العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ

طفرة عقارية في العراق... والصناعة عاجزة عن المنافسة

تشهد العاصمة العراقية (بغداد)، والمدن الكبرى في البلاد، طفرة عقارية واضحة؛ إذ تنتشر ورش البناء مثل الفطر في الشوارع، وسط ارتفاع في أسعار العقارات من جهة، وفي مستوى الرفاهية التي يرغب بها العراقيون من جهة أخرى؛ ما دفع إلى ظهور مشاريع مثل «بوابة بغداد».

وعلى رغم حاجة السوق العراقية إلى مثل هذه الطفرات بسبب النقص الكبير الذي أصابها في كل المجالات بعد سنوات من الحصار والحروب؛ إلا أن قطاعات أخرى تواجه مشكلات عديدة، أبرزها القطاعات الصناعية التي باتت عاجزة عن منافسة البضائع الرخيصة القادمة من إيران وآسيا، في وقت تغيب فيه خطوات الدعم الحكومية.

ومع ارتفاع منسوب الأمن في العاصمة العراقية وتوافد الكثير من الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد، برز مشروع «بوابة بغداد» باستثمارات تصل إلى 250 مليون دولار ويشمل بناء 350 وحدة سكنية مع فندق من فئة الخمس نجوم ومركز تسوق وبرج مخصص للمكاتب في المدينة التي كانت تعتبر واحدة من أخطر مدن العالم.

والمشروع نتاج تخطيط شركة «أمواج» العراقية والأردنية، والتي يرأسها العراقي الأصل، نمير العقابي، وهو من أكبر المشاريع العقارية بعد حقبة صدام حسين، وسينتهي العمل به بعد أربعة أعوام.

وعن الشريحة المستهدفة من المشروع، قال العقابي لـ «سي إن إن»: «نستهدف المتعلمين من الطبقة المتوسطة، مثل الأطباء والمحامين والمهندسين».

وبشأن دوافعه لإطلاق نشاطه في بغداد قال العقابي: «العالم كله يعاني مشكلات اقتصادية، وحتى في دول الشرق الأوسط والخليج، ولكن السوق العراقية مازالت بكراً وفيها طلب كبير على كل شيء».

ويبدو أن الثقة تتزايد بأن العراق يسير نحو الأفضل، وهو ما يبرر الظهور المتكاثر لمشاريع البناء في بغداد وكل المدن الكبرى، وخاصة أن البلد فيه ثروات كبيرة ولديه الكثير من الاحتياجات بعد عقود من الحرب والحصار.

ولكن بعض القطاعات تشعر بأنها مهمشة بسبب إغراق السوق العراقية بالبضائع زهيدة الثمن القادمة من آسيا وإيران.

ويقول ثابت البلداوي، صاحب مصنع ألمنيوم في بغداد، إن الحكومة العراقية لم تقم بخطوات ملموسة لدعم أعماله والقطاع ككل، «باستثناء الدعم المعنوي الذي لا يقدم أو يؤخر في الواقع القائم على الأرض».

وأضاف البلداوي «لم نحصل على شيء، الحكومة لم تقدم الدعم المالي لنا وهي تقول إنها تتفهم مطالب القطاع الخاص ولكن الأمر مقتصر على الكلام».

وللمفارقة، فإن وزير التخطيط العراقي، علي بابان، أقر بهذا الأمر، قائلاً لـ «سي إن إن»، إن مفهوم السوق الحرة تعرض لسوء فهم من قبل واضعي السياسات والخطط الاقتصادية الرسمية؛ ما أدى إلى وصول السوق العراقية إلى مرحلة الفوضى التي تأثر بها سلباً أصحاب المشاريع والمصالح الخاصة

العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً