريقه السابق أرسنال الإنجليزي وبرشلونة في دوري أبطال أوروبا، واحترم مدرب برشلونة رغبة اللاعب وظروفه فلم يضعه أساسياً في المباراة».

المحرق لا يتوقف على ريكو

وعن التبعات وردود الفعل جراء انتقال ريكو وتحميل الإدارة المحرقاوية أسباب التفريط به قال الشيخ راشد: «المحرق لا يتوقف على ريكو أو غيره وتاريخه وإنجازاته شاهداً على ذلك، وإذا رحل ريكو ففي البرازيل نحو 15 مليون لاعب مقيد رسمياً أمثال ريكو وأفضل منه بكثير، ومن الممكن التعاقد مع لاعب أفضل، وبالنسبة إلي كان المهاجم المحرقاوي وهدافه السابق في التسعينات محمد صالح «الدخيل الكبير» أهم من ريكو، وعندما رحل عن الفريق استمر المحرق ولم تتوقف بطولاته، وأقول لكل مشجع محرقاوي من يحب ريكو فهو لاعب محترف متنقل وعليه تشجيعه أينما رحل، وهذا وضع طبيعي حتى بالنسبة إلى نجوم الكرة العالمية بتنقلاتهم بين الأندية الكبيرة، لكن المشجع الذي يحب المحرق يبقى مرتبطاً به لأن النادي كيان باقٍ في جميع الظروف ومع كل من يمثله من لاعبين».

لم نتعاقد مع «حفيظ الحالة»

وانتقل الشيخ راشد للحديث عما تردد بشأن اتجاه نادي المحرق للتعاقد مع مهاجم فريق الحالة النيجيري عبدالحفيظ عبدالسلام، إذ نفى الشيخ راشد صحة ذلك، مؤكداً أن المحرق يبحث عن لاعبين بمواصفات فنية مختلفة عن وضع اللاعب عبدالحفيظ.

وقال الشيخ راشد: «من خلال متابعتنا الفريق الكروي الموسم الجاري تعرفنا على جميع النواقص والاحتياجات الفنية التي يحتاجها الفريق وكان هناك تفاوت في مستويات وعطاء اللاعبين بين من ظهر بصورة جيدة وبين من لم يقدم المستوى المطلوب وبين من لم يكن مقنعاً، ومن هؤلاء اللاعبين المحترفين الذين لاحظنا تراجع مستوياتهم في المباريات الأخيرة، وبالتالي فإن اللاعب المحترف يجب أن يكون إضافة فنية للفريق وليس لمجرد تسجيل لاعب محترف».

لا حديث عن شريدة والمدرب الجديد

وتطرق الشيخ راشد إلى موضوع مدرب الفريق الكابتن سلمان شريدة وإنهاء عقده والتعاقد مع مدرب برازيلي، موضحاً أنه لم يتم حتى الآن الحديث أو اتخاذ أي قرار بشأن موضوع المدرب سلمان شريدة أو التفاوض مع مدرب جديد، لكن في النهاية يجب أن ندرك أن لكل بداية نهاية سواء بالنسبة إلى الإداري أو المدرب، ونحن لا نتعامل مع الأمور بالجزئيات، لكن الفريق يحتاج إلى عملية تغيير شاملة في الكثير من الأمور، وذلك ليس شرطاً ومرتبطاً بعدم فوزنا ببطولة في الموسم الجاري بقدر حاجتنا إلى التغيير والتطوير، وخصوصاً أن الفريق احتكر البطولات المحلية في المواسم الأربعة الأخيرة الماضية، وأن طموحات الفريق تتعدى حدود المحلية، فيجب تهيئة الفريق وإعداده بقوة للبطولات الخارجية التي أصبحت الهدف والعمل الذي نسعى إليه».

تقرير شامل للفريق

وكشف الشيخ راشد بن عبدالرحمن عن وجود تقرير شامل ومتكامل سيقدمه من جانب مسئوليته في جهاز كرة القدم إلى مجلس الإدارة في اجتماعه المقبل، وهو شامل جميع أمور الفريق، ويجب أن يتم العمل على تحقيقها بصورة كاملة أو على الأقل السعي إلى تحقيق الممكن منه وفق قدرات وإمكانات النادي، مشيراً إلى أن التقرير يتضمن ضرورة تدعيم الفريق بلاعبين سواء محليين أو محترفين على مستوى جيد وتتماشى مع احتياجات الفريق فمثلاً الفريق حصل على نحو 200 ركلة ركنية خلال مباريات الدوري من دون أن يستثمرها ويسجل منها هدفاً، الأمر الذي يعني وجود نقص في هذه الناحية وحاجة الفريق إلى لاعب يجيد هذه الكرات.

الإدارة الجديدة صاحبة القرار

وقال: «يجب أن يعلم الجميع أن القرار ليس بيد الشيخ راشد لكنه مرتبط بمجلس الإدارة وهو صاحب القرار في اجتماعه المقبل، وأن ما سأقدمه هي تصورات وأفكار ومتطلبات وقفنا عليها، كما أن نادي المحرق مقبل على دورة انتخابية خلال الشهر المقبل والفرصة متاحة لكل من يرى في نفسه القدرة والكفاءة في العمل فليتقدم، والمحرق غنية بكوادرها من الشخصيات والإداريين والفنيين واللاعبين السابقين، وبالتالي فإن الأمور والقرارات قد تحال أوراقها إلى مجلس الإدارة الجديد المنتخب في الشهر المقبل، وذلك لكي لا يقال أن الشيخ راشد أو الإدارة الحالية «ورطت» الإدارة الجديدة بتعاقدات وغيرها من أمور ومن ثم رحلوا، فالمحرق ليس ملكاً للشيخ راشد وأنني لست الفاهم الوحيد في النادي لكي أنفّذ ما أريده».

صورة المحرق لن تهتز

وعلق الشيخ راشد بن عبدالرحمن على ابتعاد المحرق عن البطولات الكروية للموسم الجاري قائلاً: «لنكن صريحين ففريقنا لم يظهر بالصورة المرضية، وصدقني حتى لو فزنا ببطولة الدوري فإننا لم تكن لدينا القناعة في مستوى الفريق، ولدينا القناعة بحاجة الفريق إلى عمل كبير وتدعيم وخصوصاً أن طموحنا يتعدى المحلية، ولا أعتقد أن صورة المحرق اهتزت مع غيابه عن بطولات الموسم، فهناك أندية عالمية كبيرة دفعت الملايين وضمت النجوم ولم تحقق أي بطولة الموسم الحالي مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد فهل اهتزت مكانة هذه الأندية؟».

عقوبة جمهور المحرق «عقوبات مدرسية!»

وتطرق الشيخ راشد إلى عقوبة اتحاد الكرة بمنع جمهور المحرق من حضور مباراة الرفاع ووصفها بأنه أشبه بـ «عقوبات المدارس» والتي تعاقب جميع طلاب الصف حينما يبدر تصرف من بعض الطلاب، وهو ما حدث مع المحرق عندما قام نفر قليل من مجموعة الآلاف التي حضرت مباراة المحرق والأهلي برمي بعض المقذوفات بعد المباراة، فكيف يتم تحميل نادي المحرق مسئولية ذلك ومعاقبته، وهو ما ينطبق على مختلف الأندية التي يبدر من أفراد وقلة تصرفات فردية ويجب إعادة النظر في لائحة العقوبات.

وأوضح «في أوروبا نلاحظ أنه يتم تحديد المشاغبين وتوضع صورهم حتى في الملاعب، ويتم التنسيق بين الاتحادات والجهات الأمنية في منع مثيري الشغب من دخول الملاعب وهم قادرون ولديهم الصلاحية، وبالتالي لاحظنا اختفاء ظاهرة الشغب بصورة كبيرة في الملاعب الأوروبية في السنوات الأخيرة بعدما وضعوا الحلول لذلك، فمثلاً أقولها وعلى أحد مشجعي نادي المحرق الذي نزل من المدرج في لقاء المحرق والأهلي واتجه إلى ريكو، ومن ثم خرج بنفسه إلى المدرجات وتابع المباراة من دون أن يكون هناك موقف من رجال الأمن في التعامل مع هذا التصرف الفردي بدلاً من تحميل المحرق المسئولية، ومثل هذه التصرفات الفردية تحدث في ملاعبنا بأوجه متعددة ولا نعرف التعامل معها ويتبع الاتحاد أسهل الحلول في معاقبة النادي».