العدد 851 - الإثنين 03 يناير 2005م الموافق 22 ذي القعدة 1425هـ

فلنجرب المشاركة في العام 2006 بعد أن جربنا المقاطعة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

المقابلة التي نشرت يوم أمس مع السيدفضل الله لقيت صدى واسعا في الوسط البحريني. وتفاجأت ان هناك عددا كبيرا يؤيد خيار المشاركة في البرلمان. اعتقد أن دعاة المشاركة يجب ان يعبروا عن آرائهم من دون خوف، فالساحة البحرينية ساحة تعددية يجب ان تروض على قبول الآراء الاخرى وخصوصا اذا كانت تعبر عن رأيها بوطنية وعرفت بالمواقف الداعمة للناس. اعتقد أن من حق المشاركين ان يعبروا عن رأيهم بكل جرأة وبلا خجل او خوف، تماما كما ان المقاطعين عبروا من موقفهم طيلة هذه الفترة، فالساحة ليست حكرا على أحد وليس لأحد أن يفرض على الناس رأيه.

دعونا نتعاطى مع الملفات الوطنية بروح رياضية، ولكل انسان ان يعبر عن رأيه... قد نتلاقى، قد نختلف ولكنا نلتقي على حب الناس وحب الوطن، وكلنا ولدنا في مناخ سياسي واحد. كمراقب للوضع السياسي في البحرين أجد أن المقاطعة كانت خيارا غير صائب، وعبرت عن ذلك أكثر من مرة ولكن لم اسمح لنفسي ان اضع احدا في خانة التخوين، وان امارس عليه آليات الفرز، بل اتفهم آراءه واقدرها لكن يجب أيضا أن أعطى أنا أو القطاعات المتبنية لهذا الخطاب الفرصة ذاتها، والحرية من ابداء آرائنا. لهذا سأقوم بالتعبير عن ذلك عبر هذه المقالات، وكذلك سأقوم بالتحالف مع كل راض بالمشاركة بعرض البرامج وكتابة مشروع المشاركة وكما قال السيد فضل الله "فلتعط الحرية للجميع"، ومن لا يريد المشاركة وسيلتجئ إلى خيار العرائض فله الحق في ذلك وله كل الاحترام، ومن يطالب الناس والمثقفين بالمشاركة فله الخيار في ذلك، ولنحتكم إلى الديمقراطية النخبوية والشعبية ايضا.

السيدفضل الله كشخصية كبيرة في الساحة لم يكن مشجعا على خيار المقاطعة وامثاله كثر. وعندما ذهبت إلى لبنان التقيت نوابا بعضهم مسيحيون وبعضهم مسلمون سنة وشيعة، وكانوا يتعجبون من موقف المعارضة بعدم المشاركة، وكذلك الاخوة في الكويت نصحوا المعارضة بالمشاركة، كما اني التقيت مفكرين كبارا لهم تجربتهم وكلهم قالوا: "انكم ستهمشون انفسكم لو قاطعتم" مثل المفكر السوداني السيد محمد ابوالقاسم وكذلك نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري، وكذلك السيدهاني فحص الذي كان يقول ما قاله السيد فضل الله ذاته: لماذا تهمشون انفسكم؟

والتقيت اقطابا من المقاومة في لبنان وكان رأيهم الرأي ذاته، هذا اذا اضفنا كل هذه الأقوال إلى اقوال مجموعة كبيرة من المثقفين البحرينيين من السنة ومن الشيعة ومن الوطنيين اضافة إلى علماء هنا وعلماء هناك.

ليس من المعقول ان نحجر على كل هذه الآراء ولا نقبل بتوصيلها إلى الجمهور. دعونا نعرض على الناس كل الآراء حتى نكون ديمقراطيين في موقفنا، واعتقد ان خيار المقاطعة اعطي كل مساحة الحرية من منابر ومآتم ومساجد وإعلام وبيانات، وقد اخذ فرصته الكافية وله ان يواصل ذلك مستقبلا وحتى حاضرا. ولكن من حق الخيارات الاخرى أيضا ان تأخذ المساحة ذاتها. كان بالإمكان ان يكون رئيس البرلمان من المعارضة وان تكون هناك مقاعد كثيرة للمعارضة، وان تحرج الحكومة في بعض الملفات مثل ملف التأمينات والتقاعد والفساد المالي والإداري، وان تدفع باتجاه تحقيق ورفع معيشة الناس ولو نسبيا مثل البونس وغيره، وكان بإمكاننا ان ندفع باتجاه الضغط نحو حل ملف الاوقاف وملف الكهرباء وملف التجنيس، لو لم يكن إلا من اجل إيجاد ولو ربع الحل. ولكن الذي حدث كان بمستوى الكارثة.

رئيس البرلمان الحالي يلوح بإيجابية خفض رواتب المواطنين ولكنه لا يطالب بخفض مناقصات البناء التي ترسو من قبل الدولة على كبار المسئولين في الدولة أو في البرلمان... واصبح التيار المسيطر في البرلمان هو التيار السلفي. البرلمان ليس هو الحل ولكنه مادام قائما فيجب ان يكون للمعارضة صوت فيه. والناس تسأل اليوم اين هم المترافعون عن توفير الخدمات الاسكانية والوظيفية عن الناس. النواب كل واحد يشتغل لجماعته - اي غالبيتهم - في حين اننا اصبحنا خارج اللعبة وعلى الرصيف - كما قال فضل الله - ومحرجون أمام قواعدنا الشعبية. الصحافة مارست دورا كبيرا في تلبية حاجات الناس، فكيف لو اصبحت المعارضة في البرلمان وفي الصحافة وفي النقابات و...

بدوري اقول: خيار العريضة الشعبية سيعاود كرة العريضة السابقة. الحل: جربوا حظكم في خيار المشاركة وسترون انكم بمستوى الحدث، وفي المعارضة بما فيها "الوفاق" شخصيات قادرة على الترافع لأجل الناس عبر البرلمان وفيها الخير والبركة. ارجو قراءة المقابلة التي أجريت مع السيد فضل الله ونشرت يوم أمس بكل تمعن

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 851 - الإثنين 03 يناير 2005م الموافق 22 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً