العدد 858 - الإثنين 10 يناير 2005م الموافق 29 ذي القعدة 1425هـ

الصحافة والسياسة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

ليس مستغربا أن تشق المرأة العربية اليوم طريقها في مجالي السياسة والصحافة وهما - في واقع الأمر - مجالان ترتكز عليهما فروع أخرى ذات علاقة بالعمل الدبلوماسي والإعلامي.

فهذا النهج مثلا بدا واضحا أكاديميا وعمليا في الغرب من خلال التخصصات التي تطرح في جامعاتهم التي تركز في الأساس على تطوير حس الإبداع والثقة بالنفس في هذه المجالات المذكورة، على عكس ما نلمسه في مجال تعليم وتطوير ذلك في جامعات بعض الدول العربية.

وبسبب تطوير هذا الحس فقد انعكس ذلك على اختيارات المرأة الغربية وتعزيز خطواتها بثقة في مثل هذه المجالات التي ظلت فترة طويلة حكرا على جنس الرجل.

وإن أردنا أن نستشف ما حققته المرأة الأميركية على سبيل المثال في مجال الصحافة التي نشطت فيها مع ثلاثينات القرن التاسع عشر، إذ بدأتها في مجال الصحافة السياسية لتنتقل في مجالات أخرى.

فالأميركية "آن رويال" عملت محررة لشئون الكونغرس ومن ثم عملت في تغطيات المحافل السياسية الأخرى لتنتقل بعد ذلك في مجال التغطيات الاقتصادية مع شركات النفط.

هذا المثال وغيره يعبر عن مدى أهمية التطور المهني والتخصصي في مجال العمل الصحافي، إن لم يكن بعيدا عنه المجال الإعلامي.

فالصحافة والعلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية والإعلام جميعها تخصصات مترابطة مع بعضها بعضا... وأذكر تماما عندما كنت طالبة أدرس جميع مقررات هذه المواد في الجامعة في لندن... كيف أن أساتذتي كانوا يركزون على أهمية ترابطها وخصوصا فيما يتعلق من ناحية التحليل والبحث. وإنها مواد لا يمكن التقليل من شأنها فهي علم وتخصص يدرس بأوسع أبوابه في الغرب ويحسب له ألف حساب، على عكس ما هو موجود ومطبق في بعض جامعاتنا المحلية والعربية... إذ إن مواد الإعلام لاتزال غير مواكبة للتطورات الحالية ولا تفتح آفاقها التحليلة والتقنية كتلك التي تتوافر في جامعات الغرب.

ولا يخفى اليوم ما حققته المرأة العربية في مجال الصحافة والإعلام، وإن كان مجالا الدبلوماسية والسياسة لايزالان في طور النمو فإن ذلك لا يمنعنا من القول إنها اليوم تدير دفة العمل الصحافي في مختلف المجالات، فهي إما مراسلة للحدث أو رئيسة لأقسام التحرير أو رئيسة تحرير تقود عجلة العمل الصحافي أيا كان طبيعته ليتصدر اسمها صحافيا وإعلاميا، وقد تكون تغطية الانتخابات الفلسطينية أمس الأول خير شاهد على ما وصلت إليه المرأة العربية في هذا المجال الذي بدت فيه منافسا قويا للرجل

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 858 - الإثنين 10 يناير 2005م الموافق 29 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً