العدد 2883 - الأربعاء 28 يوليو 2010م الموافق 15 شعبان 1431هـ

الفن السينمائي...لا يُـقارع بفتاوى ايديولوجية!

على صعيد الدول الإسلامية مازالت الضجة متواصلة حول إقدام منتج كويتي بتمثيل مسلسل الأسباط وتجسيد شخصيتي الإمامين الحسن والحسين (ع)، حيث تتعالى الاستنكارات بعدم أحقية هذه الجهة بالتمثيل، في الوقت الذي يؤكد المنتج وجود الموافقات الشرعية متمثلة بالفتاوى السنية والشيعية دون تسمية الشيعية، ويتمثل انعدام الأحقيّة كرأي أغلب الجمهور في حرمة التجسيد .
إن رقي السينما الإسلامية يُعرف من تفاعلات الجمهور وتجاذب الحوارات البينية، ذلك لما تترك الساحة السينمائية من مفعولٍ في المشاعر الروحية، ومع قدرة المخرج على إنتاج شخصية تتقبلها جميع الفئات فإنها خطوات متصاعدة للقمم. ولستُ ادري لِمَ الضجيج حول إمكانيـة التجسيد عقلاً، في الوقت الذي تقدمت إيران بتجسيد أنبياء الأديان، باعتبارهم أنبياء مشتركين بينهم كالنبي يوسف (ع) وأيوب (ع) وغيرهما، ومن البديهي فإن مدارك المنتجين الإيرانيين حول إقدامهم لتجسيد أشخاص الأنبياء سيفتح المجال ضده لتجسيد شخصياته الإسلامية، ولعلنا نعلم الرموز التي سعت لها سينما إيران من تجسيدهم؟ نعم، فلماذا الأمر مفتوحٌ للأديان الأخرى في إظهار الأنبياء بالفن الديني الذي يمتلكونه في ضوء غياب الفن الإسلامي عن تمثيله.
إننا إذن في ساحة من الإبداعات المتبادلة، ولعلنا نسترشد بالمثل القائل: هذا الميدان يحميدان، إنه التنافس نحو الظهور الأكمل، كُـل قلبٍ وعقلٍ له قدرة التمييز بين الأعمال الفنية اليوم، أنا لا أمنع المنتج عن تجسيد الإماميين، فـ الساحةُ ليست مُلكي والفنُ للجميع، وكما دخلت إيران المجال فالآخرين سيدخلون.
لستُ في مقام انتقاد بيان تجمع ثوابت الشيعة في دولة الكويت، إلا أن أسلوب النهي الذي أصدره، جعل نفسه أمام المثل القائل: كُل ممنوعٍ مرغوب، أستطيع أن أنتقي المشترك الأساسي من البيان وتوافقه مع الفتاوى الإسلامية الشيعية، فهي تدعو إلى مراعاة مستلزمات التعظيم والتبجيل، ولم يشتمل على ما يسيء إلى صورهم المقدسة في النفوس، الأمر الذي يلزم وجود هيئة فنية شيعية وسنية مثلاً تشرف على تكامل شخصية الإمامين (ع) والصحابة (رض).
ثم إن الانتقادات لم تتوقف عند هذا الحد، فذكر شخصية عبدالله بن سبأ أثارت الرأي العام لاسيما تجمع ثوابت الشيعة، ونحن إذ نتمنى من الإخوة التريث، فمادامت المعتقدات متداولة لا نستطيع أن نمنع، إنما نمتلك الوسيلة الفنية لمقارعة ما يُقدم!، اعطني ما لديك أعطيك ما لديّ!، اعمل ونافس فالـميدان فيه الشيعي والسني والمسيحي واليهودي وغيرهما.
 

العدد 2883 - الأربعاء 28 يوليو 2010م الموافق 15 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً