العدد 2883 - الأربعاء 28 يوليو 2010م الموافق 15 شعبان 1431هـ

«صور ملتبسة»... الواقع اللبناني بحرينياً

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

السؤال الملح الذي ظل يتردد في ذهني أثناء محاورتي للناقد السينمائي إبراهيم العريس حول آخر كتبه «الصورة الملتبسة» والذي يتحدث عن تاريخ السينما في لبنان، كان بعيداً عن لبنان والهم اللبناني لكنه كان مأخوذاً بالصورة اللبنانية كما رسمها العريس وقدمها.

بحسب العريس، فإن حرب لبنان وضعت اللبنانيين في مواجهة صادمة مع أنفسهم. جعلتهم جميعهم وقبل كل شيء، يقرون بحقيقة كون لبنان، هو في واقع الأمر بلد هويات متعددة. هويات يتوجب علي الجميع الاعتراف بها وقبولها للوصول ببلادهم لبر الأمان. هويات يجب ألا تُخفي وتطمس معالمها، بل أن يطلق لها العنان لتعبر عن واقعها وطموحها وهمومها.

ذلك الوعي الجديد تُرجم في كل تفاصيل الحياة اللبنانية وصولاً للسينما اللبنانية التي كانت تتعثر الخطى حتى اندلعت الحرب وتغيرت القناعات فتغيرت كل الصور. أصبحت لبنان بلد الجميع، جميع الأعراق، جميع الطوائف، كل المذاهب والأديان وكل الهويات.

انطلقت السينما اللبنانية، بُعثت، ولدت من جديد على أيدي هذه الهويات مجتمعة. أبناء لبنان آمنوا أن من حق كل هوية أن تعبر عن ذاتها، أن تترجم طموحاتها ليس واقعاً فحسب بل حتى صوراً سينمائية حالمة. كل الهويات تحركت لتتحدث معبرة عن ذواتها سينمائياً.

لكل هوية إذاً حق في أن يكون لها دور في السرد السينمائي، ليس بالضرورة موثقة لتاريخها أو لبطولاتها أو ما شابه، بل ربما مواجهة لنفسها، ناقدة لذاتها، مترجمة طموحاتها وأحلامها، عارضة همومها، آخذة بيد أبنائها نحو واقع أفضل.

أعود للسؤال الذي مازال يعيق تسلسل أفكاري، هل يمكن استعارة التجربة اللبنانية لتشكيل واقعنا الثقافي الإعلامي والسينمائي؟ البحرين أيضاً بلد هويات متعددة تحتاج لأن تنطلق وتعبر عن ذواتها وتناقش طموحاتها وتخبر الهويات الأخرى عن واقعها.

ويتشعب سؤالي قليلا ليأخذني للفيلم البحريني «حنين» الذي يفترض عرضه قريباً في دور السينما. أقول هل كان عدم الاعتراف بحق الهويات في سرد واقعها هو الفخ والمطب الذي وقع فيه الفيلم؟ هل يمكن سرد تفاصيل تلك الهويات من قبل طرف واحد؟ هل كان سرد واقع الهويات ذاك حالة إيجابية أم سلبية؟

هل يمكن لوجهة النظر الرسمية التي بدا الفيلم ناطقاً بها أن تترجم واقع طموحات هويات البحرين المتعددة وآمالها وأحلامها وهمومها وتطلعاتها وتنقلها؟ صورة يفترض أن تكون موثقة ناقدة زاعمة لصدقية عالية.

هل يمكن ذلك؟ هل نستفيد من التجربة اللبنانية في جعل الصورة البحرينية «غير ملتبسة»؟

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 2883 - الأربعاء 28 يوليو 2010م الموافق 15 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:18 ص

      أختي العزيزة ....... هذا مستحيل،لان:

      لبنان ما فيها:
      --
      تدمير للبيئة البحرية.
      --
      تدمير للبيئة الزراعية.
      --
      سرقة سواحل والاراضي.
      --
      ما فيها تجنيس.
      --
      لذل لا يمكن تطبيق تجربة لبنان على الواقع البحريني.
      --
      هموم البحرينيى ومشاكله ومصائبه وما يحاك به مختلفٌ تماما عنه عند اللبنانيين.

    • زائر 3 | 2:59 ص

      الإعلام الإرهابي

      أختي الفاضلة بارك الله بك وبقلمك....
      الحقيقة المرة إن إعلام في دولتنا الحبيبة غائب عن مستوي المسؤولية لا يمثل هوية وطيبة هذا الشعب وتطلعاتهم بل للأسف يمارس الإرهاب على فئة من أبناء هذا الوطن علانية أكثر من السلاح والمتفجرات من خلال أشخاص مريضة كشفت عن أحقادهم وأثبت الإعلام أن الغلو والتطرف والإرهاب سمة من سماته وصفة من صفاته من خلال ممارسة الإقصاء والتهميش وإسكات الأصوات النزيهة واستعداء ولاة الأمر عليهم من خلال ممارسة الكذب والخداع.

    • زائر 2 | 1:54 ص

      ما هو رايك الشخصي

      السؤال موجه لك اختي العزيزة
      هل تريدين البحرين صورة ملتبسة ام صورة واحدة؟

    • زائر 1 | 12:37 ص

      الإعلام في بلدنا مختطف

      من قال أن الإعلام في بلدنا يمثل ثقافة الشعب ومكوناته ؟ أصلا وظيفة الإعلام في بلدنا مسح كل ألوان الطيف في ثقافة شعبنا وإظهارها بلون واحد هو اللون الأسود الذي يمثل عقلية المتنفذين في هذا البلد.

اقرأ ايضاً