العدد 2831 - الأحد 06 يونيو 2010م الموافق 23 جمادى الآخرة 1431هـ

كتاب رسومات كرتونية ينقذ العالم من طروحات الصور النمطية

مريام موصللي * محررة أساليب الحياة في« الأراب نيوز»، وتكتب في عدد من المنشورات الإقليمية والعالمية ح 

06 يونيو 2010

جرى تصنيف نايف المطوّع، صاحب فكرة سلسلة رسومات كرتونية ناجحة تم نشرها في ثماني لغات، وسوف تظهر قريباً على شاشات التلفزة في الولايات المتحدة، جرى تصنيفه كواحد من المسلمين الخمسمئة الأكثر تأثيراً، من جانب المركز الملكي للدراسات الاستراتيجية الإسلامية في الأردن.

وقد فاز المطوّع بعدد من الجوائز المتعددة المهمة، بما فيها جائزة المبدع الاجتماعي من المنتدى الاقتصادي العالمي وجائزة سوق الأفكار لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة. وقد امتدحه الرئيس الأميركي باراك أوباما في ورشة عمل جرت مؤخراً واستمرت لمدة يومين لأصحاب الأفكار المبدعين في العالم المسلم.

يقوم كتاب المطوّع للرسوم الكرتونية «الـ 99» بإنقاذ العالم من نفس طروحات الصور النمطية التي صوّرت الإسلام وأتباعه في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول بعباءة عدم التسامح والعنف. إضافة إلى ذلك فقد تم افتتاح «قرية الـ 99» في بلدة الجهرة الكويتية السنة الماضية.

قد تسمى فكرته «الـ 99» ولكن المطوّع بالتأكيد رجل واحد يصنع فرقاً كبيراً وحده. بعد عودته من القمة الرئاسية حول الإبداع في واشنطن العاصمة، حصلت الأراب نيوز على فرصة لمقابلة صانع الأبطال الخارقين.

قبل كل شيء، كيف كانت القمة؟

- المطوّع: كانت القمة تجربة عظيمة. أقدّر كثيراً الفرصة التي سنحت لي للتشبيك مع أناس ذوي عقلية مماثلة، يحاولون تحقيق فرق في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم المسلم وبناء الجسور والأعمال.

وصف الرئيس باراك أوباما (الـ 99) «أكثر التجاوبات إبداعاً» مع مبادرته لجَسر التفاهم العالمي، وقال إن كتبك الكرتونية «استحوذت على مخيلة عدد كبير من الصغار من خلال الأبطال الخارقين الذين يجسّدون تعاليم الإسلام وتسامحه». كيف يفعل «الـ 99» ذلك؟

- المطوّع: يرتكز «الـ 99» في جوهره على شخصيات مسلمة. تعتمد قصصي على تلك الأماكن بالذات التي أخرج منها الآخرون رسائل طائفية حاقدة، فوضعْتُ مكانها رسائل إيجابية متعددة الثقافات متسامحة. يبرز ذلك بشكل إضافي حقيقة أن هؤلاء الذين يختارون الدين لإرسال رسائل حاقدة هم أناس حاقدون، لا علاقة لرسالتهم بالإسلام. إذا كان باستطاعة الإسلام إلهام الأبطال الخارقين، حدائق ذات طابع خاص ومسلسلات الصور الكرتونية التي يحبها الأطفال من كافة الأعمار والثقافات، فالمشكلة ليست مع الإسلام بالتأكيد وإنما مع المسلمين الذين يستخدمونه لأهداف سلبية.

ليس هناك ذكر مباشر للإسلام أو أي دين في كتبك الكرتونية، لماذا اخترت إلغاء الإشارة المباشرة؟

- المطوّع: أملي أن يقرأ أطفال مسلمون ويهود في يوم من الأيام «الـ 99». أردت كذلك أن أثبت أنه بالرغم من أن هذه القيم الإيجابية متأصّلة في الإسلام، إلا أنها قيم نشترك فيها مع الإنسانية جمعاء. عندما تركّز على السلوك الديني فإنك تركز على الخلافات. ولكن عندما تركز على القيم، يستطيع المزيد من الناس تفهّم ذلك، حيث إننا جميعاً نتشارك بها.

هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن الشخصيات التي استنبطتها من القرآن الكريم وكيف تمكنت من تبنيها وتطبيقها في السيناريو الرئيسي؟

- المطوّع: تأتي الشخصيات من 99 دولة مختلفة وترتكز على صفات الله تعالى الـ 99. ولكن وراء ذلك، تستخدم شخصياتنا أحجاراً تجسّد المعرفة والحكمة من «بيت الحكمة» في بغداد (وهو مؤسسة فكرية رئيسية ازدهرت بين القرنين التاسع والثالث عشر). الحجارة هي التي تعطي الشخصيات قوتها. الشخصية السيئة الرئيسية هي «رغال» المسمى باسم «أبو رغال»، الرجل الذي أعطى «أبرهة»، الوالي المسيحي في جنوب بلاد العرب خط سيره لتدمير الكعبة، أكثر المواقع قداسة عند المسلمين أثناء عام الفيل (حوالي 570 ميلادي عندما ولد النبي محمد (ص)). وحسب القرآن الكريم أوقف الله تعالى «أبرهة» بالطيور وألقى على جيشه وعليه حجارة مشتعلة.

وفي «الـ 99» يجري إيقاف رغال من قبل «الـ 99» وحجارتهم. هذا مثال على قوة الحجارة.

سيتم إصدار مسلسل «الـ 99» الكرتوني المكون من 26 حلقة قريباً في الولايات المتحدة. اختارتكم شبكة تلفزيونية كبرى وقد تم تحديد موعد بدء المسلسل. هل بإمكانك إفشاء السر لقرائنا؟

المطوّع: سوف يصل مسلسل «الـ 99» إلى منازل مئة مليون أميركي في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. سوف يبدأ بثه على قناة اسمها The HUB تملكها Hasbro، أكبر شركة لصنع الألعاب في العالم، ومحطة ديسكفري، واحدة من أوسع محطات البث عن طريق الكيبل في العالم.

أخيراً، ماذا تعلمت كفرد من «الـ 99»؟

- المطوّع: علّمني أن كل شيء ممكن بالعمل الجاد والتفاني. لم تكن هذه سوى فكرة قبل سبع سنوات. والآن أوجدت عملية الإنتاج أكثر من 1000 فرصة عمل، بما فيها 500 في الهند. سوف يصل «الـ 99» إلى مئات الملايين من الناس، وقد بدأ بتغيير الأسلوب الذي يرى فيه المسلمون وغير المسلمين الإسلام. اسألي أوباما!

العدد 2831 - الأحد 06 يونيو 2010م الموافق 23 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً