تعود مرافئ الى ابحار نتمنى أن يكون مختلفا. .. إبحار يشدنا للنظر الى عمق المكان والفكرة والنصوص.
لا أملك إلا أن أحيي الشاعر الفذ والمختلف عبدالله حماد على قصائده التي تبعث فينا الكثير من الفرح والخجل في نفس الوقت. الفرح لأنها تقول ما كنا نتمنى قوله، والخجل لأننا نكتب بصورة تجعلنا نبدأ من تحت الصفر، لنتعلم حالا من الاحتراق والتوقد واليقظة التي توفرت لهذا الشاعر الاستثنائي دون غيره من شعراء ليس في مملكة البحرين وحسب، بل في دول الخليج العربية، اذ توفرت له الكثير من الإمكانات العفوية التي تثير فيك حالا من الإدهاش. لا أحتاج للقول: حافظوا على مكانة هذا الصوت الحر ففيه حفاظ على مكانتكم، إن كانت لكم صلة بالشعر.
بيت يتيم أول:
يجيك من المدى سجن وقيود أحيان يا طيري
ويجيك من القفص يا طير أكثر من مدى فيني
القراءة التي قدمها الزميل الشاعر جعفر الجمري في العدد الماضي لعدد من الأصوات الشعرية الخليجية ومن بينها صوتان بحرينيان جميلان، تكشف عن حاجة كبيرة لمثل تلك القراءات التي تكاد تفتقر اليها معظم الصفحات والمطبوعات في دول المنطقة. لسنا بحاجة الى فذلكة واستعراض امكانات على مستوى اللغة لكي نتعامل مع نص من النصوص أو تجربة من التجارب، بقدر ما نحن بحاجة الى وقفة صادقة وعفوية وبسيطة أمام عدد من النصوص التي تستحق تسليط الضوء عليها وتقديمها بالشكل الذي يخدم العملية الإبداعية برمتها.
بيت يتيم ثان:
تجي كنك مهيا للشجن والحزن والحرمان
تجي وان جيت كنك مدبر بالهم واعرافه
العدد 911 - الجمعة 04 مارس 2005م الموافق 23 محرم 1426هـ