العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ

العرس الديمقراطي

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

حقيقة نهنئ الشعب العراقي بهذا العرس الانتخابي، فقد قرر العراقيون استعادة بلادهم. .. انه يوم تاريخي وبداية تحول في المنطقة... وتبقى المقولة ماثلة: العرس لم يفسد. ويبقى السؤال: من افسد عرس من؟ العراقيون افسدوا بإصرارهم عرس الاحزمة الناسفة، ففي صحيفة "الحياة" نشر خبر عن شاب بترت ساقه بسبب عمليات العنف إلا أنه أصر على الاقتراع وجاء العنوان "بترت ساقه فانتقم بالاقتراع". وذكرت القنوات الفضائية أن زوجا فقد زوجته فقال "فداء للعراق" وكذلك شخص فقد ولديه أثناء التفجيرات فقال: "الأول فداء للعراق، والثاني فداء للإسلام والمراجع".

اذا، هو عرس وان تلون بالنجيع ورحم الله شوقي إذ قال:

وللحرية الحمراء باب

بكل يد مضرجة يدق

لن نسرف في التفاؤل كثيرا، ولكن على رغم كل الظروف يبقى العراق سائرا نحو السكة الصحيحة. ففي عهد صدام لم تكن الانتخابات تعني أحدا حتى العراقيين أنفسهم. اليوم هي مالئة للدنيا وشاغلة للناس، وذلك لأنها أول مرة يتم فيها تصويت وانتخابات بكل هذا التحدي. رغم الموت، رغم الاشاعات رغم شبح الدم فإن العراقيين اصروا على الذهاب وبأطفالهم غير عابئين. وخيرا فعلت دول الخليج والدول العربية عندما دعمت الانتخابات وبثت الدعايات الاعلامية عبر قنواتها فالرسالة واضحة... لا احد يصلح بالخطابات المفخخة، الناس تبحث عن التعددية للجميع... من حق البشرية ان تعيش بلا إرهاب وبلا مقابر جماعية. في السابق حتى الموتى كانوا يبايعون القائد صدام حسين صاحب الاجماع الشعبي في الانتخابات 100 في المئة.

العراقيون لن ينسوا موقف جلالة الملك باحتضانه القيادات العراقية، وانه موقف كبير آخر أن يرسل برقية تهنئة إلى الرئيس الياور للنجاح في الانتخابات ولانتصار الديمقراطية بعد سقوط الدكتاتور كما وصفه سمو ولي العهد في مقابلته في محطة "السي ان ان" عندما قال: "تخلصنا من دكتاتور في المنطقة، ومشاركة الشعب ستقود إلى الاستقرار".

اذا البحرين - حكومة وشعبا - تبارك للعراق كل العراق سنة وشيعة واكرادا وتركمان، لعراق التعددية وليس المذهبية، لعراق الوحدة الإسلامية والعربية. لا احد يطمح إلى سلطة مذهبية، دعونا نكبر على الشرنقات المذهبية ولندع إلى مبدأ تكافؤ الفرص فالرئيس العراقي الياور اثبت حكمته والجعفري اثبت نضجه وعلى العراقيين ان يستثمروا النصر باستقطاب كل الفئات، وان يعطوا مثالا حيا للدولة التعددية فلا الدولة الصفوية نفعت الشيعة، ولا الدولة العثمانية نفعت السنة. النجاح الكبير عندما لا تكون هناك طائفية أو تحزب أو قمع. دعوا الناس تختار، وفي كل انتخابات سيكون الفائز حزبا على طريقة الغرب، فالاحزاب هي التي تحكم وتبقى للعراق خصوصيته الإسلامية. دعونا ننصر الاعتدال والتسامح والمنهج الإنساني ولندع العراقيين يحكمون أنفسهم حتى إزالة الاحتلال

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً