عيد ملاك الحياة، أكتب لكم كلماتي التي أبوح بها من شفاهي... ودموعي تسيل سيلا على وجنتي... أحاول أن أخفيه ولكن علمتموني أن لا حياة مع الضعف ولا حياة مع الدموع، وكيف لي أن أخفي دموعي أمامكم؟ علمتموني أن أبقى طول عمري مظلومة... خيرا من أن أكون ولو للحظة ظالمة، أظلم نفسي أولا. يا لقسوة هذه الدنيا التي أخذتكم مني وتركتني مع ذكريات لا أملك معها إلا الحسرة والألم لذهابكم من دون رجعة، صوركم لا تفارق عيني وصوتكم يتردد في مسمعي.

سامحوني، والدي وأختي... أرجوكم سامحوني لا سلام بعد الوالدين. إليكم أيها الشموع التي انطفأت في لمح البصر، لقد اختاركم الله سبحانه وتعالى أن تتركوا الدنيا وتكونوا قريبين مني وبعيدين عني وأنا راضية بحكم الله، لكن فراقكم صعب عليّ، نعم يا والدي؛ لقد فقدتكم وفقدت من يواسيني ويرافقني، فقدت أغلى كلمة أنطق بها وهي (أمي)، هل أنتم راضون عني يا والدي وأختي الحبيبة؟ في كل سجداتي أتوجه إلى السماء بأن يكون مكانكم مع المؤمنين الصالحين وأدعو لكم بالرحمة والغفران وخالص الدعاء، ورحمة الله عليكِ يا أمي وأبي وأختي، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ابنتكم التي لن تنساكم

نعيمة راشد السبيعيي (أم أحمد)