تتمتع البحرين التي زارتها المستشارة الألمانية في جولتها الخليجية بمستوى تعليمي ومهني مرموق في المنطقة. وإزاء طغيان نظام التعليم الانغلو ـ ساكسوني على البحرين يسعى الألمان لتأمين موطئ قدم لهم في مجال التدريب المهني هناك.
وتعتبر مملكة البحرين أصغر دولة عربية خليجية من حيث المساحة، لكن عدد مواطنيها نحو 600 ألف يبلغ ثلاثة أضعاف عدد سكان قطر تقريبا يضاف إليهم قرابة العدد ذاته من العرب والأجانب الذين يعملون فيها. وتتميَّز البحرين تاريخيا عن غيرها من جيرانها بسياستها الليبرالية المنفتحة وبوجود نقابات وحركات مدنية فيها، كما تتميز ببناها التحتية الحديثة وبقطاعها المالي الهم.
وعلى عكس جارتيها السعودية وقطر تنتج البحرين كمية محدودة من النفط (34 ألف برميل يوميا من حقل البحرين)، ما يفرض عليها الاكتفاء بدخل محدود أيضا منه لتمويل البلد، لكنها تملك في المقابل، وعلى حد ما يصرح به مسئولوها، ثروة بشرية تعمل على تثقيفها وتدريبها على مختلف المهن والاختصاصات للاستفادة منها وتقليل اعتمادها على العمالة الأجنبية. وإذا كانت السعودية وقطر قادرتان على تخصيص 25 و20 في المئة في موازنتهما السنوية لنفقات التعليم والتدريب المهني فتراوح الحصة في البحرين بين 10 و15 في المئة بحسب رقم غير رسمي، غير أن المراقبين يعتبرون أن النفقات المخصصة لقطاع التعليم كافية.
وإلى جانب ذلك، كانت البحرين طليعية في منطقة الخليج في مجال نشر التعليم والمعارف ويعود نظامها التعليمي الأول الممول من الحكومة إلى العام 1919. وبدأ المسئولون عن القطاع التعليمي إدخال إصلاحات فيه في السنوات الماضية بهدف تحقيق نقلة نوعية. وللبحرين جامعتان في القطاع العام، جامعة البحرين وجامعة الخليج العربي، إضافة إلى 14 جامعة خاصة وأكثر من 200 مدرسة، علما بأن التعليم في المملكة مختلط بصورة عامة. وبنتيجة عملية الإصلاح هذه تم تأسيس عدة مؤسسات وطنية للإشراف على المدارس والمعاهد العلمية والتقنية مثل «مؤسسة ضمان النوعية»، ومؤسسة «رؤية 2030» لتعزيز الوعي ونشر المعارف والحث على التحصيل العلمي، ومؤسسة «تمكين» لتعزيز التدريب المهني في البلاد وتأهيل المواطنين بصورة خاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة تمول برامجها ودوراتها من رسوم تدفعها شهريا الشركات البحرينية التي تشغل أجانب فيها. وتغطي برامج المؤسسة مجالات الصحة والهندسة، والفندقة، وتجارة التجزئة، والاتصالات، وتنشئة القيادات. وبلغ عدد المستفيدين من خدماتها نحو 4300 شخص العام الفائت.
مدير أول لقسم الثروة البشرية في مؤسسة «تمكين»، أمل الكوهجي، تشرح لأعضاء الوفد الاقتصادي الألماني نشاطات وبرامج المؤسسة للتدريب المهني، ومن أجل التعرف على سبل التعاون على صعيد التعليم والإعداد التقني زار وفد ألماني يضم ممثلين عن 30 شركة ألمانية تقريبا تنشط في هذا الحقل البحرين قبل أيام قليلة من الجولة الخليجية التي بدأتها المستشارة أنجيلا مركل. وشاركت في الوفد مديرة مؤسسة «إيموف» للتعلمي المهني والتسويق الدولي التابعة لوزارة التعليم والبحوث، سابينه غوميرسباخ ماجورو، ورئيس مؤسسة «ديداكتا» المتخصصة بتعليم نظام تجارة السوق، فاسيليوس إيتيماكيس. وبعد أن أطلَعت مديرة قسم تنمية الثروة البشرية في مؤسسة «تمكين»، أمل الكوهجي، أعضاء الوفد الاقتصادي الألماني الزائر على أهداف المؤسسة وبرامجها وماضي بلدها في التدريب المهني قالت لـ «دويتشه فيلّه» إنه إضافة إلى تنمية الثروة البشرية «تسعى المؤسسة إلى جعل الاقتصاد الخاص المحرك الأساس لاقتصاد البحرين».
وأضافت أنها على معرفة جيدة بسمعة الألمان الجيدة في مجال التدريب المهني، ومن هنا اهتمامها ومؤسستها بالالتقاء مع أعضاء الوفد للبحث في كيفية مساهمتهم في عملية تعزيز المعاهد الموجودة وخلق برامج جديدة ومتطورة.
العدد 2823 - السبت 29 مايو 2010م الموافق 15 جمادى الآخرة 1431هـ
يا فرحتي
والله وصار لج منافسين يالبحرين ..........!!!!!!
الله الله، الألمان يريدون منافستنا ؟
ودي أصدق، بس قوية. قوية والله.
صحصح، الألمان في مقدمة العالم المنتج والمتعلم ونحن في مؤخرة القافلة بل أعتقد أننا لسنا في قافلة التعليم، نحن بالكاد نلحق بركب محو الأمية وليس التعليم.
غذا ذهبتم إلى ألمانيا، ادخلوا مدارسهم وجامعاتهم وخذوا كتبهم ومناهجهم وبعدها قرروا أنكم في ركب التعليم أم محو الأمية.
تحياتي