العدد 2832 - الإثنين 07 يونيو 2010م الموافق 24 جمادى الآخرة 1431هـ

أجندة أوباما في «الحوار» و«العمليات السرية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تنشر«الوسط» مقابلة أجرتها أمس الأول مع مدير دائرة الحوار العالمي في مجلس الأمن القومي الأميركي، تحدث فيها عن الاستراتيجية الأمنية الجديدة للإدارة الأميركية، والتي تعتمد أجندة الحوار والتواصل مع الدول والمجتمعات في كل مكان، مع توجه خاص نحو المجتمعات المسلمة والقوى الصاعدة المتمثلة في الصين والهند... ومثل هذا الحديث جميل، ويأتي ربما تأكيداً لما قاله الرئيس باراك أوباما في جامعة القاهرة في 4 يونيو/ حزيران 2009، كما يتناغم مع ما شطب من عبارات كانت إدارة جورج بوش الابن قد وضعتها في الاستراتيجية السابقة، مثل العبارة التي كانت تقول إن كفاح الولايات المتحدة «ضد التطرف الإسلامي هو صراع ايديولوجي كبير في السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين».

لقد خلت الاستراتيجية الجديدة من مصطلح «الأصولية الإسلامية»، ولكن هناك أسئلة كثيرة تطرح على مدى جدية الطرح الحالي، بينما تزداد العمليات السرية للقوات الخاصة الأميركية، ولاسيما فيما يتعلق بالاستخدام المكثف لطائرات «درون»، وهي طائرات بدون طيار موجهة عن بعد لتنفيذ هجمات ضد مواقع محتملة لمتشددين أو إرهابيين.

وكان الرئيس أوباما قد قال إنه حتى في الوقت الذي تعهد فيه بالتزام الولايات المتحدة بمعالجة دواعي القلق الأمنية والسياسية، مثل النزاعات الدائرة في العراق وباكستان وأفغانستان والشرق الأوسط، إلا أن هناك حاجة لشيء آخر، وهو «بذل مجهود متواصل من أجل الاستماع إلى بعضنا البعض والتعلم من بعضنا البعض، واحترام بعضنا البعض»، وتعهد «بإقامة شراكة جديدة، ليس فقط بين الحكومات، ولكن أيضاً بين الشعوب حول القضايا الأكثر أهمية في حياتهم اليومية».

ولكن وراء هذا الخطاب العلني الداعي لتنشيط الدبلوماسية العامة والحوارات التواصلية، فإن صحيفة «واشنطن بوست» تقول إن أوباما أعطى ترخيصاً لنشر القوات الخاصة الأميركية في 75 دولة في أنحاء العالم (مقارنة مع نحو 60 في مطلع العام الماضي) كجزء من حرب سرية ضد تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى.

وعليه، في الوقت الذي أعلن فيه أوباما دوراً أكبر للدبلوماسية المتعددة الأطراف (على عكس إدارة الرئيس بوش السابقة) فهو قد أصدر موافقته أيضاً لزيادة كبيرة في عدد القوات الخاصة للبحث عن الجماعات المتطرفة، ولاسيما تنظيم القاعدة، بهدف ضربها، وتدميرها، وفي الأشهر الثمانية عشر الماضية أمر أوباما بتوسيع نطاق النشاط السري - بحسب الصحافة الأميركية - لتشمل اليمن والقرن الإفريقي وأماكن أخرى في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا، وإن أوباما طلب زيادة 5.7 في المئة في موازنة العمليات الخاصة عن السنة المالية 2011، أي ما مجموعه 6.3 مليارات دولار، بالإضافة إلى 3.5 مليارات دولار إضافية لتمويل الطوارئ في العام 2010.

ويبدو أن استراتيجية الحوار والتواصل الجديدة لا تمانع من الاضطلاع بعمليات انتقامية ووقائية للقوات الخاصة («الضرب الوقائي» كانت نظرية بوش)؛ وذلك لإحباط مؤامرات إرهابية محتملة... في كل الأحوال علينا أن نقرأ الاستراتيجية الجديدة بحسب التصريحات الرسمية، وأيضاً بحسب ما يجري على أرض الواقع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2832 - الإثنين 07 يونيو 2010م الموافق 24 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:22 ص

      ماشيء جديد

      هذه سياسة أمريكية منذ أمد بعيد فليس هناك جديد ولاإستغراب فماذا فعلت أمريكا بحكومة مصدق بإيران إلى بنما إلى فيتنام وكمبوديا إلى أفغانستان إلى العراق ودول أمريكا اللاتينية والقائمة تطول التصريحات في صوب والواقع في صوب آخر ولكن هم يفعلون ذلك من أجل مصالحهم فماذا فعلنا نحن هل حاولنا تبديد خوفهم من الإسلام؟.

    • زائر 1 | 11:29 م

      تشويش اخر

      على إن هذه التصريحات دليل واضح و الجرىء و بدون اى خجل فى تدخل فى شئون دول اخرى تحت التصريحات الرسميه المضلله . اين تكمن النقاط الديمقراطيه فى هذا التصريح المرعب .

اقرأ ايضاً