قال الحكم الدولي السوري المتقاعد والمحلل حالياً في قناة الجزيرة الرياضية جمال الشريف ان ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم الدولي جعفر الخباز في مباراة العراق وقطر كانت صحيحة، كما ان حال الطرد التي اتخذها الحكم الدولي الإماراتي بحق اللاعب الكويتي نواف الشمري في مباراة البحرين والكويت هو قرار صريح وجريء ولم يكن هناك خيار آخر من قبل الحكم لأن الكرة وقت وقوع الحادثة كانت خارج الملعب.
ولكن الشريف قال: «ان هناك ركلة جزاء كان يفترض أن يحتسبها الحكم الخباز لمصلحة اللاعب العراقي رزاق فرحان ويمنح بطاقة صفراء على الحارس القطرى الذي ترك الكرة وهاجم اللاعب».
وقال الشريف: «ان البحرين لديها كوادر تحكيمية ممتازة وليس هناك هجوم من قبلي على الحكم الدولي عبدالرحمن عبدالخالق الدلاور ولا توجد مشكلة بين وبينه كما حاولت الصحافة ان تصور ذلك بعد مباراة إيران وعمان في بطولة الأمم الآسيوية خلال الصيف الماضي، وكل ما قلته ان الحكم عبدالرحمن لديه مشكلة عليه ان يتجاوزها، إذ انه عندما يشتد وطيس المباراة يحتاج إلى قدرة على تسييرها ويفتقد لخبرة المباريات الصعبة ويحتاج إلى تركيز على هذا الموضوع، وفيما عدا ذلك فهو حكم جيد يمتلك حسن التقدير والتمييز في المخالفات، وكان هدفنا مما قلناه حينها ان نحمي الحكم وقلنا إنه لم يوفق».
وعن التحكيم في خليجي (17) قال جمال الشريف الذي شارك في ثلاث بطولات لكأس العالم: «ان التحكيم في خليجي (17) يعتبر جيداً وليس فيها حكام ضعاف وهي إذا قارناها بسابقاتها من البطولات سنرى أنها ساخنة البداية والمستويات فيها متقاربة، وقد يكون بعض الحكام تنقصهم الخبرة، وهذا شيء طبيعي قياساً بعمرهم التحكيمي والدولي، وهم مجتهدون وقابلون للتطور».
ولكن الشريف يتساءل، لماذا لم تبعث الدول المشاركة بأفضل الحكام لديها للمشاركة في تحكيم مباريات الدورة؟ لقد تركت الأمر لرغبتها ولمبدأ المداورة في الترشيح وكان يفترض ان يترك الأمر للجنة الحكام في الدورة ان تختار الحكام بنفسها من خلال القائمة الدولية لدى كل دولة حتى نضمن وصول أفضل الحكام وأكثرهم خبرة».
وقال: «حتى الحكمان الأوروبيان الإسباني والنرويجي على رغم كفاءتهما فهما ليسا الأفضل في أوروبا، ولكن على رغم وجودهما فإن الحكم الخليجي سيوجد في دور الأربعة، ولكن من سيحكم في الدور نصف النهائي فلن يوجد في الدور النهائي».
وتساءل جمال الشريف، لماذا لا نثق في الحكم الخليجي ونعطيه إدارة المباراة النهائية؟ ففي البطولات الآسيوية مثلاً من المستحيل ان يعطي الاتحاد الآسيوي إدارة مباراة نهائية لطاقم تحكيم غير آسيوي، وكذلك الحال في البطولات الأوروبية والإفريقية.
وقال الشريف، لماذا لا نستعين في البطولات الخليجية بكفاءات تحكيم عربية مثل الحكم المغربي محمد الكزاز وغيره من الحكام المتميزين، لأن الحكام العرب إذا ما تمت الاستعانة بهم سيعيشون الأجواء نفسها، والحكم العربي يأتي برغبة ويريد أن يثبت كفاءته، وأنا شخصياً طرحت مثل هذا المقترح فقالوا ان اللائحة توجب الاستعانة بحكام من أوروبا.
وعن مباراة الأردن واليابان في بطولة أمم آسيا ومدى تأثير اللاعب البرازيلي السابق زيكو في التأثير على الحكم لتغيير مكان تنفيذ الركلات الترجيحية قال: «نحن العرب دائماً لدينا نظرية المؤامرة ونعتقد أن كل الناس تتآمر علينا، وهذه مشكلة، فما حدث يعد من الحالات النادرة التي لا تحدث كثيراً، فمثلاً في نهائيات كأس العالم 1994 كنت أدير لقاء المكسيك وبلغاريا انكسرت العارضة واحتجنا إلى فترة من التوقف حتى يتم استبدال المرمى، فهل هذه الحال تحدث كل مرة؟ ان هذه الحوادث قليلة جداً، والقانون أعطى الحكم الحرية في اختيار المرمى الذي ستنفذ تجاهه الركلات الترجيحية، كأن يكون الأفضل من حيث التسديد والأرضية ولا يتأثر بالهواء ورؤية الجماهير، كما ان الحكم من حقه أن يغير المرمى، وفي مباراة الأردن واليابان كان الحكم من شرق آسيا وحكام هذه المنطقة انضباطيون ولا يمكن أن تؤثر في نزاهتهم، واختياره للمرمى كان مع ضابط المباراة، وعند تنفيذ بعض الركلات وجد أن العدالة غير موافرة بسبب الأرضية ونقطة التنفيذ نفسها، فاضطر إلى التشاور مع ضابط المباراة وتغيير المرمى الذي تنفذ تجاهه الركلات الترجيحية».
وقال جمال الشريف: «ان المشكلة التي تواجه الحكام في البلدان العربية انهم يواجهون أحياناً لاعبين غير مثقفين ودرجتهم التعليمية متدنية وان كانوا يتميزون بالمهارات وهم إذا جاءوا إلى الملعب ترى لديهم شعبية جارفة وبإشارة منهم يحركون الملعب ويرتكبون مخالفات لا يمكن ان يرتكبها اللاعبون المحترفون في أوروبا لأن عندهم قمة في الانضباط».
وأشار إلى ان الحكم يجب ألا يتأثر بالنتيجة ولا بالتوقيت ولا بالجماهير ولا يتركها تؤثر في قراراته وعليه ان يتجاوز كل الظروف ويتعامل مع مختلف الحوادث بروح القانون
العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ