العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ

الانسحاب السوري

وجهة نظر

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

وهكذا يبدأ العد التنازلي للوجود السوري في لبنان، وهو الانسحاب الذي كان من المفترض أن تعيه القيادة السورية قبل أن تتطور الامور وقبل أن يصدر القرار . 1559 بداية كان الحديث عن تمديد فترة الرئاسة خلافا للدستور، وكانت الضجة المحلية والاقليمية والدولية، وهو ما وفر مبررا لمن يعادي سورية بأن يثبت للآخرين بأن السوريين يتعاملون مع الامور كما لو ان ما يجري من حولهم لا يعنيهم في شيء.

التصريحات تلو التصريحات كانت تطلق على أساس أن القرارات الصادرة من الامم المتحدة لا تعني شيئا لسورية، والتصريحات تلو التصريحات تطلق كما لو ان لبنان سيبقى يدور في الفلك السوري بعد كل ما حصل في العراق وفي المنطقة. القيادة السورية كان بإمكانها ان تتحاشى ما جرى لو انها استمعت الى رأي من يحبونها ولم تصر على تمديد فترة الرئاسة بعكس ما ينص عليه الدستور اللبناني. كان بالامكان أيضا ألا تتورط سورية في زاوية ويبدو للبنانيين وغير اللبنانيين وكأن الامر يتعلق بتكسير الرؤوس.

كان هذا هو الحديث الذي يدور قبل أن تتطور الاوضاع وقبل اغتيال رفيق الحريري. الموضوع اختلف الآن، وسواء كانت إحدى الجهات المحسوبة على سورية لها علاقة أم لا علاقة لسورية بأي شيء يرتبط بالحريري وماحدث أخيرا، فإن الخطاب السياسي يجب ان يتغير كثيرا، أكثر مما سمعناه في الايام الماضية، لكي تنجو المنطقة من هزة أخرى في عاصمة عربية اخرى.

القيادة السورية مدعوة الى أن تستجيب لنداءات الامير عبدالله بن عبدالعزيز والى نداءات اصدقائها قبل ان يفوت الاوان، والاستجابة الحقيقية هي في الانسحاب الكامل بحسب جدول زمني يكفينا شرا آخر. أملنا في ألا تكون النصائح التي نسمعها حاليا هي ذاتها النصائح التي وجهت الى بغداد قبيل احتلالها... وعلى رغم ان موضوع الغزو أو الاحتلال ليس واردا فيما يتعلق بدمشق، ولكن ربما ان الاساليب المتوافرة حاليا لدى الآخرين لا تحتاج الى غزو عسكري أساسا

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً