العدد 2846 - الإثنين 21 يونيو 2010م الموافق 08 رجب 1431هـ

السفير المالكي: تنسيق بحريني - عراقي بحثاً عن رفات 9 بحرينيين

في برنامج «مع الحدث» الذي يبث على «الوسط أون لاين» اليوم

قال السفير البحريني في العراق صلاح المالكي إن هناك تنسيقاً بحرينيّاً عراقيّاً للبحث عن رفات 9 بحرينيين اختفوا في الأراضي العراقية منذ العام 1991، لافتاً إلى أن وزارة حقوق الإنسان العراقية فتحت تحقيقاً في ظروف اختفائهم وذلك بطلب من وزارة الخارجية العراقية. جاء ذلك خلال حديثه إلى برنامج «مع الحدث» الذي يبث اليوم (الثلثاء) على «الوسط أون لاين».

وأفاد المالكي أن عملية البحث والتحقيق مستمرة لإعادة رفات البحرينيين إلى وطنهم، منوهاً إلى أن التحرك في هذا الملف يأتي من باب إنساني.

وأكد سفير البحرين في العراق استعداد السفارة لإجراء فحص الحمض النووي (DNA)، في حال تلقت تأكيداً من السلطات العراقية بوجود رفات لبحرينيين أو الاشتباه في وجود رفات لبحرينيين، لافتاً إلى وجود اتصالات مع الجانب الكويتي بالإضافة إلى إمكان التنسيق مع الأمم المتحدة في هذا الشأن.

وفيما يأتي نص الحوار مع السفير صلاح المالكي:

بداية لنضع مستمعي «الوسط أون لاين» في الصورة عن تفاصيل ملف المفقودين البحرينيين التسعة في العراق.

- كُنتُ في زيارة لمدينة النجف الأشرف الأسبوع الماضي وتلقيت اتصالاً من مراسل لصحيفة عالمية أبلغني عن معلومات تفيد بوجود رفات لبحرينيين في العراق، وكان يرغب في الحصول على مزيد من المعلومات عن هذا الموضوع، وأكدت له أن هناك 9 بحرينيين مفقودين في العراق، ومنذ نشر هذا الخبر عاد ملف البحرينيين المفقودين إلى السطح من جديد، وبناء على ذلك استعنت أولاً ببعض الأدلة والوثائق الموجودة في السفارة وذهبت إلى وزارة الخارجية العراقية، وأبدى المسئولون في الوزارة استعدادهم للتعاون وتمت مخاطبة وزارة حقوق الإنسان العراقية للتحرك في هذا الملف من جديد والذي جُمد منذ العام 2005 بعد غياب أي معلومات تشير إلى البحرينيين المفقودين.

وفي الحقيقة لم أكتفِ بهذا الحد، إذ بادرت بالاتصال بالأمين العام للمركز الإنساني لمسائل المقابر الجماعية والشهداء يحيى القصير، على اعتبار أنه المسئول عن إثارة هذا الملف، فاجتمعت به وأبلغني أن بإمكانه التوصل إلى أدلة في هذا الموضوع ولكن ذلك يحتاج إلى بعض من الوقت والدعم من الجانب البحريني، وأكدت له أن السفارة ستدعم جهوده في حال كانت هناك أية أدلة يمكن أن توصل إلى الحقيقة، على أن يكون ذلك بشكل متوازٍ مع التحرك الرسمي في العراق من جانب وزارة الخارجية ووزارة حقوق الإنسان.

تحدثت عن أدلة ومستندات بحوزة السفارة البحرينية في بغداد، ما طبيعة هذه الأدلة التي تمتلكونها بخصوص المفقودين التسعة؟

- الجهات المختصة في العراق أكدت أن البحرينيين التسعة هم من طلاب العلم، وقد كانوا موجودين في العراق ويدرسون في الحوزة العلمية وعددهم 7 إلى جانب اثنين يدرسون في جامعة بغداد وبالتالي فإن الحصيلة 9 أشخاص، وهذا دليل على أنهم كانوا موجودين في العراق، والجانب الثاني يتمثل في تأكيدات الجانب العراقي أنهم يعتبرون البحرينيين التسعة في عداد المفقودين منذ سقوط النظام السابق، وقد بدأت حملات لإخراج المسجونين من السجون ولم يتضح من خلال هذه العملية وجود أي بحرينيين في السجون العراقية، فتلقينا خطاباً رسميّاً يميل إلى اعتبار المفقودين التسعة من ضمن من تم إعدامهم في فترة النظام السابق، وقد كانت هناك مساعٍ لاستخراج شهادات وفاة لهم، لأن بعضهم لم تصدر له شهادة وفاة كونه مفقوداً، وقد كانت هناك جهود من قبل السفارة البحرينية في العراق في تلك الفترة مع الجهات المختصة العراقية للتوصل إلى الحقيقة في ملف المفقودين التسعة الذي تذهب غالبية الدلائل إلى تأكيد إعدامهم.

صحيفة «الشرق الأوسط» تحدثت خلال الأسابيع الماضية عن اكتشاف مقبرة جماعية في الديوانية واحتمال وجود رفات لبحرينيين فيها، من جانبكم تحدثتم عن إمكانية إجراء فحص الحمض النووي (DNA)، هل ستجرون هذا الفحص على رفات الموجودين حاليّاً في هذه المقبرة؟

- عندما اجتمعت مع يحيى القصير وهو من اكتشف هذه المقبرة، استفسرت منه عما إذا توجد أية مؤشرات تؤكد وجود رفات بحرينيين في هذه المقبرة، فأبلغني أن ذلك مجرد أقاويل، وفي الحقيقة بمجرد علمي بالخبر أبلغت السلطات العراقية برغبتي في زيارة المقبرة، ولكن نصحوني بأن الوضع الأمني هناك غير مستتب.

وبخصوص إجراء فحص الحمض النووي، نحن مستعدون للقيام بذلك في حال تلقينا تأكيداً من السلطات العراقية بوجود رفات لبحرينيين أو الاشتباه في وجود رفات لبحرينيين في تلك المنطقة، وأؤكد نحن على استعداد لإجراء فحص الحمض النووي (DNA)، ولدينا اتصالات مع الجانب الكويتي بالإضافة إلى إمكان التنسيق مع الأمم المتحدة في هذا الشأن.

ولابد من الإشارة إلى أن المساعي في هذا الملف هي من باب إنساني، إذ نأمل أن تكلل الجهود بإرجاع رفات البحرينيين التسعة إلى البحرين.

كيف لمستم تعاون الجانب العراقي مع هذا الملف، هل ترون من أفق للتوصل إلى أدلة تشير على الأقل إلى رفات البحرينيين التسعة؟

- أتمنى أن تثمر الجهود التوصل إلى الحقيقة، وخصوصاً أن السلطات العراقية أكدت أن هذا الملف سيولى أهمية على اعتبار أنه موضوعٌ إنسانيٌ، أتمنى أن نصل إلى حقيقة تكشف أسرار هذا الملف في القريب العاجل، ولابد من الأخذ في الاعتبار أن هذا الملف بحاجة إلى وقت، ولابد من القيام بزيارات واتصالات، بالإضافة إلى فحص المقابر لأكثر من مرة إلى أن يتم اكتشاف الرفات، لأن البقعة التي يتم البحث فيها ليست صغيرة، والمعلومات المتوافرة تشير إلى بعض المقابر استخدمت للدفن أكثر من مرة فالجثث ليست بقليلة.

وقد كان وفدٌ رسميٌ غادر البحرين في يوليو/ تموز من العام 2003 للبحث عن المفقودين البحرينيين في العراق لمدة 10 أيام وذلك سعياً للحصول على أية معلومة عن البحرينيين المفقودين هناك، وقد تكوّن الوفد حينها من 6 أشخاص، هم: النائب السابق الشيخ عبدالله العالي وعضو الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان مكي العكري وعضو مركز البحرين لحقوق الإنسان عادل الستراوي، بالإضافة إلى 3 من أهالي المفقودين.

وللوقوف على تفاصيل هذه الزيارة نستضيف في حلقة هذا الأسبوع أيضاً النائب السابق الشيخ عبدالله العالي الذي أجرينا معه هذا الحوار:

بداية لنضع المستمعين في تفاصيل الزيارة التي قمتم بها في العام 2003 للبحث عن المفقودين الـ 9 في الأراضي العراقية؟

- شكل وفد من قبل وزارة الخارجية ومجلس النواب وبعض جمعيات حقوق الإنسان على إثر اقتراح برغبة طرح في مجلس النواب، ومما دفع إلى سرعة تشكيل هذه اللجنة وإرسالها إلى العراق بهدف البحث عن المفقودين البحرينيين في العراق هو اختفاؤهم منذ 10 سنوات.

وهل تضمنت الزيارة لقاءات مع مسئولين في السلطات العراقية؟

- بالتأكيد كانت لنا لقاءات مع السيدعلي السيستاني والسيد محمد باقر الحكيم (رحمه الله)، وكانت لنا لقاءات أيضاً مع بعض المسئولين منها لقاء مع ممثل عن السيد مقتدى الصدر، وقد أظهر الجميع تفاعلاً مع الملف وأبدوا استعدادهم لتقديم أي نوع من الدعم، وحاولوا المساعدة من خلال إرسالنا إلى جمعيات تتكفل بالبحث عن مفقودين في العراق، وقد ساهم ذلك إلى حد كبير في عملية البحث والوقوف على بعض المعلومات المهمة، والتي كان مآلها الوصول إلى حقيقة أن التسعة استشهدوا على أيدي أعوان النظام العراقي السابق في العام 1991.

الزيارة استغرقت 10 أيام وكانت، بحسب ما صرحتم به، للبحث عن أية أدلة أو خيوط تقود للوصول إلى المفقودين التسعة، إلى ماذا توصلتم خلال تلك الزيارة؟

- خلال زيارتنا العراق تم تقسيم الوفد إلى مجموعتين، كل مجموعة برئاسة شخص، وتحملت كل مجموعة على عاتقها البحث عن المجموعة أو البحث في مناطق معينة، من خلال التركيز على مناطق وجود المفقودين، وكنا نعمل في النهار ونجتمع في الليل ونقوم بتحليل المعلومات والبيانات التي تم تجميعها، والمشكلة التي واجهناها هي تحديد مواقع المقابر التي تضم الشهداء، إذ إن المعلومات التي تم جمعها من مختلف الأطراف تشير إلى استشهاد البحرينيين التسعة في العراق، غير أنه من الصعب الوصول إلى المقبرة التي دفنوا فيها، لأن الشهود الذين تحدثنا معهم أشاروا إلى أن النظام العراقي السابق لم يلتزم بمقبرة جماعية واحدة، وفي بعض الأحيان تتم إبادة مجموعة كبيرة غير أنهم لا يدفنون في موقع واحد، إذ يتم نقلهم إلى مقابر أخرى.

بالإضافة إلى ذلك فإن إمكانياتنا في الوصول إلى المعلومات كانت متواضعة جدّاً من الناحية المالية والفنية، ولو كان برفقتنا فريق عمل كنا استطعنا التوصل إلى نتائج، وللأسف فقد بقيت المسألة مبهمة بخصوص تحديد قبور أو رفات البحرينيين التسعة.

خلال الأسابيع الماضية نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» خبراً يفيد بأن السلطات العراقية اكتشفت مقبرة في الديوانية تضم مقابر جماعية، وكان من بين رفات المتوفين رفات عدد من البحرينيين، هل زرتم مقبرة الديوانية؟

- لا، لم نزرها، وقد اقتصرت زيارتنا على البحث في المنطقة التي كان يقطنها البحرينيون التسعة، وقد تركز البحث على مدينة النجف الأشرف واستطعنا التوصل إلى معلومات مهمة، ولكن لم نتمكن من تحديد المقبرة التي دفنوا فيها على اعتبار وجود الكثير من المقابر الجماعية هناك، فضلاً عن ذلك فإن الوضع الأمني لم يسمح لنا بكثرة التنقلات، وبالتالي اقتصر البحث على مدينة النجف، وقد كانت لنا زيارة لمدينة بغداد والتقينا بعض الجمعيات الأهلية التي تحملت على عاتقها جمع المعلومات التي تتعلق بالبحث عن المفقودين.

العدد 2846 - الإثنين 21 يونيو 2010م الموافق 08 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:48 ص

      بحرانيه وأفتخر

      مال أقول الا الله يلعنك يا صدام على الحسره اللي خليته في قلوب أهاليهم

    • الصريحه | 2:19 ص

      سدد الله خطاكــــــــــــــــم

      الله يرحم شهدائنا الأبرار ويلعن النذل صدام وجلاوزته أبد الآبديـــــــــــــــــــــــــــن

    • زائر 1 | 1:39 ص

      غرائب

      على ايام صدام ما افتكرتوا تغير الوضع الحين ؟؟
      كل خايفين من واحد كافر وكان كل الحكام بالاحضان .
      يا ريت تخافون من الله كثر ما كنتوا تخافون من عدام

اقرأ ايضاً