العدد 2387 - الخميس 19 مارس 2009م الموافق 22 ربيع الاول 1430هـ

مراهقة داخل المنزل

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد تعاني الأسرة في يوم من الأيام من ابنتها المراهقة، داخل المنزل وخارجه، وقد تكثُر مشكلات البيت بسبب هذه المراهقة، التي يصعب التعامل معها، فتارة يستخدم الأهل اللهجة الجميلة النصوح، وتارة يستخدمون العنف والضرب، وأحيانا أخرى يلجؤون إلى التجاهل وإنكار وجود مشكلة في ابنتهم الصغيرة.

وفي هذه الأيام، كثُر عند بناتنا المراهقات التعلّق بالهاتف النقال، الذي لا يبعد عن عيونهن لحظة واحدة، فهنّ إما يستخدمن الإنترنت للدراسة، لكن في معظم الأوقات يستخدمن الإنترنت للمحادثة، فقط من دون علم الأهل بهذه التقنية، لإخفاء ما لا يرضونه لبناتهم.

وعند بزوغ منتصف الليل نجد بعض المراهقات يستخدمن الهاتف النقال بطريقة خاطئة، فما إن تعرف المراهقة بأن الأهل غطّوا في سبات عميق حتى تُخرج الهاتف النقال وتبدأ مشوار التحدّث مع الصديقات، أو التحدّث مع غير الصديقات!

وطبعا تذهب إلى المدرسة مخدّرة ومحتاجة إلى النوم، فتطلب من المرشدة الاجتماعية أو الممرضة «البندول» أو أي دواء لتقليل الصداع الناتج من قلّة النوم، أو تجدها تشرب بعض السوائل المنبهة كـ «البور هورس والبوم بوم والرد بول».

هذا الإجهاد يفقد بناتنا التركيز ويجعلهن عصبيات وقنابل موقوتة داخل المدرسة والمنزل، فما أن تبدأ المدرّسة بشرح المادة العلمية، حتى تباغتها الطالبة ببعض الأحاديث الجانبية، لتطرد النوم وتجعلها في نشوة المعركة مع مدرّستها.

وكل ذلك يؤثر على أخريات يردن التحصيل العلمي، ويتمنين التركيز في الدرس، ولكن المعلّمة لا تستطيع الشرح وعندها مجموعة من الفتيات غير المباليات للمادة العلمية والتحصيل الدراسي، ولكن جُلّ اهتمامهن هو تطفيش المعلّمة من شرح الدرس.

وما إن يغادرن المدرسة متوجّهات إلى المنزل، حتى تتوجّه الواحدة منهن إلى غرفة نومها لتنام نوما عميقا، لمدة لا تقل عن الأربع ساعات، فالهاتف النقّال بانتظارها، وأولاد السوء في شغف للحصول على صوتها الناعم.

وعندما يكتشف الأبوان الموضوع، حتى تبدأ رحلة الجنون والجان وقطع الأوتار، إذ إنها تظن بأنّها وسيلة فتاّكة أمام الأهل المذعورين من تصرفاتها الرعناء، فتبدأ الأم بالضرب والأب بالكلام الجاف، أو يتبادل الاثنان ردود الفعل الناتجة من الألم والقهر والإحساس بالمهانة، إذا ما اكتشف أحد الجيران أو الأهل والأصدقاء ما تفعله ابنتهم بهم.

وينتهي الحال عندما يركض الوالد إلى المستشفى ليعالج ابنته من قطع أوتار يدها، أو من تجرّعها لحبوب تظن بأنها ستودي بحياتها، ولكن دون جدوى، فتخرج من المستشفى مطأطئة الرأس، لأن الشرطة النسائية بدأت باستجواب الوالد المسكين، ومشوار العار يبدأ لأسرتها والألم لمن أنجبتها وربّتها خير تربية.

وتبدأ القصة كلها، برفقاء السوء وغياب الصلاة والوازع الديني، والإفراط في الدلال أو الإفراط في القسوة، أو قد تكون الفتاة مهملة وبعيدة عن الإحساس بوجود الأم والأب داخل كيانها الصغير!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2387 - الخميس 19 مارس 2009م الموافق 22 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً