قال الباحث في الشأن العام البحريني أحمد الكوهجي: «إن النائب أو ممثل الشعب مناط به القيام بمهمتين صعبتين، الأولى هي التشريع والثانية هي الرقابة، وانطلاقا من ذلك على كل نائب أن يقيم نفسه جيدا قبل الشروع في تمثيل الشعب»، لافتا إلى أن «النائب مطالب بالتحلي بالصفات الحسنة، وأن يكون مثالاً للآية الكريمة التي تتحدث عن استئجار القوي الأمين، فالقوة تشير إلى الكفاءة وحسن الأداء أما الأمانة فتتعلق بالمبادئ».

وأضاف الكوهجي، في محاضرة ألقاها مساء الأحد الماضي في مجلس النائب السابق يوسف زينل أن «النائب مطالب بمجموعة من الأمور، من بينها أن يقيم مدى انسجامه مع المجتمع، أن يكون على علم بالقانون والحقوق، واسع المعرفة، ملما بالأدوات القانونية المعتمدة كالميثاق والدستور واللوائح الداخلية، كذلك عليه أن يعرف أن وظيفته تختلف عن وظيفة العضو البلدي، الأمر الذي يفرض عليه صياغة برنامج عقلاني بعيد عن المغالاة، وأن يحرص على ألا تنتهي علاقته بالناخبين بمجرد وصوله إلى المجلس».

وفيما يتعلق بالمواصفات المطلوبة في السياسي، قال الكوهجي: «إن التعريف المتداول لدى العامة عن السياسة يربط دائما ما بينها وبين عاملي المكر والدهاء، إلا أن التعريف العلمي يتجاوز ذلك ليشير إلى أن السياسة هي علم الحكومة وفن علاقات الحكم»، منوها إلى أن «الضرورة لا تقتضي أن يكون السياسي طيبا، انطلاقا مما لديه من مصالح وأجندة تدفعه للحاجة إلى مجموعة من الصفات كي يعمل على تحقيقها».

وأضاف أن «أخلاق السياسي قد تكون حسنة إلا أن ذلك يأتي لتحقيق أحد الغرضين، الأول هو النيل ممن يتعامل معه أو خدمته»، لافتا إلى أن «على السياسي أن يكون مستوفياً لمجموعة صفات منها أن يكون مؤمنا بالهدف الذي يسعى إليه، وأن يكون دقيقا في صحة المعلومات الموجودة بحوزته، جريئا وشجاعا، محبا للتجديد، منطقيا يجيد القياس، وأن يكون ملما بكل الجوانب المطلوبة».

من جانبه، قال المترشح النيابي في الدائرة السادسة من محافظة الشمالية يوسف زينل: «إن المحاضرة تطرقت إلى الكثير من الشئون، من بينها ما أثير من الحضور عن حظوظ كل من النائب المستقل والنائب المنتمي للجمعية السياسية، وبشكل عام يمكن القول إن كل ذلك مرتبط بتطور الوعي السياسي عند المجتمع، فنحن لانزال في بداية عهد الديمقراطية.