العدد 2876 - الأربعاء 21 يوليو 2010م الموافق 08 شعبان 1431هـ

هيرنانديز السريع مستعد للسباق مع مانشستر يونايتد

مانشستر – موقع الفيفا الرسمي 

21 يوليو 2010

كان هذا الأب المكسيكي يعرف أن ابنه الصغير يتمنى بكل جوارحه أن يصبح لاعب كرة قدم محترف. ولطالما استمع لطموحات طفله وهو ينمو شيئاً فشيئاً. وظلت كلمات هذا المهاجم الناشئ التي كان يعبر بها عن رغبته المتأججة وتطلعاته الهائلة تتردد في رأس الأب عندما فرقت بينهما الأيام.

وكان الوالد وولده يقضيان ساعات طويلة مع الكرة يركلانها ويتبادلانها في بقعتهما المفضلة التي تقع في مسقط رأسيهما خاليسكو، وظل الرجل يتابع ما يفعله ابنه بإمعان وتركيز. وبعد وقت طويل من الدراسة المتأنية، توصل إلى نتيجة محبطة: فلم يكن لعب خافيير هرنانديز – الذي التحق وهو في التاسعة من العمر بنادي جوادالاخارا العملاق – يوحي بأنه سينجح في هذا المجال.

وكان يعني صدور هذا الحكم من شخص قضى عقداً كاملاً من الزمان في عالم الاحتراف بكل بساطة أن الصبي الطموح عليه أن يسبح ضد تيار شديد القوة حتى يصل إلى مبتغاه، كما أن صدوره عن الوالد – الذي كان من الطبيعي أن ينحاز لولده – كان يعني أن ما يراه الطفل هو مجرد سراب وأوهام.

ولكن الرجل مع ذلك لم يفصح عن رأيه هذا وفضل الاحتفاظ به لنفسه. وواصل الولد سيره لتحقيق حلمه. ولكن عندما بلغ خافيير هيرنانديز الابن العشرين من العمر، أصبح من الواضح أن نظرة هيرنانديز الأب كانت صائبة. فعلى مدى موسمين كاملين لم يلعب مع الفريق الأول لناديه إلا 16 مرة، ولم يسجل هدفاً واحداً طوال تلك الفترة. وكان يبدو أنه لن يغادر صفوف الفريق الاحتياطي للنادي. كانت فكرة الاستمرار على تلك الحال تلقي بظلها الثقيل وتدفع الشاب الصاعد للتفكير في ترك الكرة والعودة لدراسته.

أما الآن، فقد أصبح والده وجده – توماس بالكازار، الذي كان بدوره لاعباً دولياً مكسيكياً – يؤمنان بأن هيرنانديز يتمتع بالإمكانيات التي يتمتع بها أفضل لاعبي العالم، حيث يتذكر هيرنانديز الأب ويقول: «كان يشك في قدرته على اللعب في دوري الدرجة الأولى، وكان يفكر في ترك اللعبة، ولكننا قلنا له أن يستمر».

وكم كانت ثمرة هذا الصبر وهذه المثابرة جميلة بعد مرور سنتين فقط! فقد حصل هرنانديز على لقب هداف البطولة المكسيكية العام 2010، وسجل تسعة أهداف في 16 مباراة دولية، وتألق في كأس العالم FIFA، وأصبح أول مكسيكي ينضم لنادي مانشستر يونايتد.

لقد سارع الشياطين الحمر لإتمام صفقة اللاعب الذي يشتهر باسم تشيتشاريتو (حبة البازلاء الصغيرة) في شهر أبريل/ نيسان الماضي، على أن ينضم إليهم بعد جنوب إفريقيا 2010. ويبدو من الواضح أن أتعاب الانتقال التي بلغت 7 ملايين جنيه إسترليني بخست لاعب جوادالاخارا السابق حقه. فهو اللاعب الذي نزل بديلاً في الدقيقة الثالثة والسبعين من مباراة المكسيك الافتتاحية وحول خسارة فريقه إلى تعادل 1-1. ثم عاد من مقاعد البدلاء مرة أخرى في مباراة فرنسا ليتبادل الكرة مع رافائيل ماركيز ويكسر مصيدة التسلل ثم يراوغ حارس المرمى هوجو لوريس ليفتتح التسجيل في المباراة التي انتهت بفوزهم 2-صفر.

ونال اللاعب رقم 14 إعجاب المتتبعين أيضاً عندما شارك بعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني في المباراة التي خسرها منتخب الأزتيك على يد أوروجواي 1-صفر، قبل أن يحرز هدف المكسيك الوحيد في المباراة التي خسروها 3-1 أمام الأرجنتين، حيث شق طريقه بسرعة خاطفة من على حدود منطقة الجزاء متجاوزاً الدفاع وسدد بقوة من الناحية اليسرى للمنطقة لتخترق الكرة الزاوية العليا للمرمى.

وقد قال في حقه السير أليكس فيرغيسون مدرب مانشستر يونايتد: «لقد كان ممتازاً، وأسعدني أداؤه كثيراً. أعتقد أننا سنستفيد بالفعل من خافيير». ولا ريب أن هيرنانديز ترك انطباعاً جيداً منذ انضمامه لزملائه في جولتهم في أمريكا الشمالية التي يستعدون بها للموسم الجديد، وهي الجولة التي ستنتهي بمباراة ودية ضد فريقه القديم في خاليسكو يوم 31 يوليو/ تموز. ويقول لاعب خط الوسط دارين فليتشر: «إنه يبدو بارعاً للغاية ومتعطشاً للغاية. لقد سجل هدفين رائعين في كأس العالم وأعتقد أنه سيشكل إضافة جيدة للفريق».

وأضاف المدافع جون أوشي: «سوف يكون هيرنانديز ورقة رابحة في فريقنا. إنه يبدو بارعاً للغاية حتى الآن، وأعتقد أنه سيسبب الكثير من المشاكل للمدافعين ويسجل بعض الأهداف».

وليس وضع اللمسات الأخيرة هو كل ما يتقنه اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً، فهو قادر على التفوق في المواقف الفردية، وقراءة التحركات الذكية، والوثب عالياً، والقيام بالانطلاقات السريعة. وهو بهذه الميزة الأخيرة يستطيع أن ينعش أداء مانشستر يونايتد ويسعد جماهيره، خاصة في بطولة الدوري التي لطالما كانت فيها الانطلاقات السريعة سلاحاً قاتلاً قضى به أمثال ليس فرديناند ومايكل أوين وتييري هنري ونيكولا أنيلكا على خطوط الدفاع. فرغم أن قلعة يونايتد ضمت خلال عهد فيرغيسون الطويل بعض اللاعبين الأفذاذ في مركز قلب الهجوم، إلا أنها لم تعتمد من قبل على مهاجم أساسي يتمتع بهذه السرعة الصاروخية.

لقد تم تسجيل سرعة هيرنانديز في جنوب إفريقيا 2010 وبلغت 32.15 كيلومتراً/ساعة، وكان بذلك أسرع لاعب في البطولة. إنها السرعة التي انطلق بها خافيير هرنانديز من حافة التقاعد المبكر إلى أكبر المحافل العالمية مثل كأس العالم FIFA ومسرح الأحلام. فهل ستكون هذه السرعة هي ما يلزم مانشستر يونايتد ليفوز بالدوري الممتاز في موسم 2010/2011؟

العدد 2876 - الأربعاء 21 يوليو 2010م الموافق 08 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً