العدد 2846 - الإثنين 21 يونيو 2010م الموافق 08 رجب 1431هـ

زحف المحاصيل المفترسة

إميليو غودوي -وكالة إنتر بريس سيرفس 

21 يونيو 2010

حذر تقرير دولي عرض على مؤتمر إقليمي متخصص من أن نظام زراعة المحصول الواحد الذي تفرضه الصناعة الزراعية «يدمر التنوع البيولوجي، ويسبب التلوث، ويستنفذ مصادر المياه ومجاريها، ويضر بالتربة، ويجبر الأهالي على النزوح الجماعي القهري». وأضاف التقرير الصادر عن شبكة التحالف الدولي للإسكان، وشبكة الغذاء أولاً، والشبكة الدولية للتضامن بين السويد وأميركا اللاتينية، أن زراعة المحصول الواحد تسلب الأهالي الريفيين وشعوب الأرض الأصليين الموارد الطبيعية، كما تسبب أضراراً خطيرة على الصحة جراء استخدام المواد الزراعية السامة.

ويركز التقرير على زراعة النخيل الإفريقي في المكسيك وكولومبيا وإكوادور، وزراعة قصب السكر في أميركا الوسطي والبرازيل، وفول الصويا في الأرجنتين، والأناناس في كوستا ريكا، ضمن محاصيل أخرى، وكذلك قطاع صناعة الغابات في تشيلي.

فقد بدأ التركيز على زراعة هذه المحاصيل في منتصف القرن الماضي، وجرى تكثيفها في السبعينيات مع تحول دول أميركا اللاتينية إلى مورد مهم للمواد الخام في أسواق البلاد الصناعية. وعلق منسق حركة «صرخة المهمشين» في كوستا ريكا، خيراردو سيرداس، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن هذه الظاهرة «هي جزء من شبكة معقدة للتحكم والسيطرة وتسخير الأيدي العاملة المستغلة ومصادر الطاقة».

فعلى سبيل المثال، ازدادت زراعة فول الصويا في الأرجنتين - بمساحة تتجاوز 16 مليون هكتار مخصصة أساساً للتصدير- من 10 أطنان في 1991 إلى 48 طناً في 2007 جراء ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية من 180 دولاراً للطن في 1991 إلى 580 دولاراً في 2008. وصرح زعيم حركة شعوب الأرض الأصلية في الأرجنتين التي تناضل من أجل وقف زراعة فول الصويا ببذور معدلة جينياً، باولو أراندا، لوكالة إنتر بريس سيرفس أن «الشركات تأتي إلى المساحات الشاسعة من الأراضي وتقضي على الأشجار وتستغل الأهالي الريفيين».

أما في كوستا ريكا، فتمتد زراعة الأناناس على مساحة نحو 54,000 هكتار، ما حوّل هذا البلد الواقع في أميركا الوسطي إلى أكبر مصدر عالمي، بالتركيز على أسواق الولايات المتحدة أساساً.

وأكدت سوليداد كاسترو، من مركز القانون البيئي والموارد الطبيعية في كوستا ريكا، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن الأسلوب المتبع في زراعة الأناناس «يتسبب في تلويث المياه، وخسارة النظم الإيكولوجية، وتدهور التربة، واستغلال العاملين».

وقد تحول ناتج زراعة المحصول الواحد إلى مواد خام لإنتاج المحروقات الزراعية كالإيثانول المستخرج من قصب السكر والديزل الزراعي من زيت النخيل الإفريقي، وذلك بغية تلبية طلب أسواق الولايات المتحدة على مصادر الطاقة.

وأصبحت البرازيل أكبر منتج للإيثانول المستخرج من قصب السكر في أميركا اللاتينية بما يتجاوز 27,000 مليون لتر في السنة، وتسعي إلى تطبيق نموذجها في المكسيك وأميركا الوسطى واليابان وبضعة دول إفريقية.

العدد 2846 - الإثنين 21 يونيو 2010م الموافق 08 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً