العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ

المدة الزمنية بين إعداد الأطعمة وتناولها هي سبب تسمم الحجاج

عمران: التقرير أخلى مسئولية الحملتين من الناحية العلمية...

عمران عن أن "أحد الأسباب الرئيسية في حالات التسمم التي ظهرت بين عدد من الحجاج البحرينيين خلال موسم هذا العام هو طول المدة الزمنية بين إعداد الأطعمة وتناولها، بالإضافة إلى بقائها في درجات حرارة غير مناسبة، ما يعطي الفرصة لتكاثر الميكروبات ووصولها إلى أعداد تكون معها مسببة للأمراض".

وذكر عمران في مؤتمر صحافي عقد صباح أمس في مبنى دار رفيدة في السلمانية بأنه "من الناحية العلمية لا يمكن التأكيد بأن الحملتين اللتين ظهرت فيهما أعراض التسمم هما السبب الرئيسي في ذلك، فهناك ظروف بعضها خارج عن إرادتهم وبعضها ضمن إرادتهم".

التقرير الوبائي

واستعرض عمران النتائج التي وردت في التقرير الوبائي لحالات التسمم الذي أعدته اللجنة الطبية في البعثة، وقال: "الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة تتلخص في ثلاث نقاط رئيسية، الأولى أن عمال الأغذية الموجودين في مطبخ الحملتين يحملون شهادات صحية سارية المفعول، وتتلخص النقطة الثانية في أنه بعد إعداد الطعام يتم حفظه في درجة حرارة الغرفة حتى يتم نقله إلى الحجاج، وقد وجدنا أن المقاولين لا يراعون الاشتراطات الصحية في نقل الأطعمة من أماكن الإعداد إلى أماكن التقديم، وتتضمن النقطة الثالثة أن نقل الأطعمة يأخذ عدة ساعات قد تصل إلى ست أو سبع ساعات، وفي بعض الأوقات تغلق الطرق المؤدية إلى منى فيلجأون إلى استخدام العربات لنقل الأطعمة إلى الحجاج، ووجدنا أن الظروف التي يتم نقل الطعام فيها غير مناسبة، وهذه المسألة ليست بيد المقاولين".

لا علاقة بين الأطعمة والتسمم

وبخصوص دراسة الحالة والضابط التي أجرتها اللجنة الطبية، قال عمران: "بعد زيارة المفتشين الصحيين للمصابين بالتسمم وأخذ عينات من المتسممين والأصحاء، أجروا بعض التحاليل الوبائية للتعرف على وجود علاقة بين الأطعمة والإصابة بالتسمم، ولم يتوصلوا إلى وجود علاقات إحصائية مهمة تدلل على أن نوعية الطعام أدت إلى التسمم".

نتائج سلبية

كما استعرض عمران نتائج التحاليل المختبرية التي أشرف عليها مكتب الوكيل المساعد للطب الوقائي في السعودية، وأوضح "على رغم إجراء التحاليل المختبرية أكثر من مرة واستخدام تقنيات مختلفة، إلا أنه لم يتم عزل مسببات جرثومية في العينات التي تم أخذها، أي لم يوجد أي ميكروب مسبب للتسمم في هذه العينات".

وعزا عمران النتائج السلبية "عدم وجود ميكروبات" إلى "عدم وجود متبق من الطعام المشتبه به، وذلك لطول المدة الزمنية بين إعداد الأطعمة وتقديمها وبين الإصابة بالتسمم ومراجعة الطبيب ووصلت هذه المدة إلى 10 أو 12 ساعة، بالإضافة إلى ذلك فإن عمال الأغذية في المطبخين كانوا في حالة صحية جيدة ويحملون شهادات صحية، إلى جانب أن العينات التي أخذت من المرضى وعددها 13 عينة ممن راجعت المستشفى العام، وتعد هذه العينة قليلة بالنسبة للعدد الإجمالي للمصابين بالتسمم".

وأضاف "على رغم أن النتائج المختبرية كانت سلبية، إلا أن ذلك لا ينفي وقوع تسمم غذائي، لأن المعطيات تتفق مع التعريف العلمي للتسمم الغذائي والتي تنص على ظهور حالات مرضية عند شخصين أو أكثر تناولوا طعاما من مكان واحد وفي وقت واحد. وعلى رغم إن الاشتراطات الصحية لم تكن متوافرة بشكل جيد في مطبخ إحدى الحملتين فإن النتائج المختبرية لم تتمكن من عزل المسببات الجرثومية في هذه الحملة، وبالتالي فإن الدليل العلمي غير موجود حتى نلقي اللوم على الحملات بتسببها في التسمم".

مخالفات اعتيادية

وتحدث خلال المؤتمر الصحافي رئيس التفتيش الصحي في اللجنة الطبية في البعثة البحرينية محمد سلمان الحداق الذي قال: "معظم المخالفات التي رصدت بشكل عام كانت مخالفات اعتيادية، وعلى رغم ذلك لا نستهين بها"، مردفا "أبرز أنواع المخالفات كانت سوء تخزين الأطعمة"، منوها إلى أنه "تم تفادي مثل هذه المخالفات من خلال الزيارات الثانوية للحملات".

وذكر الحداق "بعد ظهور حالات التسمم بين حملتين، قام المفتشون الصحيون بزيارة مطابخهما، ووجدوا أن مطبخ إحدى الحملات بها تجاوزات بسيطة لا تكاد تذكر، أما الحملة الأخرى فلاحظوا عدم وجود بعض الاشتراطات الصحية التي ظهرت أثناء زيارتهم الثالثة لها على رغم أنها لم تكن موجودة أثناء زيارة المفتشين الثانية للحملة".

249 متسمما

وأعطى عمران نبذة عن حالات التسمم، إذ قال: "شهدت اللجنة الطبية موجتين من التسمم في منى، وكان مجموع المصابين فيهما 249 حالة، كانت حالات التسمم الأولى ظهرت يوم عيد الأضحى المبارك بين 105 حاجا ينتمون إلى حملة واحدة، وكانوا يعانون من آلام في البطن مع إسهال بسيط، واستقبلت العيادة التابعة للجنة الطبية جميع هذه الحالات التي كانت بسيطة، واستدعت خمس حالات منها إلى تغذية وريدية تم عملها في عيادة البعثة".

وذكر أن "المجموعة الثانية من حالات التسمم والبالغ عددها 106 حالات ظهرت بين حجاج ينتمون إلى حملة أخرى واستقبلتهم العيادة الطبية للبعثة في غضون ساعة واحدة وذلك في ساعات الصباح الأولى من ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وكانت أعراض التسمم في حجاج الحملة الأولى مشابهة لتلك التي ظهرت في الحملة الأولى، واستدعت 8 حالات منها إلى تغذية وريدية، وتم نقل 20 حالة إلى المستشفى العام تلقت العلاج في قسم الطوارئ وخرجوا من المستشفى في نفس اليوم بعد أن أخذت عينات من تقيؤهم. واستقبلت عيادة مكة 18 حالة في ذات اليوم".

وأوضح بأنه "تم إرسال عدد من المفتشين الصحيين التابعين للجنة الطبية إلى مطابخ الحملتين، للتأكد من مدى توافر الاشتراطات الصحية فيهما، كما قاموا بزيارة إلى الحجاج البحرينيين الذين أصيبوا بحالات التسمم والأصحاء كذلك لإجراء دراسة الحالة والضابط، وأخذوا عينات عشوائية من الحجاج للتعرف على وجود نوعية من الطعام أدت إلى الإصابة بالتسمم.

وبحسب عمران فقد "تم الاتفاق بين اللجنة الطبية في البعثة والمسئولين في وزارة الصحة السعودية لإجراء بعض الفحوصات المختبرية على المصابين بحالات التسمم والعاملين في المطابخ وكذلك الذين يقومون بنقل الأطعمة، إذ تم أخذ مسحات شرجية وأنفية وحلقية منهم كما تم أخذ مسحات من الأدوات المستخدمة في الطبخ وتقطيع الطعام"

العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً