العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ

لن ترجم «سكينة»!

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

يوم الجمعة الماضي كان مفترضاً أن ترجم الإيرانية «سكينة» حتى الموت، لكن، وبحسب صحيفة «التايمز» البريطانية، فإن الإدانات الدولية التي أثارتها قضيتها حملت السلطات الإيرانية على تخفيف عقوبتها.

«سكينة» ليست أولى امرأة ترجم، وهذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها قضية الرجم في المحافل الدولية فإيران ليست الدولة الوحيدة التي تطبق عقوبة الرجم حتى الموت، دول أخرى في المنطقة تفعل الأمر ذاته وتتلقى إدانات دولية وتتعرض لحملات مشابهة. ما يختلف فقط هو أن الإدانات الموجهة لإيران ترتبط دائماً «بالملف النووي» لذا تصبح الحملات أقوى وربما أكثر تأثيراً وانتشاراً وعدداً و... أقل إنصافاً.

«سكينة» وقضيتها والرجم ومشروعيته، طرحا كثيراً من قبل جهات كثيرة تختلف دوافعها، وأثارا ضد إيران مواقف ناقدة وأخرى معادية وربما مؤيدة. في العام الماضي طرحت القضية من خلال فيلم «ثريا» وهو الفيلم الذي يزعم صانعوه استناده على قصة حقيقية جرت أحداثها في إحدى القرى الإيرانية وشهد كاتب القصة، فريدون شهاب جام، الإيراني الأصل الفرنسي الجنسية، كما يزعم، وقائعها بأم عينيه.

بعيداً عن قضية الرجم، والموقف الشرعي منها في مقابل الموقف الدولي والحقوقي، وعن حقيقة تعرض إيران لحملات دولية «غاشمة» أو»عادلة» تسلط الضوء على كل القضايا الإيرانية بشكل مبالغ فيه.

بعيداً أيضا عن مغالطات الفيلم، واستعراضه السطحي لما يزعم كونه واقع الحياة في إيران، بطريقة اختلط فيها الحابل والنابل، وتفرعت فيها القضايا وتشابكت الأمور فوجدنا أنفسنا فجأة وسط سرد «غير دقيق» فيه كثير من التحامل، لتاريخ إيران الحديث، تاريخ ما بعد الثورة الإسلامية.

بعيداً عن كل ذلك، عبرت إيران عن احتجاجها على مضمون الفيلم، الذي كاد أن يثير أزمة مع تركيا حين أجازت مؤسسة الرقابة التركية عرضه. «ثريا» كان جزءاً من بروباغاندا إعلامية تشكل جزءاً محورياً في حملة دولية موجهة ضد إيران، تنجح إلى حد ما في رسم صورة مزيفة للمشهد الإيراني في أذهان الجماهير البعيدة عن ثقافة وواقع هذا البلد والمنطقة بأكملها.

وسواء أعطت إيران فيلم «ثريا» ما يستحقه من اهتمام أم لا، فإن ما لن يختلف عليه أحد هو أن السينما تملك من السلطة الكثير، يمكنها قلب الوقائع، تغيير الأحوال، القضاء على الخصوم، إنهاكهم، غسل الأدمغة وتخدير الشعوب، إعادة كتابة التاريخ ومحو الهويات. تملك من السلطة تلك كما سواها من الأدوات الإعلامية لكن أدواتها تبدو أكثر فتكاً، تتسلل إلى القلوب قبل الأذهان، بأفلامها التي تسلي، تمتع، تضحك، تبكي، تثير حس المغامرة لدى جمهورها، كل الأفلام بلا استثناء.

يبدو الأمر كهلوسة، لكن ما أردت نقله هو التلازم الغريب في ذهني بين قصة «سكينة» و»ثريا» و»الملف النووي» و»إيران» والبروباغاندا وربما هتلر وستالين وواقع الحال لدينا. هل من تفسير!

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:52 م

      يوسف الديهي

      لا ادري ما السبب في عدم نشر تعليقي رقم1 وتم نشر التعليق رقم2 بحيث اصبح التعليق مبتوراً وفاقداً للبه,
      كلامي كان رداً واضحاً وصريحاً وباسمي الشخصي ولا يوجد فيه جرأة على أحد بينما يوجد الكثير من الردود العشوائية والغوغائية يتم نشرها من دون تحفظ.
      لذا أطلب حذف ردي رقم2 لأنه يوحي لمعنى ناقص لا ارتضيه وشكرا

    • زائر 8 | 8:30 ص

      إعادة التفسير

      إذا كان الإسلام يقع في موقع الحرج من تطبيق حكم ما في أي عصر فيجب العودة الى تفسير الآية القرآنية ، بالنظر الى تفسير أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان. والرجم مثال حي على ذلك.

    • زائر 7 | 4:56 ص

      أبو جالبوت

      تبي تقول أنك تقرأ التايمز يا جاهل؟ أنا بعد أكتفي بهذا القدر من التعليق عليك ما تستاهل أكثر. أقول روح اقبض لك كتاب عبدالحسين دستغيب اسمه القصص العجيبة أكيد هذي الكتب أقصى مستوى تقدر توصل إليه يا ولد.

    • زائر 6 | 4:55 ص

      جمبزة الجنوساني تعليق رقم 1+3

      خخخخخخخخخخخخخخ الله عليك يالجنوساني!!!!!
      صدق فلته بس ترى هااا؟
      انا للحين ماغيرت نظرتي فيك انت إنسان جاهل تدّعي العلم والمعرفة بس على الفاضي والحيين أثبت ليي أنك من الطرودين من الحوزه لأنك ما أجتزت إختبارات القبول (حوزة قم )لهذا السبب أنت متحامل على ايران
      وأما إدعائي بأنك جاهل فالدليل هو مستواك الهابط حتى في الإملاء روح خذ لك دوره في اللغة العربية أحسن لك ( اذاً تكتب بهذه الطريقة يا جاهل)
      مو اذن ههههههههه

    • زائر 5 | 4:04 ص

      أبو جالبوت الى زائر 1

      أنت تنتمي إلى النوع الأربعين من الغباء !!
      حسب تصنيف صحيفة التايمز فإن الغباء ينقسم إلى أربعين نوعا و أنت حزت على أعلى مراتب هذا التقسيم ....
      لماذا لا تقرأون الكتب ؟ لماذا تنعقون و ترددون أقوال العلماء دون أن تدققوا فيها ؟
      ( لا اريد أن أخسّر كهرباء و أنترنت على الرد عليك ، اكتفي بهذا القدر )

    • زائر 4 | 4:02 ص

      تعليق على يوسف الديهي

      هؤلاء السفهاء في الأمة لم يأتوا للآن بنظرية أن ولايتهم مستمدة من المعصومين أو من الله. و لو فعلوا كذلك لضحك الناس عليهم و لما صدقهم إلا الأغبياء. أما أن يأتي رجل الدين (الفقيه) ليصير بابا الكنيسة الكاثولوكية و تصبح معصيته من معصية الله فإنه يستوجب على الناس أن يعيبوا عليه ذلك. لا مانع أن يطرح الفقيه آراءه في السياسة و لكن يجب عليه أن يخضع لقواعد لعبة السياسة لا أن يصبح إلها في الأرض غير قابل للمسائلة له الولاية المطلقة .. لأن الراد عليه كالراد على الله. ولاية الفقيه وصفة ممتازة للإستبداد الديني

    • زائر 3 | 3:49 ص

      تعليق على زائر1.. يوسف الديهي2

      وما أكثر السفهاء الذين ينصبون لإدارة شؤون الأمة وهم لا يملكون الكفاءة فلماذا تعيبون على الفقيه الذي يقضي جل عمره في طلب الدراسة والتدريس والإجتهاد ولا تعيبون غيرهم؟

    • زائر 1 | 1:35 ص

      ولاية الفقيه صارت تخشى إقامة حدود الله

      هل أنتم مستغربين؟ يجب عليكم أن لا تفعلوا ذلك ... فهذا النظام صار يخشى أن ينعب بالمتخلف و الوحشي القابع بالقرون الوسطى من قبل الغرب. اذن مالهدف من ولاية الفقيه؟ الهدف هو اخضاع الشيعة في العالم لسلطة و دكتاتورية فقيه أوحد ترى فيه طهران محركا لأطماعها الإستعمارية في العالم.

اقرأ ايضاً