العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ

«نخول» في برامج صيف البحرين 2010

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

استمتعت مع ولدي في صباح يوم الخميس الماضي، باكورة فعاليات مهرجان صيف البحرين 2010 تحت شعار «الطفل أولا». ففي الصالة الثقافية قدم مسرح الدمى اللبناني للأطفال مسرحية «بيتك يا ستي» وهذا العمل في نظري أكثر من رائع لأنه يهدف من خلال قصة محبوكة و بواسطة شخصيات عفوية و استخدام تكنولوجيا المسرح الحديث ارساخ رسائل مفيدة في وجدان النشء.

القصة كما يذكرها برنامج فعاليات صيف البحرين تدور في العام 2046 حيث تحاور سلمى (فتاة في الثامنة من عمرها) أمها وخلال محاور المحادثة تتذكر الأم الطبيعة الخلابة لمسقط رأسها عندما كانت بعمر ابنتها مستمتعة آنذاك لحفيف الأشجار وغناء العصافير و رؤية المناطق الخضراء. لكن للأسف فإن هذه الطبيعة البديعة اختفت من الوجود بعد ازدياد التمدن وظهور العمارات الرمادية والمناطق السكنية.

لاشك أن رمزية العمل المسرحي عن الماضي الجميل والحاضر البائس - من الناحية البيئية - كان واضحاً في الجدار المنيع الذي يحرسه الجرار القوي و الذي لا يسمح للأطفال بالقيام بالرسوم الجدرانية الملونة بل يخوفهم بالبوق ليذهبوا بعيداً. الفتاة سلمى وعن طريق حبكة تكنولوجية فذة استطاعت الدخول إلى العالم القديم والجميل حيث تستمتع بالكلام مع جدتها وتذوق ثمار المزارع وتمضي القصة بتحطيم الجدار لتخليص سلمى من براثنه.

الرسائل المقدمة من مشاهدة مسرح الطفل متنوعة: فأولاً، المسرح اللبناني نجح و باحتراف في خلق علاقة تعليمية تساعد الطفل على فهم الكثير من الأمور المعقدة في العالم عن طريق تقديم لوحات فنية بديعة.

ثانياً، تأصيل المفهوم البيئي وترسيخه في وجدان الطفل بواسطة تقديم رسائل خضراء محددة وهادفة. ثالثاً، تقديم وجبة تربوية دسمة تتناول احترام الآخرين و تساعد الطفل على خلق الصداقات مع أقرانه.

لاشك أن اختيار»نخول» كشخصية وعلامة فارقة للمهرجان الصيفي يحتوي على الكثير من الدلالات فهي تذكر الأجيال المختلفة ببلد المليون نخلة والماضي الجميل والمفارقة أنه على الرغم من ازدياد مساحة البحرين بعشرات الكيلومترات المربعة بسبب الدفان فإنه للأسف لم يكن هناك ازدياد متوازٍ لأعداد النخيل لأنها كانت ضحية التوسع العمراني بسبب الأضرار بعروق المياه الجوفية و تفضيل الملاك استخدام الأراضي للسكن بدلاً من الزراعة.

على العموم، الجهة التنظيمية وفقت في اختيار»نخول» كشخصية محورية لبرامج المهرجان فهذه الشجرة تعبر عن أصالة أهل البحرين، و توثق العلاقة مجدداً بين هذه الشجرة الخالدة وشريحة الأطفال الذين لاشك سيسألون و يناقشون أولياء أمورهم عن الأمور المتعلقة بها، لذلك يكون من المفيد تجهيز مطوية في المستقبل باللغتين العربية والإنجليزية والتي تشرح بعض المعلومات البسيطة عن «نخول».

لابد من شكر وزارة الثقافة والإعلام على استمرارية منهج «ربيع الثقافة» من ناحية جودة اختيار الفعاليات المناسبة لفصل الصيف الملتهب وإدخال البهجة والفائدة الى قلوب الأطفال وأولياء أمورهم، لكن نتمنى ازدياد عدد الحضور وخاصة أن الكثير من الفعاليات مجانية حتى تعم الفائدة. وأخيراً، نتمنى زيادة استفادة المسرح البحريني لهذا النوع من الثقافات وإبداعات العمل الاحترافي في سبيل نشر الوعي التعليمي والبيئي والتربوي في نفوس الأطفال.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • محب البحرين | 12:43 ص

      حسافه يالبحرين

      لكن الولد الله يخليه ويحفظه بيكتشف بعد كم سنه إن البحرين أصبحت بلد "المليون مستوطن ومرتزق"

اقرأ ايضاً