نجوم تتألق وعناوين الصحف تتابع آخر أخباره وتفاصيله، إنه مهرجان كان السينمائي، الذي يستقطب أنظار العالم لمدينة (كان) جنوبي فرنسا كل عام على مدار ما يزيد عن ستة عقود، وقد بات يعتبر أحد أهم الاحتفالات والتجمعات السينمائية العالمية.
«كان» لهذه السنة، ودع متابعيه بنتائج استغربها البعض، خصوصا فيما يتعلق بجائزة السعفة الذهبية، فمن بين تسعة عشر فيلماً تتنافس على الجائزة، وعشرات الأفلام التي تعرض على هامش المهرجان خارج المسابقة الرسمية، ذهبت الجائزة، للتايلندي أبيشاتبونج ويراستكون مخرج فيلم «العم بونمي» الذي يتذكر حياته السابقة. والذي لم يكن من بين الأسماء المتوقع لها أن تحتل أماكن مميزة على قائمة أسماء الفائزين في مختلف الفئات.
في حين ان أفضل إخراج لفيلم «جولة فنية» من إخراج الفرنسي ماتيو أمالريك، أما أحسن سيناريو فكان من نصيب الفيلم الكوري «الشعر»، وتألقت الممثلة الفرنسية جوليت بينوش بحصولها على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «نسخة معتمدة»، و تقاسم خافيير بارديم واينيو جيرمانو عن الفيلمين «جميل» و«حياتنا» جائزة أفضل ممثل، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمحمد صالح هارون، و أخيراً كانت الجائزة الكبرى للجنة التحكيم من نصيب العمل الفرنسي «عن البشر والآلهة».
والمهرجان الذي افتتح بالعرض الأول للفيلم الأميركي - البريطاني (روبن هود)، استقطب لهذا العام أيضاً أسماء من مختلف دول العالم، من بينها ستة أفلام إنتاج فرنسي، وخمسة من إنتاج آسيوي، وباقي الأعمال كانت من نصيب، بريطانيا، المكسيك، المجر، أوكرانيا وروسيا
وألقت الأزمة الاقتصادية العالمية التي عاشها العالم خلال الفترة الماضية بظلالها على النماذج المقدمة للمشاركة في المهرجان، فظهرت الكثير من الأعمال بموازنات متواضعة مقارنه بما يصرف على بعض الأفلام اليوم، كما أن عدد الأعمال المستوفية لشروط المشاركة كان أقل نسبياً بالمقارنة مع مهرجانات ماضية، وعلى الرغم من ذلك احتفظ المهرجان ببريقه وجاذبيته الخاصة.
ومن أبرز الأحداث التي شهدها المهرجان لهذا العام، المظاهرات التي قوبل بها فيلم «خارجون عن القانون» للمخرج الجزائري الفرنسي رشيد بوشارب، والذي يتناول كفاح الشعب الجزائري للتحرر من الاستعمار خلال فترة التواجد الفرنسي في بلاده، وهو ما أثار حفيظة بعض الفرنسيين وخصوصاً من قدامى المحاربين كما يلقبون، فدعوا للتظاهر احتجاجاً على ما سموه عملاً مجتزئاً للتاريخ، ومنحازاً.
ويعتبر مهرجان (كان) السينمائي، من أهم المهرجانات التي ينتظرها العاملون في مجال الإنتاج السينمائي حول العالم، فهي حدث يشد الكاميرات والأنظار من كل مكان في العالم فالأفلام المشاركة والتي يعلم منتجوها حق العلم أن بروزها في (كان) يعني أنها ستكون من بين أكثر الأعمال مشاهدة في الفترة التي تلي انتهاء المهرجان حتى وأن لم تحز على أي جائزة.
العدد 2822 - الجمعة 28 مايو 2010م الموافق 14 جمادى الآخرة 1431هـ