العدد 890 - الجمعة 11 فبراير 2005م الموافق 02 محرم 1426هـ

موسم الإمام الحسين في البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

موسم عاشوراء بدا في أجمل صوره هذا العام. .. المناطق والأحياء والقرى ازدانت بأعلام عاشوراء، وكل قرية وكل حي يعرض خدماته على حب الحسين "ع". وجديد هذا العام هو تطوير الجوانب الجمالية، اذ بدأت فكرة "المرسم" تنتشر إلى القرى بعد أن بدأت في أحياء المنامة القديمة قبل أربعة أعوام، كما أن الخيام التي توفر عددا من الخدمات بدأت تنتشر ومعها "نافورات" و"قنوات مياه" تمثل النهر الذي استشهد بجنبه الحسين عطشانا في العام 680م... كما وازدانت المناطق بالشعارات الحسينية مع زيادة ملحوظة لـ "الرمزية البحرينية". المواكب والمآتم تتنافس فيما بينها على العطاء المميز من ناحية الخطابة والرواديد، حتى ان عددا غير قليل من المآتم استعان بـ "الخبرات العراقية" في هذا المجال.

باختصار... البحرين بدأت احتفاليتها التي ستستمر حتى نهاية عاشوراء، وفي هذا الموسم ستعود أحياء المنامة القديمة الى بحرينيتها، لأنك في الأيام العادية تتصور نفسك في الهند... أما في عاشوراء فإن ذكرى الحسين "ع" هي ايضا ذكرى "المنامة البحرينية" التي تكاد تختفي مع الأيام.

ذكرى الحسين تتكرر، ولكن الخطباء النوعيين لا يقتصرون على سرد القصة، وإنما يوصلونها بواقع الناس وقضاياهم، ويستوحون من الحسين دروس الحياة الكريمة.

ولد الإمام الحسين في المدينة المنورة في العام الرابع للهجرة النبوية الشريفة "626م" وعاش مع جده رسول الله "ص"، وقاتل مع أخيه الحسن "ع" في الجيش الإسلامي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب "رض"، وعاصر حكم والده الإمام علي "ع" ومن ثم ما حصل لأخيه الحسن مع معاوية بن ابي سفيان عندما اتفق الطرفان على حقن دماء المسلمين بحسب اتفاق للصلح بينهما.

عندما استشهد أخوه الحسن مسموما كتب أهل العراق إلى الإمام الحسين يدعونه إلى الخروج على معاوية، لأن الاتفاق لم يتم الالتزام به، إلا أن الحسين رفض مشيرا الى إن بنود اتفاق الصلح تمنعه من ذلك حتى لو ان الطرف الآخر لم يلتزم بروحه.

في العام 680م توفي معاوية بعد أن أمر بتولية ابنه يزيد حكم الدولة الإسلامية، وسارع يزيد بن معاوية إلى ارسال كتاب إلى الوليد بن عتبة بن ابي سفيان "والي المدينة آنذاك" يأمره فيه بانتزاع البيعة من الإمام الحسين. وتبدأ أولى فصول الثورة الحسينية عندما يطلب الوليد "بحضور مروان بن الحكم" من الحسين إعلان البيعة ليزيد... يرفض الحسين نقاش موضوع البيعة في السر، ويطلب الانتظار حتى يجتمع الناس... يوافق الوليد على ذلك، ولكن مروان بن الحكم يتدخل فيقول للوليد: ان خرج الحسين من المجلس من دون بيعة فلن تحصل عليها أبدا، ويقترح عليه سجن الحسين حتى يعلن البيعة، فإن رفض فالقتل في السجن... يرد عليه الحسين متحديا، ويخرج من المجلس من دون أن يعلن بيعته "كان الحسين استعد لمواجهة صغيرة في هذا المجلس"... بعد يومين من تلك الحادثة غادر الحسين المدينة الى مكة ليبقى فيها نحو ثلاثة أشهر شارحا موقفه للمسلمين وداحضا فكرة تولية يزيد وما يستتبع ذلك من انحراف في نهج الدولة الاسلامية.

في الاثناء، وفي العراق، يجتمع كبار أهل الكوفة في منزل "سليمان بن صرد الخزاعي" ويعلنون تأييدهم لرفض الحسين مبايعة يزيد، وثم يقررون إعلان البيعة للحسين ويقررون ايضا ارسال كتب تدعوه الى الكوفة لتسلم أمرها "ومن ثم تسلم أمر الدولة الإسلامية" ... وهكذا تنطلق فصول الثورة ... قصص عدة يعيد قراءتها الخطباء كل عام على مسامع من يشارك في موسم العاشوراء... وبين كل قصة وأخرى ألف عبرة وعبرة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 890 - الجمعة 11 فبراير 2005م الموافق 02 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً