العدد 915 - الثلثاء 08 مارس 2005م الموافق 27 محرم 1426هـ

الدولة + المجتمع المدني + التجار = القضاء على الفقر

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

كرامة الإنسان هي من الواجبات التي يجب على جميع الحكومات والأفراد احترامها. .. والتزام حفظ ماء الوجه كذلك من صميم احترام الذات الإنسانية في التعامل مع البشر، فالفقر مثلا هو مرض عضال جدا يجب على الكل التكاتف والسعي إلى قتله وإن أمكن نحره كما يفعل الزرقاوي وأتباعه وموالوه! كون الفقر النقيض المباشر، بل العدو اللدود للتنمية البشرية التي تنادي بها الدول العربية وغير العربية وهي من أكبر المواد التي تتغنى بها دول العالم الثالث تحديدا كونها مصدرا من مصادر احترام الإنسان بشكل مباشر ومن غير أي لف أو دوران، وإن تغنت دول العالم الثالث بالتنمية البشرية وهي من متتبعي الديمقراطيات العريقة في العالم الأول فهي تريد أن تقول للمجتمع الدولي وجميع منظمات حقوق الإنسان إنها تستغل قدرات الطاقة البشرية أمثل استغلال وهي وسيلة ناجحة في الوصول إلى تحرير القدرات البشرية.

ولو اتجهت الحكومات التي تهتم بتجميل واجهتها من خلال نشر ثقافة الاهتمام المفرط بالتنمية البشرية واستغلال الطاقات البشرية واحترامها، أي بمعنى آخر ألا وجود للفقر وللفقر المدقع بين صفوف مواطنيها كون التنمية البشرية الرديف المباشر للفقر بأسبابه ومسبباته، هي لو اتجهت إلى محاربة الفقر والاعتراف بوضع خطة مباشرة وصريحة لمحاربة الفقر بعيدة المدى من خلال تعاون الدولة المباشر من تسهيل المهمات ومن جهة أخرى إعطاء المجتمع المدني الفرصة المناسبة لمساعدة الدولة في القضاء على الفقر بمعية القطاع الخاص الذي يصرخ من ويلات العقبات التي تضعها الدولة له والتي تنتج سلبا على المواطنين وبالتالي هي لا تساهم البتة في حل قضية الفقر وتوابعها.

لو تعمقنا أكثر في مسألة تعاون هذه المحاور الثلاثة سنجد أن الهوة بينهم جدا متباعدة، فالدولة لا تتجاوب مع مؤسسات المجتمع المدني عندما تتكلم عن فئة المحرومين والفقراء في البلد وتطالب بحقوقهم أو هي تعرض حالاتهم، بل وتجعل هذه المؤسسات المدنية في "حيص بيص" عندما تحاول طرح هذا الملف كون الدولة ينتابها إحساس بأن هذه المؤسسات تتدخل في شئون "الدولة" الخاصة، علما بأنها تطرح القضية من منظور اجتماعي فتنعكس هذه الرؤية بشكل مباشر جدا على أولياء القطاع الخاص الذين يذوقون المر من جراء هذه القطيعة والتي تنصب مهمتهم في المساهمة الفعالة في تهيئة الظروف الاقتصادية التي تجابه الفقر، فلا هم يستطيعون أن يتحالفوا مع مؤسسات المجتمع المدني فيحسب عليهم أنهم معارضون ومشاكسون كما أصبح متعارفا عليه! وإن حاولوا التحالف مع الدولة فيحتاجون إلى أن يثبتوا على الدوام حسن النوايا من جهة واحدة فقط ألا وهي جهة التجار فقط!

فتعاون جميع هذه المحاور مع بعض بشكل انسيابي متكامل هو سبيل واضح وجاد للقضاء على الفقر في مجتمع صار الفقر سمة من سماته، وصار الفقر ينخر فيه، ووصل إلى درجة من الحال أن يتمادى من كونه أحيل إلى ظاهرة يجب فتح الجرح فيها وعلاجها بشكل صحيح واستئصال ما يمكن استئصاله سبيلا لعلاج هذا المرض، فمتى تتكاتف هذه الأيدي وتعمل جادة على القضاء عليه قبل أن يفوت الأوان أكثر مما فات؟

إضاءة

مازلت أنا وزوجتي ومثلنا كثر من المواطنين عندما نريد أن نخرج في عطلة نهاية الأسبوع لا نجد خيارات غير اللف والدوران في السيارة إلى أن يأتي علينا الليل ونرجع إلى بيتنا بخفي حنين نناقش انعدام أو شح الأماكن "المحترمة" التي يمكن لنا أن نزورها فلا سياحة داخلية... متمثلة في شواطئ ومنتجعات عائلية... ولا حدائق عامة تصلح للاستخدام الآدمي

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 915 - الثلثاء 08 مارس 2005م الموافق 27 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً