العدد 917 - الخميس 10 مارس 2005م الموافق 29 محرم 1426هـ

عدسة على موسم عاشوراء

محمد المخلوق comments [at] alwasatnews.com

تناولت في مقال سابق بعض الوقفات العاشورائية التي لاحظتها في موسم عاشوراء هذا العام، واليوم أطرح نقاطا وملاحظات أخرى، والغرض من اثارتها هو تسليط الضوء لتتم المعالجات من قبل الاخوة بما يصب في مصلحة المناسبة.

موكب ذي الجناح و"حرم الحجاج"

لاحظت - كما لاحظ آخرون صارحتهم - بأن موكب ذي الجناح لهذا العام يشهد حضورا متميزا في كل المناطق والانحاء التي زرتها، وذلك باعتقادي يعود إلى شعور بعض الناس ببعض الإحباط مما تعيشه بعض المواكب من إفراط في التركيز على اللحن بما لا يفقه معه المعزي شيئا أحيانا، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن روعة القصيدة المرددة - بلاغة ونظما وعاطفة - هو ما يجذب آخرين وأنا منهم، فلا أمل من سماع هذه القصيدة والتفاعل مع براعة تصوير الدمستاني لواقعة الطف فيها، كما أشعر بالغبطة وأنا أعزي وأردد مع الشيوخ والطاعنين المواسين لآل البيت عبارة "واويلاه أي واحسيناه" فأحس من صميم القلب بعميق التفاعل، ولا أخفيكم أن تعلقي الشديد يعود أيضا إلى ارتباطنا بهذه القصيدة التي تعد تراثنا، وشاهدا على تاريخنا الولائي لهذه العترة الطاهرة.

ولكم أحزنني هذا العام اغفال كثير من المآتم في الفترة الأخيرة لقراءة القصيدة التي عرف أهل البحرين بانشادها يوم الثامن من ذي الحجة وبطور خاص، إذ يكتفى بترداد بعض أبياتها. ان قراءة أمثال هذه القصائد الرائعة يساهم في رفع الذائقة الأدبية للمستمع، وهذا جار حتى على المجالس الحسينية الأخرى التي افتقدت القصائد الغر التي كانت تصدر بها المجالس، فتم الاجتزاء بأبيات منها. لقد كان السامع يمر بمفردات قوية وصور بلاغية رائعة، ما يمتع أذنه، وبذلك يتم الحفاظ على لغتنا العربية الممثلة لهويتنا... ولكم شعرت بالخجل حينما سمعت إنشادا للقصيدة بصوت الرادود جليل الكربلائي العراقي، بينما كان حري بنا المبادرة إلى ذلك، فذلك أفضل من إنشاد قصائد عامية - دون الحط من قدرها - ولكنها اللغة العربية وما تفرضه علينا من واجب الرعاية.

ثقافة الصور وعاشوراء

كثر قبل أيام الشد والجذب بين عدة أطراف، فطرف يركز على ان ثقافة الصور دخيلة على عاشوراء وهي تهدد الوحدة الوطنية وتخدش فيها، وآخر يرفضها داعيا الى عدم تهويل الموضوع وآخر يرى في القصة كلها مدخلا لمنع أنشطة هنا وهناك. عموما لا نريد الخوض والنقاش ولكني أرى عاشوراء تتسع للجميع وليس من المناسب ان تتخذ وسيلة لاثبات صوابية تيار وخطأ آخر، إننا نريد للمسيحي ان يشاركنا، فاذا رفض عملنا من هو داخل النسيج فكيف نستقطب من هم خارجه؟

هذا مع ضرورة تأكيد ان الانتماء لأهل البيت "ع" - في بعده العام - لا يؤطره مكان أو زمان، اذ يلزم باتباع الفقهاء اينما كانوا ومن اية جنسية كانوا، من دون ان يعني ذلك قدحا أو إخلالا بانتمائهم الوطني وولائهم لاوطانهم.

النظافة مشكلة مستعصية

تتولى في عاشوراء كل عام حفنة صغيرة من الشباب الطموح المثابر مباشرة تنظيف طريق المواكب أثناء سيرها، آخذة على عاتقها مسئولية كبيرة، ومتعرضة في ذلك لايذاء وسخرية البعض وثناء البعض الآخر، سؤالنا هنا: أليست هذه مهمة البلدية وشركة التنظيفات، ألا يمكن ان تتولى الشركة مباشرة هذا العمل، ألا يمكن التنسيق لتوفير صناديق قمامة، فالبلاء كل البلاء يعود إلى عدم توافر تلك الصناديق، فماذا تريد من المعزين؟ هل عليهم حمل فضلات طعامهم خمسة امتار حتى نهاية الزقاق ليرموها. نشر اصناديق صغيرة بكثافة في كل الأنحاء كفيل بتخفيف المشكلة إلى حد كبير.

نقاط التموين ونذور الطعام

كنت من أشد المحاربين للاكثار من الاكل، وبعد فترة من التأمل والتنقل بين أنحاء القرى والحلول ضيفا عليها وجدت أن لا محيص عن الأكل الذي قد يكون غداء، عشاء، افطارا للإنسان القادم من الخارج بلا طعام، ولكن الملاحظ هو سوء الفهم في نيات الناذرين، وهنا لا نشكك في نية القربة، ولكن يوجد خطأ في فهم القربة فهي تتسع لأعمال كثيرة ليس الاكل هو الأوحد فيها، ومع وجود الناذرين بالطعام، ألا يجدر تنظيم العملية بحيث توضع نقاط تموين لتوفير الغذاء الذي تتولى مؤسسة مشتركة توفيره لهذه الحشود، ويتم بذلك توفير الطاقات. فأنت تجد في كل زاوية طاولة عليها أطعمة وأمامها أرضية ملوثة بالماء بفضلات الطعام الملقاة

العدد 917 - الخميس 10 مارس 2005م الموافق 29 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً