العدد 2823 - السبت 29 مايو 2010م الموافق 15 جمادى الآخرة 1431هـ

«الثقافة والإعلام» تضع خطة لتطوير سوق القيصرية بالمحرق

وضعت وزارة الثقافة والإعلام خطة لتطوير سوق القيصرية التراثية في منطقة المحرق العتيقة بغرض إعادة إحيائها والمحافظة عليها من الاندثار لتكون شاهدة على النشاط الاقتصادي القائم في البحرين منذ مئات السنين، في خطوة من شأنها المحافظة على السوق.

ويعتبر مشروع ترميم وإعادة إحياء سوق القيصرية جزءا من المشروع الأكبر لطريق اللؤلؤ وهو المشروع الوطني المهم الذي تعمل الوزارة على تدشينه وذلك باعتبار أن اللؤلؤ هو عصب حياة المجتمع البحريني القديم حيث كانت مهنة الغوص على اللؤلؤ أهم مصدر للرزق لأهل البحرين على مدى عدة قرون.

وتتضمن خطة الوزارة إعادة تأهيل وتطوير السوق وإحيائها اقتصاديا واجتماعيا مع الحفاظ على منظومتها القديمة، إذ إن طبيعة هذا المشروع لا تهدف فقط إلى ترميم وإحياء مبنى قديم، وإنما تتطلع الوزارة إلى إعادة الحياة وبث الروح من جديد في السوق والمباني والعناصر البيئية المحيطة بها لتكون معلما تراثيا متكامل العناصر نابضا بالحياة والأنشطة المختلفة وبشكل خاص التجارية منها.

ويقوم المشروع على تنفيذ دراسات اجتماعية وبيئية وقانونية ومعمارية وعمرانية وتاريخية، والتي على أساسها يتم تحديد فنيات وتقنيات الترميم وأيضا تحديد الأطر القانونية والاجتماعية للمشروع لضمان شمولية الحلول المقترحة ولضمان الاستدامة المستقبلية لتفعيل أنشطة السوق بالكفاءة المرجوة.

وكخطوة أولى في تنفيذ أعمال ترميم وإعادة إحياء سوق القيصرية تعكف الوزارة حاليا على إعداد دراسة لعدد ستة دكاكين (محال تجارية) في السوق لرصد حالتها وطرق ترميمها وإبرازها والعمل على تنفيذ هذه الدراسة لتصبح هذه المحال نموذجا رائدا لترميم وإحياء الأجزاء المتبقية من السوق.

وفي هذا الصدد، قامت وزارة الثقافة والإعلام بالتعاقد مع أحد المكاتب الهندسية لإعداد التصاميم والمواصفات للمشروع تحت إشراف أحد الخبراء المتخصصين في مجال الترميم وقد أخذت في اعتبارها ملكيات هذه المحال حيث قامت الوزارة بدراسة ملكيات هذه الدكاكين بغرض التعاون والتنسيق مع الملاك في تنفيذ المشروع، بالإضافة إلى أنه قد تم إجراء أعمال تدعيم وتقوية لبعض أجزاء السوق للحفاظ عليها لحين البدء في تنفيذ المشروع.

وتنفيذا لخطوات المشروع أيضا، قامت الوزارة بإجراء أعمال حفريات أثرية في بعض المناطق من السوق بواسطة فريق تنقيب أثري بريطاني متخصص من جامعة أكسفورد، وقد أسفرت نتائج هذه التنقيبات عن إبراز جدران بعض الدكاكين القديمة والمدابس (غرف لتخزين التمور وتصنيع الدبس). كما تم التنقيب في المباني الواقعة حول سوق القيصرية وذلك لمعرفة مدى الارتباط التاريخي للسوق بين تلك المباني مثل عمارة فخرو والبيت الواقع خلف بيت إبراهيم بن يوسف الذي اتضح فيما بعد أن أساساته ترجع إلى بداية القرن التاسع عشر.

وفي ضوء هذه الاكتشافات الأثرية في منطقة سوق القيصرية قام فريق العمل بدراسة الوثائق القديمة التي تتعلق بملاك الدكاكين الموجودة في سوق القيصرية حيث أعطت فكرة عن أصحاب هذه المتاجر وعلاقتهم بمجتمع المحرق القديم الذي هو مزيج من أفراد الأسرة الحاكمة والتجار والطواويش والنواخذة وغيرهم من شرائح المجتمع.

يذكر أن مشروع سوق القيصرية يعتبر مشروعا محدودا في مساحته ولكنه يضم أعمالا متداخلة عديدة، ما يلزم التعامل معه بشمولية وبدراسة كل وحداته على حدة للحفاظ على تاريخه ولتفادي رتابة الحل الأوحد.

العدد 2823 - السبت 29 مايو 2010م الموافق 15 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • كشاجم | 2:10 ص

      شمعنى المحرق ؟

      ليش كل كلمة والثانية المحرق ؟ أليست المناطق الأخرى بها معالم إندثرت بفعل فاعل ؟ سوق الخميس، سوق المنامة وغيرها. بعضها اندثر بسبب السياسات المقصودة لقتلها مثل سوق الخميس وبعضها في طريقه إلى الإندثار وهذه المناطق لا تقل أهمية عن المحرق، فلماذا المحرق فقط.
      تحياتي

اقرأ ايضاً