العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ

انهيار صناعة صيد الأسماك

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحديث مع الصيادين يقطع القلب، وما حدث لعدد منهم أثناء إصابتهم أو احتجازهم في قطر إنما دفع بقضيتهم إلى السطح، فالموضوع الخطير هو أننا نشارف حالياً على انهيار صناعة صيد الأسماك في البحرين. هذا الكلام لا يقوله الصحافيون، وإنما يقوله أصحاب المهنة أنفسهم. فالصياد الذي كان يحصل على 100 كيلوغرام من السمك لا يحصل الآن على 10 كيلوغرامات، والصياد الذي كان يبيع ما يصيده قبل عشر سنوات بـ 300 دينار، لا يحصل الآن - حتى مع ارتفاع سعر السمك - على 70 ديناراً، والصياد الذي كان يمشي لمصائد السمك القريبة من الساحل لا يستطيع فعل ذلك بعد أن تم تدمير المناطق القريبة من السواحل.

التجريف أهلك قاع البحر الذي يحتوي على الغذاء الذي يعتمد عليه السمك، والقضاء على الشعاب المرجانية يعني القضاء على التنوع البيولوجي (الأمم المتحدة تحتفل هذا العام بالسنة الدولية للتنوع البيولوجي)... فالشعاب المرجانية هي من بين أكثر النظم البيئية - البحرية المتنوعة بيولوجياً، وهي التي تلعب دوراً رئيسياً مع أشجار المانغروف (القرم) وأعشاب البحر لتوفير الغذاء والمأوى للأسماك والعديد من الكائنات البحرية، ومن دونها لا يوجد فرق بين مياه البحر ومياه المستنقعات... وبالتالي فإن دول العالم تسعى إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية المناطق الساحلية من العواصف، ومنع تآكل السواحل، وكل ذلك بهدف دعم الصيد التجاري وتأمين الغذاء لبني البشر.

الشفاطات التي تستخدم للردم - بحسب عدد من الصيادين المحترفين - أدت إلى تدمير أكثرية الموائل البحرية في المياه الإقليمية للبحرين، ولذا لا وجود لمخزون سمكي كما كان في الماضي، والنفوق الجماعي لمكونات البيئة البحرية وصل إلى الحدود البحرية الدولية، والصيادون البحرينيون الذين كانوا يصطادون سمكهم بالقرب من فشت الجارم عليهم الآن أن يذهبوا إلى الهيرات، إلى المياه العميقة والمتداخلة مع حدود دول الجوار، إن لم يكن داخل حدود تلك الدول.

بعض دول المنطقة يصرف الملايين حالياً من أجل إنجاح مشروعات لإنعاش الشعاب المرجانية والموائل المرتبطة بها، ومن ثم يقومون بتقييم حالة الأسماك وأشكال الحياة المحيطة بها، واعتمدوا خططاً لرصد المتغيرات، وهم يصرفون ملايين الدولارات على ذلك حالياً... أما نحن فقد أفسحنا المجال للجرافات بأن تشفط الموائل البحرية، ومن ثم ترمي ما تجرفه من قاع البحر إلى مكان آخر، وتخلق بذلك سحباً بيضاء قاتلة للحياة البحرية، وهذه السحب هي التي قضت على معظم ما كان متوافراً للبحرينيين، وستقضي - ربما - خلال السنوات المقبلة على ما تبقى من ثروة سمكية في المياه الإقليمية للبحرين.

إننا بحاجة إلى خطوات حاسمة للوقوف على عمق المشكلة، ومن ثم اتخاذ حلول عملية لإنقاذ ما تبقى لدينا من شعاب مرجانية في المناطق البحرية التي لم تصلها الجرافات بعد، وأن نضع الخطط لإحياء الحياة البحرية حول فشت الجارم وعدد من المناطق الأخرى، وهذا يحتاج إلى برنامج شامل لصيانة وإدارة ما تبقى من مواردنا الحيوية... وإلا فإننا لم نرَ لحد الآن المصائب الكبرى التي ستحلّ علينا بصورة متتالية مع استمرار الوضع الحالي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 12:32 م

      بو يعقوووووب

      مثل ما انهارت صناعة الزراعه مع سبق الاصرار والترصد الى جانب غيرها من الصناعات التى يزاولها البحرينيين الاصليين فان الخطه مستمره لان تنهار وتتوقف صناعة صيد الاسماك حتى لا يتبجح احد باصله وفصله وانتمائه

    • زائر 13 | 7:20 ص

      وللحين

      ولا للحين يعلمونا الاولاد
      الثروة السمكية
      وعندنا صيد السمك والثروة البحرية
      إذا ما تعدّل الوضع بتصير هذه الامور من التراث

    • زائر 12 | 6:11 ص

      عشنا او شفنا

      حبذا لو تتطرق ياسعادة رئيس التحرير وتعمل استفتاء بجريدتك الغراء عن التجريف في باطن البحر الاستخراج رمل الدفان وهلاك مصائد ومراعي الاسماك التي هجرته الاسماك بسبب الدفن الجائر وهاجرت الاسماك للمياه الاقليميه ؟ اصبحنا نشتري الاسماك وكأننا في وسط الصحراء من قلتها وارتفاع اسعارها ؟ حماية الحياه الفطريه يجب ان يكون لها دور كما الدول الاخرى ! لان الدفان وحفر البحار سبب مشكله للبحرين في الثمانيينات بعد الحفر لجسر الملك فهد وشحة المياه الارتوازيه الحلوه بل انقطعت والان الدور على السمك وبكره علينه .

    • زائر 11 | 3:54 ص

      عدم فهم النطرية الاقتصادية

      مع الاسف الشديد كان باامكان حعل البحرين من شمالها الى جنوبها ومن غربها الى شرقها منطقة سياحية وتجارية ودبلوماسية وجدب الى جميع الاستثمارات والاموال-الطريقة الخاطة التى صارت وهي انعاش منطقة على حساب جميع مناطق البحرين-لانحتاج الى عملية الدفان والردم يعنى بدل ان يكون خمسة مجمعا ت في منطقة واحدة يجب ان تتوزع هدة المجمعات في جميع مناطق البحرين ويمكن انعاش الاقتصاد والحركة التجارية في المنطقة الجنوبية وجلب المستثمر الى الصخير والجنوب بدل التركيز على منطقة السيف والشمالية والمحرق -فتح الجنوب

    • زائر 10 | 2:44 ص

      الجميع مشارك في التدمير

      التجريف ليس السبب الوحيد لتدمير القاع والشعب المرجانية وإن كان سبب رئيي ولكن أيضاً الصيد الجائر وإستخدام وسائل غير مشروعة كالكراف مثلاً يادكتور عالجوا المشاكل جميعاً لايجب التغافل عن مسئولية الصيادين أيضاً.ثانياً ليست لدينا صناعة صيد يادكتور ولكن طرق صيد والعشرة كيلو آعتقد نسبة مبالغ فيها.

    • زائر 9 | 2:09 ص

      مشاريع تدمير البحرين

      منذ أن وعت عقولنا ومشاريع التدمير لهذه الديرة قائمة على قدم وساق. من ينقذ هذا البلد المتهالك من العبث بطبيتها ومقدراتها حتى أصبحت
      جزيرة بلا سواحل وجنة ديلمون بلا عيون وبلد الصيد
      بلا أسماك وحتى الشعب الأصيل في الإيمان يراد استبداله بمجموعات أخرى لا تمت لهذا البلد وعادته بصلة وماذا يراد لهذا البلد وماذا يحاك له
      وما القصد من هذا التخريب المتعمد والممنهج
      وإلى متى يظل الناس يتباكون ويندبون والتدمير يجري على قدم وساق دون رادع من ضمير او خوف من بشر

    • زائر 8 | 2:04 ص

      الى متى

      إن الحديث عن أن التجنيس(أبو الكبائر) على أنه وراء كل المشاكل بحاجة إلى عقل متفتح والى رؤية وعدم الاستعجال في الحكم نعم إن التجنيس وراء كل التخبط والفوضى التي تعيشها البلاد وعليكم التحقق من ذلك عند النظر إلى ما يحدث في الشارع والطوارئ والمدارس والإسكان والعمل والانتخابات وما يجري بشأنها من لعب بالدوائر وتغير المسميات وينطبق على ذلك كل ما يجري للبحر والسواحل وما جرى من تبادل لجزر حوار وفشت الديبل

    • زائر 7 | 1:28 ص

      هوامير البحرين

      الهوامير يأكلون السلمون النرويجي لأنه أكثر صحة و مب محتاجين الى مجبوس هامور

    • زائر 6 | 1:07 ص

      للبيع

      اقتباس
      بعض دول المنطقة يصرف الملايين حالياً من أجل إنجاح مشروعات لإنعاش الشعاب المرجانية والموائل المرتبطة بها، ومن ثم يقومون بتقييم حالة الأسماك وأشكال الحياة المحيطة بها، واعتمدوا خططاً لرصد المتغيرات، وهم يصرفون ملايين الدولارات على ذلك حالياً.......هذا مايقوم به من يريد ان يبقى في البلد وليس من يريد ان يبيع البلد ويرحل

    • زائر 5 | 12:50 ص

      هل الشبعان مثل الجوعان ؟

      دكتور منصور شكرا علي المقال لكن هناك سؤال هل هوامر البلد تحس بلاوطن اولا لكي تخاف علي المواطن كل الذي يحصل بتوقيع من الهمور العود والهمور العود ميحس لنه عنده مصباح السحري كل مايتمنه يحصله ولايدري بزحمه ولايدري بلجوعان ولاالعريان ولابازمة اسكان ومجنسين من كول مكان .

    • زائر 4 | 12:37 ص

      من اليأس

      بصرخة مدوية اقولها لافائدة ، الا ان تفيقو يا اهل البحرين الطيبين من سنة وشيعة وخلو عنكم تفاهات الرجعة الاولى ومالكم وعلي ومالكم وعمر
      تلك عيشة ضكا

    • زائر 1 | 9:41 م

      يبدو أنه مجرد حبر على ورق،،، هاهي 98 مليون دينار ثمن جزء من الدفان راحت لمشروع الجسر الذي سيمتد ليخدم خليج البحرين وسيوفر مدخلاً من الشمال إلى مرفأ البحرين المالي.
      بحر للصيد خلاص ما في ( زمن الفرضة انتهى ) يمكن في الخريطة القادمة والعلم عند الله .نبيل حبيب العابد

اقرأ ايضاً