العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ

شهقتان... والثالثة على أهبة الصهيل!

«من الذاكرة القديمة»:

رأس الخيمة - عبدالله السبب 

02 يونيو 2010

إلى الصديق الشاعر إبراهيم عبدالله يونس في اليوبيل الفضي لمسيرتنا (1985م ـ 2010م)

(1)

لحظة إثر لحظة، ونبضة إثر نبضة، وأناملي تمتد... ببطء شديد، ببطء غريب، ببطء لذيذ... لتمسك... بشيء مريب، بشيء أنيس، بشيء مثير... يجعلني... أدمن الجنون، وأمارس الوجع... لحظة، إثر لحظة!

(2)

لحظة إثر لحظة، وهاأنذا إليك أكتب:

ربما لا أدري... ماذا، وكيف أكتب. فربما هي أول الحروف إليك، وربما، أن البداية، دائما وأبدا، صعبة المراس ومقلقة النبضات، مع سبق الإصرار والترصد.

لكن... مشوار الألف حرف يبدأ بنقطة، ومشواري وإياك، قد ابتدأناه سويا... ربما ليس في الزمن البعيد، لكنه ليس في الزمن القريب. ولذا، فإننا مازلنا معا... نتصبب عرقا، فنجمع معا نقاط حرفنا الأول... لحظة إثر لحظة!

(3)

لحظة إثر لحظة، وهاأنذا إليك أكتب:

ربما لا أدري... لماذا، وأين، ومتى أكتب.

لكن... هناك شيء ما، يشدني إلى فعل الكتابة الخفية إليك... إنه سباق مع حروفك التي نلت شرف الالتقاء بها، ومع حروفك التي مازالت في طي الظلام. فأنت أيضا، تمارس فعل الكتابة الخفية إلي.

وإذن... هو الرحيل معك إلى آفاق الكون وفي أرجاء الوجود، وهي الكتابة إليك... بنكهتها الخاصة وإثارتها المتميزة، بسهولتها الصعبة وصعوبتها السهلة حتى النخاع.

لذا... هي خيوط الفجر... تشدنا إلى بعضنا البعض، ونتشبث بها لممارسة الكتابة الخفية... لحظة إثر لحظة!

(4)

لحظة إثر لحظة، وهاأنذا إليك أكتب:

لا أحب وميض المجاملة، فمعك تذوب كل الفواصل.

لا أهوى إجهاض المعاناة في داخلي، فمعك تتهاوى كل اللحظات الأليمة.

لا أعشق التفرد بلحظات السعادة، فمعك تشرئب كل الآمال.

وإذن... معك تتدفق كل المشاعر: بمرها وحلوها، بملوحتها وعذوبتها، بسلبيتها وإيجابياتها... ومعاً، ننسج كلماتنا المتبرئة.. من حروف الظلم والنجاسة.. لحظة إثر لحظة!

***

أما بعد...

إلى زملاء الطفولة: علي صالح الطنيجي، سلطان أحمد رحمة، سعيد محمد بسيس، عبدالله علي الحسيني، جاسم محمد المشغوني، حسن عبدالرحمن الجراح.. في الذكرى الأربعين لطفولتنا.. وإلى «الرمس»*، والصهيل صهوة!!

***

دائما وأبدا، يستدرجني الحلم إلى عرينه.. رويدا، رويدا، رويدا.. حتى إذا ما أينعت اللحظة الحظ، واستوت على عرش القطاف.. استغفلني الحلم، فغافلني، واستحوذ على رأسي، ثم أخذ يشعلني.. ببروق المغامرة، ورعود الانتظار. يستدرجني الحلم إلى عرينه.. إما للانحناء أو الامتثال لي، فيفرد جناحي الولاء والتنفيذ.. أو للاختلاء والتمثيل بي، وجعلي ملاذا للوهم.

هي الأحلام إذن.. مغامرتي المؤججة، بمستقبل مشوب بالريبة، والغموض، والترقب.. هيا نكتب...

(1)

أن تقتفي أثر الحظ، أن تلقي القبض عليه، أن تروضه.. فإنك في أبهى لحظات الظفر بأنفاس الصهيل!

وأن تحظى ببقعة ضوء نضرة، تنحني امتثالا لصفير حريتك، متبوصلة لك بكل عناية وامتنان.. فإنك في أتم الصهيل والمطر!!

(2)

وحين تتجرأ على قول ما، يبيّت في تنفساتك تمردا على ممارسات لا تتلاءم وصهيلك القائم بذاته وبمعتقداته الشاخصة في فضاء الرغبة والحلم. حين تتجرأ على إشهار هذا القول المأزقي.. هل تتجرأ حقا على فعل المغامرة الشائكة، المتمثلة بهيئتها التطبيقية، مستندة على استعدادها الذهني، وتأقلمها النفسي، للفعل التصادمي المحتمل الحدوث، من جراء المواجهة المزمعة مع الفعل الآخر المضاد من الضفة الأخرى على سطح هذا الخراب العظيم والجزيرة الآيلة للفناء؟!

حين تتجرأ إذن على قول ما، فإنه من العقلانية في شيء، اقتحام الدائرة العملية، الحاضنة للفعل القولي، للجرأة ذاتها. وحين تتقدم، وبكل ثقل تحتويه توهجاتك المتدفقة في دورتك الدموية، بتطلعات تجيش في دواخلك، وفي مأزقك المزمن مع تفاصيل الحياة اليومية.. فإنه، وانطلاقا من تضاريس الجرأة الفعلية، فإن المقترحات المنتسبة إليك، يجب أن توثق من جهتك، بضمانات التنفيذ، وفقا للمؤهلات، والإمكانات الواقعية المتاحة.

حين... وحين... وحين...

آآآه.. أيها الأنت:

كيف تتجرأ، وتبث في هذا الضباب الموحش، مقترحات ورغبات محبطة؟

كيف تتجرأ، وتقبل الإقبال على التفكير، في خوض معركة، تتيح لك فضاء من الشؤم والكارثة؟!

(3)

إذن.. هو اعتذار سليط الحياء.

اعتذار، عن البوح.. عن رغبات، سليلة الصهيل والمطر.

رغبات، كئيبة، منقطعة النحيب !!

***

* إضاءة:

الرمس: مسقط رأس الشاعر 1965م ـ الإمارات العربية المتحدة، ومسقط رأس الشاعر إبراهيم عبدالله يونس وزملاء الطفولة.

العدد 2827 - الأربعاء 02 يونيو 2010م الموافق 19 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً