العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ

حملة بيئية فريدة تجمع لا تقسم

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

اللبنانيون معروفون في المجتمع العربي بثقافتهم الراسخة وأفكارهم المتحررة وحبهم لوطنهم على الرغم من تنوع نسيج مجتمعهم الصغير وتناحر أحزابهم ومآسي حروبهم. في الحقيقة، قلما لا نسمع عن لبنان في شريط الأخبار في القنوات الفضائية الرئيسية خاصة في الشق السياسي لكن الخبر البيئي الإيجابي الذي سأذكره هو ما لفت انتباهي وأثلج صدري فالمجتمع اللبناني دائماً يقدم نماذج مبتكرة لجيرانه في منطقة الشرق الأوسط وهذه الأفكار المبدعة هي نتاج مدنية هذا الشعب الراقي وديناميكيته.

منذ القدم وسواحل البحر الأبيض المتوسط تعني الكثير للبنانيين فعلى سبيل المثال ازدهرت الحضارة الفينيقية بسبب اعتمادها على خطوط الملاحة البحرية، وإحدى روائع فيلسوفها جبران خليل جبران يستلهم سحر الساحل ليبدع إحدى روائعه الشعرية: كتبت في الجزر سطراً على الرمل / أودعته كل روحي مع العقل / و عدت في المد أقرأ و أستجلي / فلم أجد في الشواطئ سوى جهلي.

النبأ اللبناني تحدث عن إطلاق حملة الأزرق الكبير في 16 مايو/ أيار الماضي وهي حملة سنوية تقوم بها جمعية سيدرز للعناية، وهي جمعية لبنانية غير حكومية تهدف إلى دعم العديد من المشاريع البيئية والاجتماعية. في هذا العام تداخلت دوائر السياسة والتعليم والعسكرية من أجل مشروع بيئي تطوعي يهدف إلى تنظيف مجمل السواحل اللبنانية وتوقعت الجهات المنفذة لهذا المشروع مشاركة 50 ألف متطوع من الجمعيات الكشفية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني وطلاب المدارس والمعاهد والجامعات ومساندة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني ونقابات الصيادين بالإضافة إلى الوزارات والبلديات والشركات الخاصة وقد كان في مقدمة المشاركين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري.

شعارات الحملة جديرة بالذكر والتمحيص فهي دليل على الروح الإيجابية للمجتمع مع بعض الفكاهة، وبعيدة عن السلبيات، والنظرة السوداء، وبعيدة عن الانقسامات الطائفية والمذهبية: (شطنا بيجمعنا يلا نظف معنا، وصل صوتك ع النظافة)، (انتخب لائحة 16 أيار و لاقينا على الشط اللي تختار).

مقارنة مع الحملات البحرينية لتنظيف السواحل يلاحظ أن معظمها تنظم من جهة راعية يتيمة من بلديات إلى مؤسسات تعليمية إلى شركات حكومية أو خاصة أو جمعيات سياسية أو جمعيات مهنية وبالتالي «كل يغني على ليلاه» لكن لِمَ لا نقتبس من النموذج اللبناني فحملات التنظيف على أرضه قدوة حسنة لأنها شاملة من ناحية مواقع التنظيف، وجاذبة لوسائل الإعلام من محلية إلى عالمية، وتعزز علاقة بيئية بالمجتمع المحلي.

من هذا العمود أدعوا إلى تنظيم حدث على مستوى وطني ومن جهة غير حكومية أو سياسية تهدف إلى تنظيف السواحل عندما يكون الجو لطيفاً في السنة المقبلة. من نافلة القول، نؤكد بأن البحريني مرتبط تاريخياً بالبحر والأجيال اليافعة بدأت تفتقد إلى هذا الرباط وبالتالي هناك حاجة ملحّة لإعادة صياغة هذا الميثاق الأزلي بين المواطن - وحتى المقيم - وسحر البحر.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2815 - الجمعة 21 مايو 2010م الموافق 07 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:50 ص

      ادى شكر الله على نعمة بالمحافظة على البيئه

      سالجأ لتلك الجمعيه لربما رعتني لاكمل برنامج دراستي البيئي طالما بلدي واعداء النجاح والانسانيه اغلقو الابواب في وجهي لعل ربي يكرمني بمن يخشاه ويرعاه في نعمته ويعشق الطبيعة ويلبي ندائي
      كم هم انا مسكينه بليت باسوء مدير الذي ليس لديه سوى تحطيم موظفيه حسدا من نفسه وليس بتقصير العمل منهم!! والله يستر ماتطلع لي وزارة البلديات او الزراعه او البيئه تقول لجئتي لجمعيات وتركتي البحرين زي وزارة التنميه وفاطمه المعاقه فهم لايرحمون ولايخلون رحمة الله تنزل على المواطنين وعباده

اقرأ ايضاً