العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ

ماذا بعد اجتذاب موقع الفيسبوك لنصف مليار مشترك؟

إنه كالأسبرين يفيد في كل شيء، وهو على جانب من الأهمية إذا كنت تعتقد في المؤيدين له.

فبعد مرور ست سنوات على تأسيسه ، سوف يصل موقع الشبكة الاجتماعية الفيسبوك إلى رقم 500 مليون مستخدم هذا الأسبوع ويدعم وضعه باعتباره أكثر المواقع شهرة في تاريخ الإنترنت إلى جانب موقع «غوغل» وإن لم يكن أكثرها تأثيرا.

وبدأت الشركة بمشروع برنامج تواصل للطالب الجامعي مارك جوكربيرج الذي صمم الموقع على غرار «المواقع الشخصية» التي تستخدمها المدارس والكليات لتمكين الطلاب من معرفة زملائهم. وقد أوقعه أول مشروع له في مشكلة مع السلطات في جامعة رابطة اللبلاب (مجموعة من ثماني جامعات أميركية عريقة) بعدما اخترق موقع الكلية للحصول على صور الطلاب. إلا أن السلطات تصرفت بعقلانية وأسقطت الاتهامات ضد جوكربيرج بعدما أصبح واضحاً أن الشاب في سبيله إلى تغيير العالم. وعندما تأسس الموقع في فبراير/ شباط عام 2004 كان الفيسبوك في البداية قاصرا على طلاب جامعة هارفارد. ثم اتسع إلى جامعات ستانفورد وكولومبيا وييل ثم إلى كليات أخرى في بوسطن ثم تدريجياً إلى جميع الكليات في الولايات المتحدة.

وكان انتشار الموقع هو دليل واضح على النمو الفيروسي له. فقد استغرق الأمر ثلاث سنوات لتجميع أول مئة مليون مستخدم و225 يوما فقط لاجتذاب المئة مليون مستخدم الثانية.

وتعدى الفيسبوك حاجز الـ 300 مليون في 160 يوماً أخرى وحقق أسرع معدل نمو له عندما وصل إلى 400 مليون مستخدم خلال 143 يوماً أخرى حيث كان يسجل نحو 700 ألف عضو جديد يومياً.

ويبدو أن المعدل الآن انخفض قليلاً حيث استغرق الأمر 170 يوماً لإضافة مستخدمين آخرين ليصل إلى المستخدم 500 مليون.

ومثلما يكافح أي مراهق ليتكيف مع التغييرات في جسمه، فإن الفيسبوك يتشبث بسرعة اتساعه كالشهب مع القفزة عبر الإنترنت لعلاقاتنا وتصفح عاداتنا وصورنا وأفكارنا وتجاربنا وكل وجه آخر وحياتنا الافتراضية والحقيقية.

وقال جوكربيرج في مؤتمر صحافي دعا إليه في مايو/ أيار عقب عاصفة من الاحتجاجات بشأن تغييرات سياسة الخصوصية في الموقع «جانب كبير من التحدي الذي واجهناه هو أننا زدنا من عشرات آلالاف من المستخدمين إلى مئات الملايين».

وأضاف «لقد كان تحولا كبيرا طوال الطريق ولم يكن أبداً الأمر سهلا».

وفي الوقت الذي يمضي فيه الناس المزيد من الوقت على شبكة الإنترنت ويمضون وقتا أطول على موقع الفيسبوك، فإن جوكربيرج أصبح نموذجا لملياردير التكنولوجيا الشاب. ولكنه يزعم إنه لا يهتم بالمال وإنه يرفض بإستمرار أن يتنازل عن السيطرة على الموقع لرجال المال.

وقد رفض تقييم حصته بعدة مليارات من الدولارات في مناقصة عامة أولية حيث طبقا لبعض التقديرات سوف تقدر الشركة بأكثر من 20 مليار دولار.

وحتى أخطاء سياسة الخصوصية الأخيرة التي قام بها جوكربيرج لم يكن دافعها البحث الجشع عن البيانات المربحة، ولكن المزيد من رؤيته عن الشفافية الشديدة وفقا لديفيد كيركباتريك والذي يعد كتابه «تأثير الفيسبوك» واحدا من أكثر الاختبارات المميزة حتى الآن عن الموقع.

ووفقا لكيركباتريك فإن جوكربيرج يرى أن الفيسبوك حركة اجتماعية تكرس نفسها لفكرة الشفافية الصارمة.

ويعتقد إنه من خلال المشاركة في معلوماتنا وحياتنا العامة نصبح أشخاصا أفضل وأقل قدرة على الاستغلال والتآمر والانغماس في النفاق.

وقد يرى البعض في تلك المثاليات النبل وأخرون قد يرونها بأنها مروعة بكل معنى الكلمة. إلا أن معظم المستخدمين سوف يتجاهلون المضامين الإيديولوجية طالما أم الموقع ظل مفيدا أو على نحو أخص طالما أن الأصدقاء يواصلون استخدام الموقع الإدماني. وتواجه سيطرة الفيسبوك تهديدات أخرى. كأن يصبح الشخص مريضا بأكل الكثير من الكعك ، هناك أيضا إحساس متزايد بزيادة عبء الفيسبوك عندما تصبح التجديدات والاقتراحات والرسائل التي لا حصر لها من الأصدقاء أكثر مما يحتمل كما يقول محلل الإنترنت كارمي ليفي.

ويقول ليفي: «من الواضح للغاية أن الفيسبوك لم يعد هواية ولكن له منظره الخاص وقوته الكبرى على الإنترنت العالمي».

وقد أعلنت الشركة انها حققت أرباحا من الإعلانات العام الماضي «وإنه ليس هناك مكان إلا لتحقيق الربح» فيما يتعلق بالمال حسبما يعتقد ليفي. ويتنبأ ليفي بحدوث انخفاض في الأوقات التي يقضيها المستخدمون على الموقع ولكنه لديه فكرة ضئيلة عما إذا كانت أي شركة تكون قوية بما يكفي لإبعاد قاعدة المستخدمين الضخمة للفيسبوك.

ويقول «يوماً ما قد يحل شيء ما محل الفيسبوك». «ولكن إذا حدث ذلك فسيكون شيئاً ما لم نسمع عنه أبدا».

العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:08 ص

      عجبي

      بالرغم من استخدامي للفيس بوك بين فترة وأخرى إلا إني لا أؤمن بأهميته وبامكاني الاستغناء عنه بسهولة. ولكن ما اتعجب له هو التعلق الغريب من بعض الاشخاص به فهل يملك سحرا مغناطيسيا؟

اقرأ ايضاً