العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ

دور التحكيم وتأثيره في تغيير النتائج

لا يختلف اثنان على أن كل خسارة لأي فريق أو منتخب وفي أي لعبة جماعية وراءها أسباب قد تكون مقصودة وأخرى غير مقصودة قد يتدخل فيها الحظ أو سوء التقدير سواء من الحكم أو اللاعب أو حتى الجهاز الفني (المدرب). أخطاء اللاعب وسوء تقديره وأخطاء المدرب وسوء تقديره والحظ حينما يعاند كلها تعتبر أخطاء غير مقصودة وتغتفر، وهذه ربما تُنسى بعد أن تأخذ وقتها، ولكن أم المصائب حينما يتعلق الأمر بالحكم نرى كل شيء يتغير وتقف كل الدنيا ولا تقعد كلٌ يدلي بدلوه في تحليل هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحكم واتخذ قراره في ثوان ليصدر حكماً جانبه الصواب عند فئة من الناس وآخر خطأ عند فئة أخرى.

- ليس هناك من تبرير لأخطاء الحكام التي تحدث طوال شوطي المباراة، ولو أننا حاولنا أن نبرر ونعلل أسباب الأخطاء التقديرية التي تحدث وليست بذات تأثير على أي فريق ولا يتضرر منها الفريق المحتسب عليه الخطأ لعذرنا الحكم لأن القانون يعطيه مثل هذه الصلاحية في تقدير الأخطاء التي يشوبها بعض من الشك ومن حقه هو وحده تقديرها وإصدار القرار في وقت قصير يقدر بالثواني.

إن من أسباب نجاح المباراة وجود الحكم الكفء العادل المتمكن المتميز الجريء الفاهم بالقانون ودهاليزه وخباياه والمطلع على أساليب وحيل اللاعبين وخدعهم ومكرهم ذي اللياقة البدنية العالية والسيطرة الكاملة من أول صافرة البداية حتى صافرة النهاية. كل هذه الصفات والميزات إن توفرت في الحكم ستوصل المباراة إلى بر الأمان والنهاية المرجوة والمقبولة من الجميع وستلقى جل الاستحسان من الحاضرين والمشاهدين في كل أنحاء العالم.

في كل اللعبات الجماعية هناك تنافس بين المدربين والحكام كل يطور نفسه ليتغلب على الآخر فنرى كثيرا من المدربين الأذكياء الخبثاء يعمل وبكل ما أوتي من ذكاء وخبث وفن واختراع ليقضي على خصمين لدودين الأول الفريق المنافس والثاني الحكم فنراه يتحين الفرص ويعلم لاعبيه كيف يستثمر أخطاء الحكام ونقاط ضعفهم ويطلب من لاعبيه التحايل وخداع الحكم في حال عجز عن مجاراة خصمه الأول وهو لاعب الفريق المنافس لأنه سبق وأن شاهد الحكم في مباريات سابقة ودرسه كما يدرس خصمه الأول، ولذلك لا نرى الصدق والضمير الحي من اللاعبين فهو يدخل الكرة بيده ويسجل هدفا ولا يعترف بذلك ويكذب ولا يؤنبه ضميره ويعتبر نفسه انتصر على الحكم، وكذلك الحكام نراهم في تنافس دائم مع المدربين حتى يكتشفوا ألاعيبهم وخدعهم بمشاهدتهم ومشاهدة اللاعبين ودراستهم بعناية فائقة حتى لا يتفقوا عليهم ولا نستطيع أن نقول إن الحكم قد حابى هذا أو ذاك أو باع ضميره بدون دليل وهم كذلك المدرب واللاعب والحكم كلهم كالقط والفأر أو كموظفي الجمارك ومهربي المخدرات كل يعمل ليحبط عمل الآخر ويتفوق عليه بدراسة نقاط ضعفه وأخطائه ونراهم دائماَ في كر وفر مما يعطي حلاوة ورونقا ومتعة ومشاهدة طيبة للمباريات.

ولو تمعنا في أسباب ضعف مستوى التحكيم في مونديال 2010

لرجحت بعض النقاط أهمها: سوء اختيار الحكام من قبل الاتحاد الدولي، عدم كفاءة الحكام الذين وضعتهم لجنة الحكام لكل مباراة، بمعنى وضع الحكم الكفء المناسب لكل مباراة حسب قوتها وأهميتها، وضعف اللياقة البدنية لبعض الحكام وعدم قدرتهم على مجاراة اللاعبين ومجاراة لياقتهم وشبابهم، ولربما أن أعمار بعض الحكام وضعف اللياقة قد ساعدت على التأثير في نتائج بعض المنتخبات. ودخول التكنولوجيا وخاصة في التحكيم لها مساوئ منها تأثر الحكم بعد أن يلغى قراره ويشاهد خطأه الجميع وخاصة اللاعبين ولذلك أنا لا أحبذ دخولها في مهمة التحكيم والحكام.

محمد جعفر فضل

العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً