العدد 2865 - السبت 10 يوليو 2010م الموافق 27 رجب 1431هـ

حكم نهائي 2006 ينصح ويب: استمتع إلى أقصى درجة!

دخل هوراشيو إليزوندو التاريخ عندما نزل أرض الملعب يوم 9 يوليو/تموز 2006 ليصبح أول حكم يتولى إدارة المباراتين الافتتاحية والنهائية في كأس العالم. وهكذا كتب أستاذ التربية البدنية الأرجنتيني فصلاً بحروف من ذهب في تاريخه المهني والشخصي مكنه من الحصول على مزيد من الألقاب بعد تقاعده.

وهو حالياً يعمل كمعلم في برنامج دعم التحكيم الذي ينظمه، وقام بهذه الصفة بالعديد من المهام المختلفة أثناء كأس العالم جنوب افريقيا 2010.

وعلى بعد ساعات من انطلاق النهائي الكبير بين إسبانيا وهولندا، فتح الأرجنتيني قلبه وتحدث مع موقع الاتحاد الدولي عن أهمية إدارة المباريات الحاسمة، وعواقب مثل هذا الالتزام، وأعطى نصيحة للإنجليزي هاوارد ويب: «استمتع بالتجربة إلى أقصى درجة ممكنة».

هوراشيو، مرت 4 سنوات منذ ذلك النهائي في برلين، ما الذي مثلته لك تلك المباراة، سواء على المستوى الشخصي أو المهني؟

- لقد مثلت ثمرة عمل استمر 25 سنة مررت خلالها بالكثير. عشت أوقاتاً جميلة، وأخرى عادية، ونلت الفرصة لإعداد نفسي وإتقان العمل بدقة كبيرة، كان التحكيم في تلك المباراة بين فرنسا وإيطاليا حلماً تحقق.

إذا كان اللاعبون يرون في لعب نهائي المونديال قمة المجد الكروي، فلا بد أن الحكم يشعر بالشعور نفسه إزاء هذه المباراة؟

- بالتأكيد! فالحكم يحلم بالمشاركة في كأس العالم، ويكون تحقيق هذا الحلم إنجازاً كبيراً، أما عندما يصل إلى هذه المرحلة ثم يحصل على فرصة التحكيم في المباراة النهائية، فإنه يشعر كما لو كان بطل العالم.

ما هي أكثر لحظة تتذكرها من مباراة فرنسا وإيطاليا؟

- أتذكر دعم رؤسائي وزملائي، وكذلك حضور زوجتي في الملعب، كانت مشاركة أسرتي في هذه التجربة شيئاً في غاية الروعة، كما أتذكر التحيات ومظاهر الدعم التي جاءتني من الأرجنتين. كما ترون، كلها أشياء ترتبط بالدعم والعاطفة. وقد ساعدنا ذلك على خوض المباراة بأعصاب هادئة.

وماذا عن المباراة نفسها؟

- أتذكر أنني كنت في غاية التركيز، إلى درجة أن كل شيء مر بسرعة فائقة بالنسبة لي، كل شيء تبخر بسرعة! سيبدو هذا غريباً، ولكني تعاملت معها مثل أية مباراة، كنت أستعد طوال حياتي لأقوم بالتحكيم في المباريات النهائية، ولذلك كنت جاهزاً لمواجهة التحدي وخوضه بمسئولية.

هل شاهدت المباراة بعد ذلك؟

- إنني أحتفظ بها في المنزل! ولكني لم أشاهد منها إلا عدة دقائق، في خلال عدة سنوات سأرى المزيد منها، خصوصا من أجل أبنائي الذين ما زالوا صغاراً، أريدهم أن يعرفوا أن والدهم كان هناك.

ما هي التغييرات التي وجدتها في الأرجنتين لدى عودتك بعد تلك المباراة؟

- لقد تغيرت حياتي، كانت أسرتي قد سبقتني، ولكن عندما وصلت إلى المطار وجدت 300 شخص في انتظاري، كانوا ينتظرونني أنا، ينتظرون حكماً! لقد كان ضرباً من الجنون، أعتقد أن المرء لا يكون مستعداً لمثل تلك المواقف، بعد ذلك عملت 3 شهور أخرى وكانت الجماهير تحييني كلما نزلت أرض الملعب، وكأنهم يحيون فريقاً. كان شيئاً جديداً حقاً، كان يجب القيام بعمل ذهني في غاية الأهمية لكي لا يفقد المرء عقله، فقد كان الجميع يريد الحديث معي، واستدعاني رئيس البلاد لتهنئتي، وأعلنوا أنني مواطن مميز في مدن مختلفة، وفي شهر ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام قررت الاعتزال وإنهاء تلك المرحلة والاستعداد للمرحلة التالية.

فلنتحدث عن كل ما يحيط بالحكم كإنسان، قبل أية مباراة نهائية، يحلم لاعبو كرة القدم بتسجيل هدف أو بالتصدي لركلة جزاء، فبماذا يحلم الحكم؟

- أن يصيب في القرارات التي تؤثر في نتيجة المباراة، كل قرار صائب في مثل تلك المواقف يكون هدفاً لصالح الحكم.

وكيف يقرر المرء العمل في مجال التحكيم؟ إنه ليس العمل الأكثر شعبية في كرة القدم؟

- إن فكرة العمل كحكم لا تخطر على بال أي شاب صغير! وهو أمر منطقي، فالوسط الاجتماعي والثقافي الذي يكبرون فيه لا يحثهم على ذلك، لا يكون لديهم أي دافع من أي نوع، ويفضلون الانخراط في اللعب، فهو الذي يثير سعادتهم، وبالنسبة لي أنا، فقد كنت ألعب كرة القدم حتى أدركت وأنا في الخامسة عشرة أن اللعب في دوري الدرجة الأولى حلم بعيد المنال بالنسبة لي، وعندما بلغت العشرين قمت بالتحكيم في مباراة لكرة اليد وقال لي أحد الأساتذة إن مؤهلاتي تسمح لي بالقيام بذلك العمل، وسرعان ما تحمست لتلك المهنة، فأنا أحب التعليم وكل ما يرتبط بالعدالة، فأضفت ذلك إلى رياضتي المفضلة ووجدت مكاني في العالم.

فلنعد إلى نهائي جنوب افريقيا 2010، ما هي النصيحة التي تقدمها لهاوارد ويب؟

- أن يستمتع، سيكون أمام ما كان يحلم به، وسيسعد بتحول ذلك الحلم إلى حقيقة، أقول له أن يعمل بهدوء وبلا خوف، فهي في النهاية مجرد مباراة أخرى، ومع إصداره قرارات صائبة ستصبح الأمور أسهل بمرور الوقت وسيستمتع بالتجربة.

وعلى المستوى الشخصي؟ بماذا ستشعر عندما ترى ويب يخرج إلى أرض الملعب بصحبة الفريقين؟

- يجب أن أعترف بأنني لن أشعر بالحنين، أنا مقتنع تماماً بأن ذلك أصبح من الماضي وأنه كان يمثل مرحلة جميلة في حياتي، لم أعد أتخيل وجودي في الملعب عندما أشاهد المباريات، على رغم أن أسرتي وأهلي ما زالوا يشعرون بمشاعر خاصة، ستحمل هذه المباراة ذكرى عابرة وجميلة جداً، ولكنها لن تتعدى ذلك، إنها مرحلة جميلة، ولكنها انتهت

العدد 2865 - السبت 10 يوليو 2010م الموافق 27 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً