قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الجمعة إن الطلب العالمي على النفط سينمو بمعدل أسرع من المتوقع هذا العام مع ارتفاع الاستهلاك بسبب موجات البرد التي حلت في أواخر الشتاء والنمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة والصين.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط إنها رفعت النمو المقدر للطلب هذا العام بواقع 290 ألف برميل يوميا الى 1,81 مليون برميل يوميا ليرتفع حجم الاستهلاك العالمي السنوي المتوقع الى 84,3 مليون برميل في اليوم.

وأضافت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية في مجال سياسات الطاقة "يرجع هذا التعديل أساسا الى الطقس شديد البرودة في أواخر فبراير/ شباط وأوائل مارس/ آذار ونظرة أكثر إيجابية لنمو الاقتصاد الأميركي، وأثر ذلك وعوامل أخرى على آفاق نمو الطلب على النفط في الصين". وتابعت الوكالة أن الطلب القوي ساهم في خفض مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من النفط بمقدار ثلاثة ملايين برميل في يناير/ كانون الثاني الى 2,57 مليار لتظل قادرة على تغطية احتياجات الطلب لمدة 51 يوما. ويزيد إجمالي المخزونات بمقدار 66 مليون برميل عن مستواها في مثل هذا الوقت من العام الماضي.

ويشير الطلب الأقوى من المتوقع ضمنا الى حاجة شديدة إلى النفط من منتجي أوبك وخصوصا في الجزء الأول من هذا العام.

ورفعت الوكالة تقديرها للطلب على نفط أوبك بمقدار 400 ألف برميل يوميا الى 27,4 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من هذا العام. وزادت تقديرها للطلب على نفط أوبك في العام بكامله بمقدار 200 ألف برميل يوميا الى 28,6 مليون برميل.

وقالت الوكالة إن امدادات خليج المكسيك زادت بمقدار 50 ألف برميل يوميا، لكن انتاج ما يقدر بنحو 125 ألف برميل يوميا ظل متعطلا في أعقاب الاعصار. ومن المتوقع أن تعوض حقول جديدة في المنطقة ستدخل حيز الانتاج هذا العام الانتعاش البطيء بإضافة 200 ألف برميل يوميا الى انتاج المنطقة.

وارتفع إنتاج بحر الشمال مع عودة حقل سنور التابع لشركة شتات أويل والذي تبلغ طاقته الانتاجية 130 ألف برميل يوميا للانتاج بمعدل 100 ألف برميل يوميا بعد توقفه الذي بدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وارتفع انتاج روسيا بمقدار 40 ألف برميل يوميا في فبراير منهيا انخفاض الانتاج على مدى أربعة أشهر متتالية.

وعدلت الوكالة كذلك تقديرها لانخفاض انتاج روسيا في يناير بالخفض الى 70 ألف برميل يوميا من ديسمبر/ كانون الأول أي أقل من انخفاض بمقدار 110 آلاف برميل يوميا قدرتها الوكالة في تقريرها الشهر الماضي.

وزاد انتاج كل من الكويت ونيجيريا بمقدار 110 آلاف برميل يوميا في حين زاد انتاج السعودية بمقدار مئة ألف برميل يوميا. وزاد العراق صادراته من ميناء البصرة الجنوبي بمقدار 60 ألف برميل يوميا.

وارتفع انتاج الدول العشر الأعضاء في نظام الحصص في أوبك بمقدار 330 ألف برميل يوميا الى 27,2 مليون برميل يوميا بزيادة بنحو 200 ألف برميل يوميا عن سقف الانتاج الرسمي للمنظمة.

وكانت الدول العشر خفضت انتاجها في يناير وفاء لتعهدها في ديسمبر بإنهاء تجاوزات الانتاج عن السقف الرسمي للمنظمة البالغ 27 مليون برميل يوميا.

وزاد الانتاج في نهاية شهر فبراير وأوائل مارس، إذ استجابت المنظمة لموجات برد جاءت في أواخر فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ولارتفاع أسعار النفط العالمية.

ومن المقرر أن تجتمع أوبك الأسبوع المقبل لبحث امدادات النفط، ومن المتوقع أن تبقي على سقف انتاجها من دون تغيير.

وقالت الوكالة إنه "على رغم أن جميع الخيارات مفتوحة أمام اجتماع أوبك في أصفهان يوم 16 مارس، فإن الدلائل التي ظهرت في الفترة الاخيرة من داخل المنظمة وخارجها تشير فيما يبدو إلى أن النتيجة المرجحة هي تمديد العمل بمستوى الانتاج المستهدف البالغ 27 مليون برميل يوميا". وزادت الوكالة تقديرها للطلب على خام أوبك في العام 2005 بكامله بمقدار 200 ألف برميل يوميا الى 28,6 مليون برميل يوميا. وتركت تقديرها للطلب على نفط أوبك في الربع الأول من دون تغيير عند مستوى 29,1 مليون برميل يوميا