العدد 2818 - الإثنين 24 مايو 2010م الموافق 10 جمادى الآخرة 1431هـ

طلق ناري يخترق صمت البحر

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

إصابة المواطن عادل علي كاظم بطلق ناري بعد دخوله المياه الإقليمية لدولة قطر الجارة الشقيقة، هو مؤشر واضح يعبر عن فداحة الظلم الذي وقع على البيئة البحرية والثروة السمكية في البحرين، فلم يعد في المياه الإقليمية متسع أو وطن يمكن للأحياء الطبيعية العيش فيه بعد تجريف القيعان وردم السواحل لإقامة جزر صناعية للمشروعات الاستثمارية والإسكانية الضخمة ذات الطبيعة الخاصة.

لم يكن المواطن عادل كاظم مضطراً لتجاوز الحدود البحرية لو أن الأسماك متوافرة بكميات كبيرة تغطي احتياجاته كفرد مسئول عن إعالة أسرة، لا شك أنها تعيش فقراً يعبر عنه تساؤلاتها واستغاثتها بعد سجن عائلها الوحيد ومساءلته في المحاكم القطرية.

لا غرابة أن الإخوة في قطر أو الدول المجاورة لا يواجهون مشكلة مماثلة، وخصوصاً مع وجود قفزة ملحوظة في مستوى دخل الفرد، وتوفر التسهيلات الحكومية التي تساهم في دعم المواطن لتأسيس حياة رغدة كريمة.

ولكن تبقى المشكلة الأصعب هي تلك التي يكتوي بنارها البحريني بعد أن خذله مجلس النواب في سن قانون يسمح بإنشاء صندوق لدعم الصيادين، وتخصيص موازنة لتعويضه عن الأضرار التي لحقت به جراء السماح بإقامة الجزر الصناعية في البيئة التي يتكسب منها ويتزود منها بقوت يومه، وإسقاط رسوم هيئة سوق العمل التي تستقطع منه عن كل عامل أجنبي يعمل لديه.

كان من المفترض إطلاق العملة الخليجية الموحدة هذا العام، وقد تم البدء فعلياً في تطبيق تنقلات مواطني مجلس التعاون باستخدام البطاقة الشخصية دون الحاجة إلى جواز للعبور، وهناك مسعى للأخذ بأنموذج الاتحاد الأوروبي لكسر نطاق الحدود السياسية وجعل منطقة الخليج دولة واحدة، ولكن التعامل مع المياه الإقليمية على أنها سد منيع يحرم تجاوزه أو المساس به، يجعل من كل هذه الطموحات مجرد أفكار لا ترقى إلى حد التطبيق، فكل الأماني بطي صفحة الماضي اصطدمت بإجراءات بعيدة عن روح التعاون والشراكة في الهدف والمصير.

106 صيادين محتجزين في قطر والحصيلة أولية قابلة للارتفاع في حال ما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ومحظوظ من يسلم من طلق ناري إن ضل طريقه وسط أمواج البحر المتلاطمة فوقع في دائرة المحظور وحاول تصحيح وضعه فلم يجد نفسه إلا وهو محاصر من مختلف الجهات.

ما يجري يتطلب حلاً سياسياً دبلوماسياً، وغياب سفير البحرين في الدوحة فاقم من تعقيد الأمور، فإلى من يلجأ المواطن ويستنجد بعيداً عن أهله إن لم تكن هناك جهة تتحدث باسم بلده؟ وهل مجموعة من الموظفين المعنيين بتسيير الأمور في سفارة البحرين بالدوحة لديهم الصلاحية لاتخاذ قرار جدي أو التفاوض مع المسئولين هناك لحلحلة مشكلة تؤرق المواطنين وربما تودي بحياتهم؟

لا أقسى على قلب المرء من أن يحاصر في رزقه فيخرج من منزله ولا يعرف إلى أين يسير، ولا يدري إن كان من العائدين أو المغتربين، فيكتب في كل صباح وصايا يعلقها على أعتاب الأبواب وواجهات الجدران براءةً للذمة وخلاصاً له من ديون وهموم أثقلت بها الحياة كاهله وانتقصت من عمره الكثير.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2818 - الإثنين 24 مايو 2010م الموافق 10 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 10:14 ص

      اللي ما يدري يقول حلبة

      إلى رقم 3 لو راحت حوار لراحت جميع المياة الأقليمية و جان ما تدخل السفن للبحرين إلا بتصريح . يعني حوار و عليها كم ميل بحري يمينا و شمالا و شرقا و غربا . و بتروح القنوات البحرية . لكن اللي ما يدري يقول حلبة .

    • زائر 4 | 5:13 ص

      تجاوز الحدود

      تجاوز الحدود الإقليمية ودخول المياه الأقليمية لدولة أخرى خطأ لاينبغي لكاتب موضوعي أن يتجاوزه أو يبرره فلا يجب معالجة الخطأ بخطأ آخر أو إيجاد الأسباب والمبررات لذلك حيث أن هذه المبررات ستشجع الغير لإرتكاب نفس الخطأ، كما أن إطلاق النار على الصياد مباشرة كان خطأ إرتكبته الدورية القطرية كما كان على الصياد الإمتثال للتحذير ومغادرة المكان أو التوقف للدورية.أما الدفان فهو ذو شقين دفان للخدمات وتطوير المناطق إلخفهو شر لابد منه أما للمشاريع الخاصة فهذه مشكلة .

    • زائر 3 | 4:57 ص

      الى متى

      يشقى بنوها والنعيم لغيرهم فكأنها والحال عين عذارى فلقد تم التضحية بمصائد السمك في سبيل جزر حوار التي اتخذت كمكان للإشارة إلى مولد المجنسين فإذا أضفنا إلى كل ذلك سرقة السواحل والأراضي وأبوهم الذي علمهم السحر (التجنيس) أبو الكبائر فسنصل إلى الحالة التي نعيشها الآن

    • زائر 2 | 12:43 ص

      بلد يسلب فيه المواطن مواطنته عن طريق التضييق عليه في لقمة العيش , بحجة تطبيق القانون المعاق أمام جبروة اصحاب القوه ,و المارد امام الفقير المعدم , من ابسط الامثله هي مداهمات قوات خفر السواح على المتجاوزين لحضر صيد الربيان, دليل واضح لقوة الامن امام الفقير , ولكن اين هي امام التخريب للبيئه البحريه الدفان , والحفر للقاع ,والتي يكون فيها التدمير ضرره اكبر بملايين المرات من الشباك القاعيه , لو المسئله فيها انه.

    • زائر 1 | 9:53 م

      من أين السمك في السوق

      لقطر الحق في حماية حدودها .و إلا هي سايبة . بعدين ليش الصيادين الأسيوين يصيدون سمك و غيرهم لا . و ليش الرخص تؤجر على أسيويين .و ليش السمك يهرب لبعض الدول .فلو القينا نظرة على السوق المركزي في الصباح الباكر لوجدنا كميات كثيرة تنزل في السوق فمن أين ؟

اقرأ ايضاً