العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ

جمعتنا دين وحياة

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

لن أبوح سرا إن قلت إنه بات لخطب الجمعة خصوصية ديناميكية فريدة من نوعها في بلادنا، وللمرء أن يلاحظ ذلك بعد مرحلة الانفتاح السياسي الذي عرفته هذه الجزيرة، فإلى وقت قريب كانت الخطب "توزع" من أطراف أمنية، ولم يكن الخطيب يتحمل سوى الالقاء على مستمعيه.

وربما من باب "الطرفة الواقعية" أتذكر ما كان يخبرني به أحد الخطباء ما قبل الميثاق عن قصته مع "الخطب الجاهزة والمعلبة" التي كانت تستوحى من أدبيات أمن الدولة تارة، بل في غالبها كانت تحاول جاهدة فرض سياسة التسطيح والتجهيل، فكان السائد أن يتحدث الخطيب عن "السواك" ومعجون الاسنان أو "حلق اللحية" أو خطورة "التقتير والاسراف" في الوقت الذي كانت فيه دماء بريئة تقطر وتنزف وأرواح تزهق لم يشر إليها من بعيد أو قريب.

اليوم الأمر بالتأكيد أصبح مختلفا، فكثرت الخطب وكثر معها "الخطابون" واتسع الميل صوبها، ولعل السر في "كادر جديد" يمنح امتيازات كبيرة لمن ينال شرف هذه المهنة. ولكن البعض لايزال يستوحي خطبه من أجندة الماضي، ويتمنى عودة تلك الحقب، ربما لأنه اليوم يحتاج الى "قص ولصق" بينما كان الأمر يقتصر في السابق على تسلم الخطبة جاهزة مع التصحيح اللغوي وغير اللغوي.

هذا لا يمنع قطعا من الإشارة الى الكأس الممتلئة من الصور، فبعض الخطب في الكثير من بقاع هذا الوطن ارتقت الى مستوى الواقع الاجتماعي والسياسي بحيثياته المختلفة، وبدأت تجنح نحو المكونات الدقيقة للمواطن البحريني، وتسهم بفاعلية في تكوين الرأي العام حتى في القضايا السياسية الشائكة، فعشرات الآلاف ينتظرون هذا اليوم لسماع ما تقوله "الاقطاب الدينية" الناضجة والتي تقرأ الصورة الاجتماعية بشكلها الصحيح، وهي التي بنت لها اليوم عمقا شعبيا، وأعادت للجمعة شعارها الأزلي "جمعتنا دين وحياة"

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً