أكد المدير العام للادارة العامة للبحوث والدراسات والنشر في الامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نجيب عبدالله الشامسي  اهمية تطوير التعاون الروسي -الخليجي في المجال الاقتصادي. وقال الشامسي في حديث ادلى به لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش الاجتماع التاسع لمجلس الاعمال العربي الروسي الذي بدأ فعالياته في العاصمة الروسية أمس ان تنمية العلاقات التجارية والاستثمارية بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا ودخول رؤوس الاموال والاستثمارات الخليجية الى السوق الروسية «من شأنه ان يوجد لدول المجلس تاثيرا سياسيا فضلا عن تاثيره الاقتصادي هنا». واوضح «نحن في حاجة للتأثير السياسي والاعلامي على القرار والرأي العام في روسيا بما يخدم اهدافنا الاستراتيجية وقضايانا السياسية في دول المجلس ومنطقة الشرق الاوسط». وتابع قائلا "ان السنوات الاخيرة شهدت تقاربا ملحوظا في الرؤى والمواقف السياسية عكس توجها مشتركا نحو تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين الجانبين بما يدفعها الى افاق اكثر رحابة في مختلف المجالات".

وكشف عن ان حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا بلغ في العام 2008 ملياري دولار مقارنة مع 400 مليون دولار في العام 1999. الا انه قال ان الاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الروسي ما زالت متواضعة جدا كما هو الحال مع الاستثمارات الروسية في الدول الخليجية.

ودلل على ذلك بمعطيات محددة تشير الى ان حجم الاستثمارات الاماراتية في روسيا وصل الى ثمانية مليارات دولار في 2007 فيما تشارك سلطنة عمان في مشروع مد خط انابيب نفط بحر قزوين بنسبة سبعة في المئة وخصصت دولة الكويت مبلغ 66 مليون دولار للمساهمة في اعمار مرفأ مورمانسك في شمال روسيا.

وابرز حقيقة ان القرارات التي اتخذتها كل من دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين والسعودية ودولة قطر اطلقت المجال لتفعيل التعاون في قطاعات النفط والغاز والطاقة النووية والصناعة العسكرية التي تعتبر قطاعات حيوية للجانبين الروسي والخليجي. واستعرض الشامسي الدوافع لدى الطرفين من وراء الحرص على تطوير العلاقات الثنائية مشيرا على وجه الخصوص الى ان روسيا ترى في تطوير علاقاتها السياسية مع دول المجلس ولا سيما السعودية فرصة في تكثيف علاقاتها وحوارها مع العالم الاسلامي خاصة بعد ان انضمت الى منظمة المؤتمر الاسلامي بصفة مراقب في عام 2005. واوضح ان دول المجلس تبدي رغبتها في توظيف الاقتصاد والمصالح التجارية لخدمة القضايا السياسية الخليجية والعربية والاسلامية ولاسيما ان روسيا هي احد الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي ولها حضور قوي في المحافل الدولية.

واكد حرص روسيا على ضمان الامن والاستقرار في منطقة الخليج حفاظا على مصالحها الاقتصادية في بعض دول المنطقة لاسيما ايران والعراق .

وقال انه يمكن لروسيا ان تكون شريكا مهما في تزويد دول المجلس بالتكنولوجيا الصناعية في مجال الصناعات المتوسطة والكبيرة الحجم، مشيرا في الوقت نفسه الى ان دول المجلس تتمتع بقدرات مالية وموارد طبيعية غنية ومتنوعة توفر فرصا جيدة للاستثمارات في روسيا، وعزا الشامسي معوقات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الجانبين الى تشويه صورة المناخ في روسيا ووجود صعوبات في مجال الاستثمار والانتاج في روسيا بما في ذلك القاعدة التشريعية غير المكتملة وحظر ملكية الاراضي للاجانب وعدم استقرار التشريع الضريبي.