العدد 850 - الأحد 02 يناير 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1425هـ

الطائفية المفلسة... الخيار الأميركي الجديد

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

لم يكن في حسابات الإدارة الأميركية قبل غزوها العراق أن ثمة مقاومة مسلحة يمكن أن تحدث ضد قواتها، وهو الأمر الذي أربكها، وجعلها تغير كثيرا من خططها التي رسمتها لإدارة العراق بعد إسقاط النظام السابق.

اختبرت أميركا كل معداتها العسكرية والسياسية لتضعف الشعب العراقي ولتحقق أهدافها الخاصة في العراق، لكنها فشلت وقررت تجريب آخر أسلحتها وهو "الطائفية". إذ رأت أن هذا هو الجانب الوحيد الذي يمكن اختراقه لتفكيك الوحدة. لذلك تعمدت قوات الاحتلال الأميركي بداية أن تشكل مجلس الحكم الانتقالي تشكيلا طائفيا، بناء على دعاية الغالبية "السنة والشيعة". وهذا التشكيل الطائفي للمجلس انسحب عليه توزيع الحقائب الوزارية بالتشكيل نفسه.

كما اغتيلت رموز، وهدمت مساجد ودمرت مدن لكلتا الطائفتين. واختلقت مشكلات زعم أن مقتدى الصدر وراءها، وأخرى جرائم بشعة ارتكبها أبومصعب الزرقاوي وأتباعه. من وراء هذه الحوادث؟ إلى الآن يبقى الجواب افتراضيا، ولكن كما جرت عليه العادة عند المختصين الجنائيين أن يقال: من هو المستفيد من هذا الحدث؟ لأن المستفيد هو الذي توجه إليه أصابع الاتهام بالدرجة الأولى.

وهذا يدفعنا إلى القول إن هناك عدة جهات يمكن أن تكون مستفيدة من هذه الحوادث، ومن ثم يمكن القول إنها كانت وراء حدوثها، ومنها "الموساد" الإسرائيلي الذي يوجد بكثافة في العراق الآن. أما الافتراض الثاني فهو بعض الدول المجاورة للعراق التي ترنوا لكسب ود صديق معين. أما الأخير والأكثر ترجيحا فهو أن تكون القوات الأميركية هي التي تقف وراء هذه الحوادث لتأجيج نار الفتنة بين العراقيين؛ وذلك لتشتيت قوة المقاومة. فهل يدرك العراقيون ذلك؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 850 - الأحد 02 يناير 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً