دأب قسم المواصلات بمجمع السلمانية الطبي منذ فترة على إرسال سائق واحد فقط في مهمات العمل الرسمية خارج البحرين والتي يتم فيها نقل الجثث إلى دول الجوار بالسيارات عبر جسر الملك فهد.

بالإضافة إلى ذلك تقليص عدد السائقين في المهمة من سائقين اثنين إلى سائق واحد وهو ما يجعل السائق يقود السيارة إلى دول الجوار في مهمة عمل تصل إلى 15 ساعة وربما أكثر بحسب ظروف الطريق؛ وتقليص أيضاً ما يُصرف لهم (بدل نقل الجثث) فبعد أن كان 100 دينار لكل سائق أصبحت 50 ديناراً لايزال الكثير من السائقين ينتظرون إدخالها في حساباتهم منذ قرابة أربعة أشهر على إنجاز مهمات العمل بنقل الجثث إلى المملكة العربية السعودية.

وسأل السائقون: «هل يُعقل أن يقود السائق السيارة لوحده طوال هذه الساعات الطويلة؟ وهل يُعقل أن يعود منها صباح اليوم التالي ويُطلب منه العودة فورا إلى العمل؟, ألا تخاف الوزارة على سلامة السائق أن يغفو من التعب والإرهاق فيُعرض حياته وحياة الركاب من مرضى وممرضات وأطباء للخطر؟ ومن يتحمل مسئولية أي حادث يحصل للسائق إذا كانت الوزارة فرضت عليه هذه الظروف القاسية؟».

وبين السائقون: «يُطالب السائق الذي نقل الجثة لوحده ولم يتسلم بعد كلفة نقلها وأجرته عليها، يُطالب من قبل وزارة الصحة بأن يعود إلى العمل فور وصوله حتى لو عاد إلى البحرين صباح اليوم التالي وهو ما حدث للكثير من السائقين وكان آخرهم نقل إحدى الجثث إلى العاصمة السعودية (الرياض) عصر السبت الماضي وعاد إلى البحرين في السادسة من صباح الأحد وطُلب منه العودة إلى العمل فوراً وإلا سيتم احتسابه متغيباً عن العمل».

وأضافوا «هذا يُهدد حياة السائق والركاب معاً بالخطر في مخالفة صريحة لإجراءات الصحة والسلامة في العمل».

وأكد سائقو المواصلات أن الكثير من المشكلات لازالت عالقة في القسم منذ عام وقت نفذ سائقو السيارات الخفيفة إضراباً عن سياقة السيارات الثقيلة في العام الماضي وشُكلت لجنة لرفع مطالبهم إلى وكيل وزارة الصحة عبد الحي العوضي حتى الآن.

وقال السائقون لـ «الوسط» «منذ أن اجتمعت اللجنة المشكلة في الوزارة لبحث مشاكلنا ورفعت تقريرها منتصف أغسطس/آب الماضي حتى الآن لم نحصل على أي شيء من مطالبنا وكلما راجعنا الوزارة لا نجد ردّاً شافياً، لايزال الموزعون في القسم ينتظرون الدرجة الثامنة، والسائقون ينتظرون الدرجة السابعة».

وواصلوا «منذ أن قمنا بالإضراب العام الماضي وأوقفناه ونحن ننتظر النتائج من الوزارة، لايزال القسم يسير في فوضى ومشاكل كثيرة تؤثر على الموظفين والعمل أيضاً، أصبحت الشركة تنقل الموظفين من وظيفة إلى أخرى في القسم وتتحكم في الموظفين؛ إذ تم نقل أحد الموزعين إلى العمل فني صيانة سيارات، وإلى الآن لا يوجد مُشرف في القسم في السلمانية لإدارة القسم وتنظيم نوبات عمل الموظفين».

واستطردوا «حدثت الكثير من المشاكل يوم الأربعاء الماضي بين موظف الوزارة وموظف الشركة بسبب تداخل المسئوليات إذ تتدخل الشركة في كل شيء، فعندما يطلب أحد الموظفين إجازة يوافق القسم وترفض الشركة، كما أن جدول نوبات الموظفين الذي يتم إعداده كل شهر مرة واحدة، تم خلال الأسبوع الماضي وتحديداً الأربعاء والخميس والجمعة بإصدار أربعة جداول مختلفة من دون إبلاغ الموظفين ما أدى إلى إرباك في العمل؛ حتى أن بعض الموظفين جاءوا إلى نوبة عملهم ليُفاجأوا بأن نوبة العمل تغيرت عدة مرات من دون إخطارهم بذلك، لا يوجد تنظيم ولا يوجد مُشرف في القسم يُنسق العمل».

وتابع السائقون «كما اجتمع الموزعون مع مدير الخدمات لتغيير مسماهم الوظيفي إلى»مشرف نوبة» وأفادهم بأن المستندات رفعت أيام المدير السابق للقسم إلى ديوان الخدمة المدنية وذلك في مايو/ أيار الماضي وإنه لايزال يترقب الرد».