العدد 873 - الثلثاء 25 يناير 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1425هـ

رجال التأثير والخوف من المقصلة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

علينا أن ننتبه لاخطائنا في السياسة قبل فوات الأوان فما تفقده اليوم لا تستطيع ارجاعه غدا لان لكل موقف تداعياته وآثاره الباقية. السياسة لا تناقش بالاحلام وبأساليب الطماطم والبيض الفاسد. هذا البيض لن يرجع حقا ولن يكسبنا مكاسب. الناس تبحث عن مشروع عمل وخطة وطنية مدروسة وليس عن شكليات. ليس عيبا ان نخفق في موقف هنا أو موقف هناك ولكن العيب ان نسير في الاتجاه الخطأ. دعونا دائما نكرر بعد كل حدث "ثم ماذا؟"... هل وراء ذلك انجاح لملف من ملفات الناس؟ ام انه مجرد اثارة عابرة لن تقدم شيئا ولن تؤخر وهذا يدخلنا في قضية مهمة وهي: لماذا لايزال المثقف البحريني ورجل الدين البحريني والفنان البحريني يخشى ان يقول كلمته، ان ينصح الناس والحكومة بلا خوف؟ متى سيخرج المثقف من شرنقة السياق الجمعي؟ المشكلة التي نعيشها في البحرين ان القلة هم الذين على استعداد ان يقولوا كلمتهم ويتحملوا رشق الحجارة في سبيل مصلحة الناس. فعلا هناك اكثرية صامتة مازالت تخشى من ان تصرح عن موقفها في أية قضية من القضايا مخافة ان توضع في خانة التخوين او تكون لقمة سائغة في متناول حديث المجالس.

ثقافة الصمت هي التي تجعلنا نتراجع، فلابد من كسر التابو ولنتكلم في كل ملف بلا مجاملة سواء مع الحكومة أو مع الناس. أضرب مثالا: الأوقاف. فلنقل للحكومة - ناصحين - ان الاوقاف الجعفرية اختطفت ذات يوم الى اللا عودة... ملايين الدنانير لا نعلم عنها... لماذا الحكومة صمتت؟ ماذا ستفعل بعد تقرير ديوان الرقابة... والسؤال: لماذا صمت القوم؟ لماذا صمت الناس وهم يقيمون الدنيا ويقعدونها على امور عادية؟! هذه هي ايام محرم على الابواب وسنلتقي مع الحسين "ع" فماذا سنقول له؟ هل سنقول اننا لم نضغط ولو بضغط بسيط لصالح الوقفيات التي تمتد إلى طول البصر؟ مر عام من فتح ملف الاوقاف عبر الصحافة تحركت مياه وتبدلت أمور لصالح الوقف لكن ليس بالمستوى المطلوب، ذلك لأن ثقافة "فلسطينيين أشد من فلسطين، وعراقيين اشد من العراق" هي السائدة!

بعض الإخوة يسألونني هل ستتطرق هذا العام إلى ملف الاوقاف عبر المنبر الحسيني؟ فأقول لهم: لا. لقد كفيت الجميع مؤونة ذلك فقد قمت بالاتصال بأصحاب المآتم الذين اتفقت معهم على القراءة واعتذرت لهم عن عدم قدرتي هذا العام - وربما الاعوام المقبلة - على القراءة، لكني سأتطرق إلى الموضوع من زاوية اخرى.

اقول: ان ملفات الفساد الاداري والمالي والبطالة والتمييز والطائفية والمشاركة... كلها ملفات مهمة ولكن طريقة حلها لا تكون بالاسلوب العاطفي، بل يكون عبر خطة عمل ودراسة ميدانية وفريق عمل، وهذا ما نفقده ونحن بحاجة إليه. الملف القوي اذا لم يعالج بأسلوب علمي وواقعي ومعرفي يؤدي إلى تعقيده وتأخير حله. عود على بدء اقول: هل سترتفع اصوات اخرى تعمل على تعديل البوصلة الوطنية متحملة النقد في سبيل المصالح العامة أم سيكون خطابها خائفا ولا يطرح إلا في الغرف الضيقة؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 873 - الثلثاء 25 يناير 2005م الموافق 14 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً