كشف منتخب صربيا قلة خبرة نظيره الألماني المتجدد بفوزه عليه 1/صفر أمس (الجمعة) في بورت اليزابيت في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا، وسجل ميلان يوفانوفيتش الهدف في الدقيقة 38.
ورفعت صربيا رصيدها إلى 3 نقاط بعد ان خسرت مباراتها الأولى أمام غانا صفر/1، وتجمد رصيد ألمانيا بطلة العالم 3 مرات عند 3 نقاط أيضا من فوزها الكاسح على استراليا 4/صفر.
والخسارة هي الأولى لألمانيا في دور المجموعات منذ سقوطها أمام الدنمارك صفر/2 العام 1986 في مكسيكو.
لم يجر يواكيم لوف أي تغيير في تشكيلة منتخب ألمانيا (الأصغر من مونديال 1934) التي اكتسحت استراليا في الجولة الأولى وهي مكونة من نوير في حراسة المرمى وبادشتوبر وميرتيساكر وفريدريخ ولام وخضيرة وشفاينشتايغر ومولر واوزيل بودولسكي وكلوزه.
أما مدرب صربيا رادومير انتيتش فأجرى تبديلين على التشكيلة التي خسرت أمام غانا، فأشرك نيفين سوبوتيتش بدلا من الكسندر لوكوفيتش الذي نال إنذارين وطرد في الجولة الأولى، ولاعب الوسط ميلوش نينكويتش مكان المهاجم ماركو بانتيليتش.
تميز الشوط الأول بالسرعة والخشونة وقلة الفرص، حصلت صربيا على فرصة واحدة حقيقة سجلت منها هدفا، وألمانيا على فرصتين فشلت في استثمارهما، في حين كانت نسبة الأخطاء مرتفعة ما دفع الحكم الاسباني ألبرتو اونديانو إلى إشهار بطاقته الصفراء خمس مرات والحمراء مرة واحدة.
انتيتش اعتمد طريقة التنظيم الدفاعي والضغط على حامل الكرة لعدم إتاحة الفرصة للألمان للسيطرة عليها، فنجحوا في إبطال مفعول المانشافت لكنهم لم يحصلوا بدورهم على فرص حقيقية باستثناء التي جاء منها الهدف.
بداية سريعة للمباراة مع سعي واضح من الطرفين إلى خلق الهجمات وتسجيل الأهداف، منتخب ألمانيا لتأكيد فوزه السابق على استراليا 4/صفر وخطف هدف مبكر يجعله يفرض إيقاعه على المجريات، ومنتخب صربيا لتعويض خسارته أمام غانا صفر/1 في الجولة الأولى.
سرعة الأداء لم تنتج فرصا خطرة على المرميين، فأقفلت الدقائق العشرين الأولى على محاولة وحيدة تذكر كانت من هجمة ألمانية سريعة كاد منها المهاجم لوكاس بودولسكي يفتتح التسجيل حين تابع كرة بيسراه بلمسة واحدة على يمين المرمى الصربي مباشرة (8).
غلبت الندية والحماسة على أداء لاعبي المنتخبين، كان الألماني أكثر سيطرة على المجريات فكانت الكرة تتنقل مرارا وتكرار من الجهتين اليمنى واليسرى مرورا بلاعبي الوسط عبر بادشتوبر ولام وخضيرة وشفاينشتايغر ومولر واوزيل، والصربي لم يظهر خشيته من منافسه على الإطلاق على رغم فارق الإمكانات بينهما.
لم يكن منتخب ألمانيا بالفعالية المطلوبة، على الأقل قياسا بمباراته الأولى أمام استراليا، فتحركت الجهة اليمنى جيدا خصوصا عبر الشاب توماس مولر الفائز مع بايرن ميونيخ بالدوري والكأس المحليين، ومعه الشاب الآخر لاعب وسط فيردر بريمن مسعود أوزيل، لكن عدم دقة التمريرات منحت الصربيين الفرصة لإبعاد الخطر، كما إن التنظيم الدفاعي لصربيا قلل من خطورة الألمان.
كان المنتخب الصربي يحاول إيجاد المنافذ للوصول إلى المرمى الألماني لكنه عجز عن تشكيل خطورة على الحارس مانويل نيوير، لتأتي المحاولة الصربية الأولى تقريبا من ركلة حرة انبرى لها الكسندر كولاروف الذي أرسل الكرة بيسراه على يسار المرمى مباشرة (33).
كولاروف، المحتمل انتقاله من لاتسيو الايطالي إلى مواطنه إنتر ميلان بطل دوري أبطال أوروبا، كان الأكثر نشاطا في صفوف المنتخب الصربي، مع ميلوش كراسيتش.
تلقت ألمانيا ضربة موجعة في الدقيقة السابعة والثلاثين اثر خطأ جديد لمهاجمها ميروسلاف كلوزه الذي نال الإنذار الثاني وطرد من الملاعب بسبب خشونته الزائدة ضد ديان ستانكوفيتش (الإنذار الأول كان في الدقيقة 12)، فاضطر المانشافت إلى إكمال المباراة بعشرة لاعبين منذ وقت مبكر.
تقلصت آمال كلوزه بتحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم المسجل باسم البرازيلي رونالدو (15 هدفا)، وذلك في حال لم تخض ألمانيا أدوارا متقدمة في هذه البطولة بالطبع، لأنه سيغيب عن المباراة الثالثة في الدور الأول أمام غانا.
كلوزه كان سجل 5 أهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان العام 2002، و5 أخرى في مونديال ألمانيا 2006، وافتتح رصيده في المونديال الحالي أمام استراليا ليرفع رصيده إلى 11 هدفا، ويصبح خامس أفضل هداف في تاريخ كأس العالم، خلف رونالدو (15) و»المدفعجي» الألماني غيرد مولر (14)، والفرنسي جوست فونتين (13) والأسطورة البرازيلية بيليه (12).
لم تنتظر صربيا أكثر من ثوان معدودة للاستفادة من النقص العددي في صفوف ألمانيا، فانطلقت بهجمة من الجهة اليمنى وصلت على إثرها الكرة إلى ميلوش كراسيتش الذي رفعها إلى الجهة المقابلة فحضرها مهاجم فالنسيا الاسباني نيكولا زيغيتش برأسه إلى ميلان يوفانوفيتش أمام المرمى الذي وضعها في الشباك.
حمل الوقت بدل الضائع اخطر فرصة ألمانية حين ابعد الحارس فلاديمير ستويكوفيتش كرة أوزيل من الجهة اليمنى فتهيأت أمام سامي خضيرة (من أب تونسي وأم ألمانية) الذي أرسلها قوية ارتدت من العارضة قبل أن تحدث معمعة.
فرضت وقائع الدقائق الأخيرة من الشوط الأول نفسها على طبيعة أداء المنتخبين في الشوط الثاني، فمنتخب ألمانيا انطلق بقوة نحو الهجوم لإدراك التعادل على الأقل على رغم النقص العددي في صفوفه، ومنتخب صربيا تابع إغلاق المنافذ واعتمد على الهجمات المرتدة.
توالت فرص ألمانيا المعروفة بعدم استسلامها، فمرر مولر كرة من الجهة اليمنى وصلت إلى شفاينشتايغر أطلقها قوية لكن الحارس العملاق ستويكوفيتش عرف كيف يبعدها (55).
حاول بودولكسي تولي المهمة في غياب كلوزه، فتلقى تمريرة رائعة من أوزيل لكنه أهدرها حين سددها أمام المرمى فمرت قريبة من القائم الأيسر (57)، ثم أطلق كرة قوية في الشباك الجانبي من الجهة اليمنى (60).
شاءت الأقدار أن تحصل ألمانيا على نقطة تحول في هذه المباراة أيضا بعد إن لمس نيمانيا فيديتش مدافع مانشستر يونايتد الانجليزي الكرة داخل المنطقة، فحصلت على ركلة جزاء انبرى لها بودولسكي وسدد الكرة كيفما اتفق إذ انقض عليها ستويكوفيتش وأبعدها ببراعة (61).
ثنائية كراسيتش ويوفانوفيتش كادت تثمر هدفا ثانيا قاتلا حين اخترق الأول من الجهة اليمنى ومرر كرة تابعها الثاني بقوة ارتدت من القائم الأيمن لمرمى نيور (68).
دفع لوف بكاكاو وماركو مارين بدلا من أوزيل ومولر على التوالي قبل عشرين دقيقة من النهاية في محاولة لإنقاذ الموقف وتجنب تلقي الخسارة الأولى، لكن صربيا كادت تخطف هدفا ثانيا اثر كرة من الجهة اليمنى مررها كراسيتش ارتقى لها زيغيتش وتابعها برأسه لامست العارضة (74).
لعب لوف آخر أوراقه بإشراك المهاجم ماريو غويز مكان المدافع هولغر بادشتوبر. سدد بودولسكي كرة قوية مرت أمام المرمى (84)، ثم استبسل الدفاع الصربي في إبعاد أي خطر يهدد مرمى ستويكوفيتش حتى صافرة الحكم النهائية.
العدد 2843 - الجمعة 18 يونيو 2010م الموافق 05 رجب 1431هـ