العدد 2874 - الإثنين 19 يوليو 2010م الموافق 06 شعبان 1431هـ

ذهبوا... وجاء من يسد فراغهم

بدأ هذا المونديال وسط حديث كبير عن الأدوار التي سيؤديها كل من كاكا ورونالدو وميسي وروني وغالبية النجوم مع منتخباتهم المختلفة، إذ ظهرت أغلب الأصوات متفائلة متوقعة مونديالا مثيرا ستلعب فيه هذه الأسماء دورا بارزا في الحسم والرقي بمنتخباتها.

بدأنا كل هذا بأول منتخب عريق وهو فرنسا، الذي بدوره كان معتمدا على نجمه ريبيري، إلا أنه اصطدم هو ورفاقه بفورلان وسواريز والأوروغواي عموما، لتنتهي هذه المباراة بالتعادل، وبان للجميع الروح والنفس الذي لعب بهما هذا المنتخب اللاتيني والذي أصنفه أنا بكل سهولة ويسر كأفضل المنتخبات اللاتينية دون منازع، واتجهت الأنظار بعد عدة مباريات إلى مباراة الأرجنتين مع نيجيريا، فأظهرت الأخيرة روحا وكانت ندا للأرجنتين، إلا أن الخبرة الأرجنتينية حسمتها بهدف يتيم، حيث ظهر ميسي في هذه المباراة، وكنا متوقعين منه التألق إلى النهاية، لكن آمالنا خابت بعد ظهور الحقيقة في مباراة ألمانيا، حتى رشح البعض الأرجنتين لنيل اللقب.

أما إنجلترا، فغاب الجميع، وكأن الفريق في خبر كان، روني تائه، ولامبارد هائم، وجيرارد مغلوب على أمره، وتيري لا يجد مساندا ولا مؤازرا، حتى وصل الفريق بشق الأنفس إلى الدور الثاني، ليصطدم بعزيمة الشباب وروح الاجتهاد من مولر ورفاقه، ويخرج ذليلا برباعية، أما إيطاليا فالتعليق عليها لن يبدل شيئا، فحالها كبطلة كحال الوصيف، فقد خرجا من الدور الأول بعد أن شبعوا ذلا، أما حاملة لقب هذا المونديال، إسبانيا، فبدأته بداية خاطئة، لكنها سرعان ما صححت ذلك، فبروح إنييستا وخبرة تشافي ولمسة كاسياس وبويول، رأيناهم بالأمس القريب يحملون كأس العالم. ألمانيا، لم يتوقع لها أحد من المشاهدين شيئا، ولكن أعيد وأكرر، أنها روح الشباب وعزيمته التي أوصلتها إلى نصف النهائي، وكادت أن تصل إلى النهائي لولا أن اصطدمت بالإسبان الذين تأهلوا بفضل الكاتالوني بويول.

أما البرازيل فبدأت المونديال بداية مخيفة، وقد خرجت بشكل مفاجئ وغريب، فأجهز عليها شنايدر وروبين، ليخرجوها ذليلة بعد عز وشموخ دائم، والبرتغال، ولا ننسى سباعيتها في كوريا الشمالية، ولكننا ننسى افتخارها بلاعبها رونالدو الذي راهنوا عليه وأكدوا أنه سيكون قاصم ظهر المنافسين والمناصر عند الشدة، لكننا لم نشاهده بعد هدف الإسبان تقريبا، فلا كاكا ولا روني ولا ميسي ولا رونالدو استطاعوا أن يوصلوا منتخباتهم إلى شيء من الأشياء المنشودة، ولم يحدثوا الفارق حينما كان الفارق مطلوبا، إذ إن غرورهم وهي الكلمة التي أراها مناسبة لهم، هي التي أوصلتهم إلى هذا النفق المظلم.

برأيي أن أسباب اختفاء هذه النجوم اللامعة يعود إلى عدة أسباب، منها الأمور المعنوية والأمور النفسية فالجاهزية، إذ اعتقد كاكا وروني وغيرهما من النجوم أنهم سيظهرون كبارا في هذا المونديال لا محالة، وأن أضواء النجومية لن تبتعد عنهم، فيما فكر الآخرون ممن ذاع صيتهم في هذا المونديال أن عليهم الجد والاجتهاد للوصول إلى المراد، وأن الأمور ليست سهلة ويسيرة، مما ساعدهم على الوصول إلى كل ما وصلوا إليه مع منتخباتهم، وأنا أتكلم هنا عن أسماء كفورلان ومولر وسواريز وشنايدر وغيرهم من الذين ملكوا هذا المونديال.

محمد ضيف

العدد 2874 - الإثنين 19 يوليو 2010م الموافق 06 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً