العدد 2843 - الجمعة 18 يونيو 2010م الموافق 05 رجب 1431هـ

غزة العزة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تلقيت دعوة كريمة من المؤسسة الخيرية الملكية للمشاركة مع الوفد البحريني المتوجه إلى غزة الفلسطينية للمساهمة في إرسال قوافل الإغاثة وكسر الحصار المفروض على القطاع طوال أربع سنوات.

زيارة لم تكن تخطر على بالي أبداً، وكأنها أنزلت من السماء لأنال شرف زيارة أرض الأسرى وأولى القبلتين حتى وإن لم نكن في القدس فبمجرد أن تكون في غزة وعلى تراب فلسطين فإن شرف الزيارة يكون كبير جداً، ولكن عندما تلتقي أهل غزة وتعاشرهم سيكون الشرف أكبر من أن يوصف شعب غزة يتصف بالعزة والصمود يرفض الخنوع والإذلال.

قبل الوصول إلى معابر رفح سواء كانت المصرية أو الفلسطينية لم أكن أتوقع أن أشاهد سوى الدمار والبؤس والجوع واليأس، إلا أنني انصدمت كثيراً بأن الشعب الفلسطيني في غزة يعيش الحياة بكل أشكالها، متمسك بها، مرح، مبتسم، ويقول دائماً «لا يأس مع الحصار، والإبداع طريق الإعمار».

في غزة العزة اكتشفت أن الحياة لا ولن تتوقف عندما يريد أحد أن يوقفها، فمصيرها في يدي، كما قالها أحد الغزاويين لي، ولذلك لم نجد ما كنا نعتقد في غزة من صعوبة حياة وخوف وجوع، بل وجدنا الأمان والحب والإنتاج والإبداع لفك الحصار.

في الجانب الآخر لغزة وجدت أن هذا الشعب محب ويعشق شعب البحرين قيادة وشعباً (هذه ليست مجاملة) بل حقيقة تلمستها عندما أسير في الطريق أو أتحدث مع كل من يسمع بأني من البحرين، شعرت بأننا فعلنا الكثير لهذا الشعب رغم أن دعم البحرين المادي متواضع ومحدود، إلا أن الفلسطينيين كانوا بحاجة إلى الدعم المعنوي أكثر من المادي، كانوا ينتظرون منا الشعور بالوقوف معهم والتضامن والمساندة في حربهم الطويلة مع الاحتلال.

غزة التي عشقت ملك البحرين ولم تره من قبل، سمعت عنه، وشعرت وتلمست كرمه معهم وجوده عليهم، فعشقوه حتى أنشدوا له ورفعوا صوره ليعربوا عن شكرهم وامتنانهم له لما قدم لهم من قلبه وصل لقلب قلبهم مباشرة.

حزني كبير لأني سأفارق أرضاً عشقتها بحق وعشقت شعبها الطيب والصابر والصامد، عشقت شعبها المكافح، ولكني بحق عشقت أكثر رئيس وزرائها إسماعيل هنية الذي أبهرني بتواضعه اللا محدود وسماحة خلقه.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2843 - الجمعة 18 يونيو 2010م الموافق 05 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:52 ص

      عبد علي عباس البصري

      الله عليك ياهاني الفردان ما اشبهك بهاني ابن عروه عندما قال في وجه الظام عبيدالله ابن زياد (والله لو كان تحت رجلي طفل من اطفال بني هاشم لا ارفعها حتى تقطع) كذلك ايران تقول كما قال هاني ابن عروه بس الي بودي مساعدات لا اوديه عن طريق الذل والهوان اوديها عن طريق العز والكرامه لبنان ومن ثم الى سواحل غزه هاشم مو من معبر رفح. الذي اذلت تحته الغزاويات والغزاويين حتى ماتو مرضا وحصارا.

اقرأ ايضاً