العدد 2831 - الأحد 06 يونيو 2010م الموافق 23 جمادى الآخرة 1431هـ

أسطول الحرية... نقطة تَحوُّل تاريخية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الجريمة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية أصبحت نقطة تحول تاريخية، وهي ليست حادثة عابرة، بل أصبحت معلماً مهمّاً في تحول نفسي - سياسي على المستوى العالمي يطال حالياً حتى الولايات المتحدة الأميركية نفسها. فمن جانب أصبحت الدول غير العربية (تركيا وإيران) أكثر تأثيراً في العالم العربي بسبب السعي الحثيث لكل من تركيا وإيران إلى تبنّي قضية فلسطين، إلى الدرجة التي يستشهد أتراك وآخرون من أجل رفع الحصار عن أكبر سجن عرفه التاريخ (قطاع غزة) وهو سجن شارك العرب في إحكام الخناق عليه أكثر من محاولتهم فك الحصار عنه، والأحداث الأخيرة ليست عابرة، وإنما أصبحت مرتكزاً لدبلوماسية نشطة إقليمياً وعالمياً بدأت للتو.

أما في أميركا، وكما نقلت وكالة «انتر بريس سيرفس»، فإن «اللوبي الإسرائيلي» يشن حالياً حملة مكثفة للدفاع عن إسرائيل في مواجهة الإدانات العالمية التي أثارها عدوانها المسلح على «أسطول الحرية» في مياه دولية، واصطف المحافظون الجدد خلف اللوبي الصهيوني لاتهام الرئيس باراك أوباما بخيانة الدولة العبرية. ونقلت الوكالة تصريحاً لابراهام فوكسمان، مدير «رابطة مكافحة التشنيع»، في الثاني من يونيو/ حزيران الجاري يقول فيه، إن «المجتمع الدولي منخرط الآن في سباق منحاز للحكم ضد إسرائيل و«خنقها» دبلوماسياً وبصورة خارجة عن القانون، فحان الوقت لكي تقف الولايات المتحدة بحزم مع الدولة العبرية وشعبها». وأضاف «على الولايات المتحدة أن تبرهن للعالم على أنها لا تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن حدودها ومواطنيها ضد الإرهاب فحسب، بل وأيضاً حق إسرائيل في حماية نفسها من أناس يزعمون أنهم «ناشطون إنسانيون» في موكب تحت ستار المساعدات الإنسانية، في وقت يؤيدون فيه حماس ويهجمون بعنف على قوات عسكرية إسرائيلية».

وعلى الجانب نشطت الحوارات الصحافية الأميركية، وكتب الأميركي بيتر بينارت في «نيو يورك رفيو أوف بوكس» عن «فشل المؤسسة اليهودية الأميركية» شارحاً أن بعض الناشطين اليهود أجروا استطلاعاً في العام 2003 في أوساط الطلاب اليهود في الجامعات الأميركية ووجدوا أن الحوارات الطلابية (بين اليهود) لا تأتي على ذكر «إسرائيل» إلا إذا تعمد أحد الأشخاص في طرحها، ما يعني اللامبالاة تجاه الدولة العبرية هي الأساس بالنسبة إلى الجيل الجديد، هذا في الوقت الذي تتطرف فيه المؤسسات النافذة في اللوبي اليهودي إلى الدرجة التي يتم اتهام جميع منظمات حقوق الإنسان الدولية بمعاداة إسرائيل أو معاداة السامية لأنها تنتقد الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، وأصبحت الآن منظمة العفو الدولية، هيومان رايتس ووتش، وغيرهما «منحازة ضد إسرائيل» بحسب ما تقوله مؤسسة «ايباك»، بل إنها تتهم إدارة أوباما بالتحيز لأنها منحت «الوسام الرئاسي للحرية» للمفوضة السامية السابقة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ماري روبنسون، وذلك لأن روبنسون ترأست في العام 2001 المؤتمر العالمي ضد العنصرية في ديربان بجنوب إفريقيا، وأن المؤتمر كاد أن يصدر قراراً يوصم إسرائيل بالعنصرية (لولا تدخل أميركا حينها)...

إن مثل هذه الحوارات داخل أميركا وفي كل أنحاء العالم تثبت بأن الحق حق، وأن الظلم والاحتلال والبغي والقتل لا يمكن أن تُمرر فقط لأن الدولة العبرية تمتعت منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية بدعم أميركي وأوروبي غير محدود، وقد أوضح الإجرام الذي ارتُكب ضد أسطول الحرية أن لكل شيء حدوداً... وأن الظلم والاحتلال لابد أن يزولا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2831 - الأحد 06 يونيو 2010م الموافق 23 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 1:26 م

      حتى متى نعتبر .. حتى متى ؟

      إذا تحالفت وتشبّعت إرادة النفوذ مع طبع حازم قوى ، شديد صارم ،مسيطر ،بهذا تستطيع أي دولة – بحق استطاعت كل من إيران و تركيا- أن تخلق حولها هالات من الإعظام ،تتهاوى لديها كل القدرات المخجلة ، والتي تسئ إلى شخصها ، أو تمنع تأثيرها ونفاذها ؛ بالتصدي لكل طاغوت وتحقيق النصر عليهم بإذن الله.. (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ) . كل الشكر للوسط ... نهوض

    • زائر 6 | 7:17 ص

      لاتعليق

      ما نقدر نعبر عن رأينا المشرفين على البرنامج حالهم حال موظفين وزارة الإعلام عندهم رقابة

    • زائر 5 | 5:40 ص

      الفضل يرجع الى تركيا

      لولا تركيا لما كانت هناك نقطه تحول اصلا ، العرب ما فيهم خير الحكام نايمين بوصف أدق مو نايمين ولاكن يسوون روحهم ما يدرون انا ما اشوف في اسطول الحريه شي جديد كلهم 19 واحد إليي ماتوا لا اعلم ما هي جنسياتهم ولاكن من بينهم اتراك لو كانوا كلهم عرب جان محد سأل طول السنين من 48 الى اليوم اسرائيل ما خلت احد إلا ذبحته ولا هي جايبه اعتبار الى احد اسرائيل لن تردع إلا بمفهوم القوه والمقاومه لا بالسياسه كونها لا تعترف بالقوانين الدوليه وامريكا رأس الفساد تساندها

    • زائر 4 | 5:10 ص

      سنة 1999م

      كان نتنياهوا وقتها وزيرا للخارجية وكان يهاجم الدول العربية بشراسة وعنجهية لاتوصف 0 وخطب فى الكونجرس ألأمريكي وقال بالحرف الواحد هؤلاء كالصراصير ويجب علينا ان نضعهم بزجاجة ونغلق عليهم وصفق له طويلا لهذا الوصف 0 وهل عرفتم من كان يقصد بهذا الوصف ولماذا صفقوا له طويلا 0 اذا عرفتم فلاداعي للصراخ والعويل فعليكم ان تخططوا لقلب الموازين على هذا الكيان بالحنكة والصبر والهدوء مثل ماهم يفعلون0

    • زائر 3 | 3:13 ص

      لو كانت السفينه .......... .

      سفينة المرمره ( الحريه) هى نقطة التحول لماذا؟؟؟ اجابه لهذا السؤال بسيط جداً ... لأن السفينه ليست من الدول ........... . (ضع الكلمه المناسبه فى اخر السطر ). أذاً الأنسان ....... لا قيمة له عند حكوماتهم !

    • زائر 2 | 1:47 ص

      الاقربون اولا

      الى د. منصور الجمرى ارجو منكم عدم نسيان أخوانكم البحارة المحتجزين لدى قطر...دمتم سالمين للمستضعفين.

    • زائر 1 | 11:33 م

      بو جاسم

      أوروبا إيران وحتى مناصري السلام داخل اسرائيل هم وحدهم من يدعم القضية الفلسطينية أما العرب فدعمهم محصور(تنديد,تضاهرات غوغائية,بناء سدود وجدار لحصار غزة,غلق معبر رفح,تقديم الوجبات السريعة كالفول والطعمية للجنود الصهاينة وقت حرب 2008,مسلسل واحد طلع بيد العرب لدعم فلسطين هو فارس بلا حمار,جمع الذهب والفضة والمرجان وتحويلة للخونة في فتح بس هذا تحرك العرب!
      يجب على العرب أن يتيحوا الفرصة هذه المرة ولا يتدخلون لكي لا يفسدوا الأمر برمته فهم مشروع فاشل ولا يصلحون لشيء فليكتفوا بالدعاء والتفرج

اقرأ ايضاً